رسالة من السلطة الفلسطينية لغزة وإسرائيل وواشنطن
على لسان صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
جددت السلطة الوطنية الفلسطينية رفضها لخطة الضم الإسرائيلية وإجراء تواصل مع الإدارة الأمريكية، مؤكدة في الوقت نفسه أنه "لا دولة بدون غزة".
جاء ذلك على لسان صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في لقاء خاص نظمه بيت الصحافة مع مركز الإعلام بجامعة النجاح الوطنية بالضفة الغربية، عبر الإنترنت، وتابعته "العين الإخبارية".
وفي مداخلته قال عريقات إن إسرائيل ماضية في مخططها بضم الأراضي، مشيرا إلى أن الخطة لم تعلق، "لأن المادة 29 من الائتلاف الحكومي الاسرائيلي تنص على أن الأول من يوليو/تموز هي بداية إجراءات الضم وليست نهايتها".
واعتبر أن "ضم أي متر من الضفة الغربية هو إنهاء لوجود السلطة، وليتحمل الاحتلال جميع واجباته".
وأضاف "مشروع الضم يعطي الإسرائيليين حق تقرير مصيرنا، وهو ما يعتبر جريمة حرب، سنتوجه لمحكمة الجنايات الدولية بملف الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل".
واستطرد: "كل ما تقوم به إسرائيل على أرضنا من إعدامات ميدانية واعتقالات هو جرائم حرب"، لافتا إلى أن القيادة الفلسطينية كثفت عملها مع محكمة الجنايات الدولية، وقطعت شوطا طويلا في ذلك.
لا حوار مع إدارة ترامب
وعن التواصل مع واشنطن، أكد عريقات أنه "لن يكون هناك أي حوار أو تواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهما كانت النتائج والتداعيات".
واعتبر أن أي تواصل مع إدارة ترامب "يمثل منح شرعية لخطته الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية".
وذكّر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بـ37 لقاء عقدتها السلطة الفلسطينية مع الإدارة الأمريكية كان آخرها في مايو/أيار 2017، وكانت بحضور الرئيس محمود عباس.
ولفت إلى أن إدارة ترامب اتخذت منذ ديسمبر/كانون الأول 2017 وحتى اليوم 48 إجراء وعقوبة ضد الشعب الفلسطيني، منها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية للقدس، وإغلاق القنصلية وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن.
وكانت القيادة الفلسطينية أوقفت الاتصالات السياسية مع الإدارة الأمريكية في نهاية 2017، بعد قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
ولاحقا رفضت القيادة الفلسطينية خطة الرئيس الأمريكي المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
"صفقة القرن لديمومة الاحتلال"
وعن "صفقة القرن"، قال عريقات إنها "تعتبر الأراضي غرب النهر أراضي الشعب اليهودي وتمنحه وحده السيادة وحق تقرير المصير عليها بما يتنافى مع الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في العودة وفي تقرير المصير وتجسيد استقلال دولته بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967".
وتابع: "إدارة الرئيس ترامب نسخت ولصقت المطالب الإسرائيلية التي تقدم بها المفوض السامي ولم يخجل ترامب من ذلك".
وشدد المسؤول الفلسطيني على أن الخطة الأمريكية ومشروع الضم "انتهاك كامل للقانون الدولي والمواثيق الدولية وقرارات الشرعية الدولية، وتنسف حل الدولتين وجهود التسوية".
ووصف الخطة الأمريكية بأنها "ليست خطة للسلام وإنما مخطط الأبرثايد والضم وديمومة الاحتلال".
وتطرق عريقات خلال كلمته للمصالحة الفلسطينية، مؤكدا أنه "لا مبرر لاستمرار الانقسام الذي تتخذه إدارة ترامب واسرائيل كثغرة لتنفيذ مخططاتهم"، مرحبا بخطوات التقارب الأخيرة بين حركتي "فتح" و"حماس".
وقال: "غزة فكريا ووطنيا منبع للوطنية الفلسطينية، لا دولة في غزة أو بدونها، وهذا ليس شعارا بل واقع".
"كلما اقتربنا من إنهاء الانقسام في قطاع غزة، كلما أصبحنا قريبين جدا من الاستقلال، لأن غزة تعني الوطنية الفلسطينية"، بهذا أنهى عريقات حديثه.