محللان ليبيان: الصراعات تضرب أوصال مليشيا السراج
الصراعات والانشقاقات تضرب أوصال مليشيات السراج والمرحلة القادمة ستشهد مزيدا من التفكك فيما بينها
تشهد مليشيات حكومة "الوفاق" الإخوانية في طرابلس الليبية صراعا وانشقاقات فيما بينها، بل تصاعد الأمر إلى مواجهات مباشرة بالتزامن مع تقدم الجيش الليبي في محاور جنوب العاصمة.
وتعصف بحكومة الوفاق غير الشرعية موجة من الانشقاقات والخلافات الميدانية بين المليشيات التي انتهت بمقتل قيادات وهروب بعضهم وتصفية خصوم في ظروف غامضة.
وبرز إلى العيان مدى عمق الخلاف المليشياوي المزمن الذي يقسمهم إلى مليشيات قبلية أو مناطقية أو تنظيمات تحمل أيديولوجيات متطرفة أو مرتزقة سوريين من خارج البلاد عن طريق النظام التركي.
ووفق محللين ليبيين، فإن الصراعات والانشقاقات تضرب أوصال مليشيات السراج، مرجحين أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من التفكك فيما بينها؛ جراء دعم تركيا لفصائل على حساب الأخرى ما سيشعل الصدام بين المليشيات.
وأوضحوا أن جشع وزير داخلية حكومة الوفاق "المنتهية ولايتها" فتحي باشاغا يدفعه لإنشاء تحالفات جديدة تضمن له الانفراد بالسلطة بعيدًا عن أي محاصصة من قبل فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي.
اشتباك قريب
وقال المحلل السياسي الليبي، حسن محمد حسن، إن الخلاف يشتد بينهم حتى تحول إلى نزاع مناطقي، فتحالف فائز السراج الهادف لإيقاف تقدم القوات المسلحة الليبية يجمع خليطا كبيرا من القبليين و المؤدلجين الإرهابيين.
وأضاف حسن، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن هذا الخليط المجتمع على هدف واحد سيتفرق عند أول اختبار حقيقي وتتحول الساحة لمواجهة بين مليشيات طرابلس والمليشيات المتحالفة مع المرتزقة، في إشارة لمليشيات مصراتة (غرب).
وأوضح حسن أن مليشيات طرابلس متطرفة مناطقيًا، وبالتالي لن ترضى بوجود مليشيات مصراتة المتحالفة مع السوريين التي تسعى لإقصائهم من المشهد بأوامر من باشاغا.
وأشار إلى أن تركيا تميز مليشيات مصراتة في العطايا عن باقي المليشيات كونها منسجمة مع توجهها ومطيعة لها لأبعد الحدود، وهذا الأمر غير متواجد في مليشيات طرابلس التي تسعى فقط للحفاظ على نصيبها في الاعتمادات المستقبلية التي وعدهم بها فائز السراج.
خلافات مستمرة
بدوره، قال المحلل السياسي الليبي، عبدالسلام الترهوني، إن الانتقال إلى تصفية الحسابات الداخلية بدأ مبكرًا في صفوف مليشيات الوفاق غير المنضبطة خصوصًا بين مليشيا ثوار طرابلس والردع على خلفية نزاعات قديمة تجددت قبيل شهر رمضان المبارك.
وأضاف الترهوني، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أن الخلاف المزمن بين باشاغا وزير داخلية حكومة الوفاق غير الشرعية ومليشيا ثوار طرابلس دفعه إلى توجيه أمر لمليشيا الردع التي بدورها ألقت القبض على قياديين بثوار طرابلس.
وأوضح أن هذه المافيا المتواجدة على طول خطوط التماس أسلحتها موجهة نحو بعضها فالذي يفرقهم أكثر من الذي يجمعهم، خصوصًا بعد دخول تركيا على خط المواجهة ودفعها بالمرتزقة والمتشددين لدعم مليشيات مصراتة.
واندلعت الأيام الماضية اشتباكات متقطعة بين مجموعة من قوة الردع الخاصة ومجموعة أخرى من كتيبة ثوار طرابلس، في حي زاوية الدهماني بالعاصمة طرابلس.
ويعود سبب الاشتباكات، التي استُعملت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إلى إلقاء قوة الردع الخاصة القبض على أحد الأشخاص المعروفين داخل كتيبة ثوار طرابلس.
ويستهدف باشاغا مليشيا ثوار طرابلس، من أجل تفكيكها وإنهاء سيطرتها على مؤسسات الدولة خاصة المالية منها، لفسح المجال أمام كتائب مصراتة الموالية للإخوان، للاستحواذ على السلطة ومراكز القرار بدعم من تركيا.
وتتوالى خسائر المليشيات الإرهابية في معركتها أمام الجيش الليبي لتحرير العاصمة طرابلس من قبضة المسلحين والمرتزقة، حيث شهدت الأيام الماضية مقتل العديد من قادة المليشيات في محاور القتال، في الاشتباكات أو بالتناحر فيما بينها.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjE0NSA= جزيرة ام اند امز