إسرائيل وإيران تدخلان «الحلبة النارية».. هل تنتهي «اللكمات الصاروخية»؟
بينما تستعد إسرائيل للرد على الهجوم الإيراني الذي استهدف أراضيها قبل أيام، حذر محللون من أن «لعبة البينج بونج» الصاروخية بين طهران وتل أبيب، قد تخرج عن السيطرة، مما يؤدي إلى مزيد من التصعيد.
ويعتقد المحللون أن التقارير الأولية عن الهجوم الإيراني ربما كانت مضللة وقد تؤدي إلى تغيير حسابات رد إسرائيل التي قد تخشى الدخول في لعبة طويلة من «البينج بونج» الصاروخي مع طهران، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
ويبدو أن الهجوم الإسرائيلي وشيك، وخاصة وأن صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية قالت إن الجنرال مايكل كوريللا، قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) وصل إلى إسرائيل، فيما أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن ومستشاره للأمن القومي جيك سوليفان مشاورات مباشرة مع إسرائيل بشأن ردها.
وجرى إطلاع الصحفيين المحليين على أن الرد على الضربة الإيرانية وشيك، ربما قبل أو بعد الذكرى السنوية لهجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشمل الأهداف المتوقعة:
- مواقع عسكرية إيرانية
- مراكز القيادة والسيطرة التابعة للحرس الثوري
- البنية الأساسية للطاقة
- مصافي النفط
- خيار توجيه ضربة مباشرة للبرنامج النووي الإيراني، الذي حذرت طهران من أنه أحد خطوطها الحمراء.
فهل تدخل إسرائيل اللعبة مع إيران؟
الإجابة من رحم الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل، فلقطات الأقمار الصناعية ووسائل التواصل الاجتماعي أظهرت عددا من الصواريخ وهي تضرب قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية في صحراء النقب، مما تسبب في حدوث بعض الانفجارات الثانوية على الأقل، في إشارة إلى «أن الضربات الإيرانية كانت أكثر فاعلية مما تم الاعتراف به سابقًا».
ولاحظ الخبراء الذين قاموا بتحليل اللقطات ما لا يقل عن 32 ضربة مباشرة على القاعدة الجوية، ورغم أنها لم تتسبب في أضرار جسيمة، إلا أن بعضها هبط بالقرب من حظائر الطائرات التي تضم مقاتلات إف-35 الإسرائيلية، والتي تعد من الأصول العسكرية الأكثر قيمة في البلاد.
وستؤدي هذا الصواريخ إلى «تأثير مميت إذا جرى إطلاقها على مدينة مثل تل أبيب، أو توجيهها إلى أهداف أخرى عالية القيمة مثل مصافي النفط لمجموعة بازان بالقرب من حيفا، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة بيئية بجوار مدينة إسرائيلية كبيرة»، مما يعني أن تل أبيب قد تحجم على المبارزة مع طهران في تلك الحلبة.
وبعد تحليله صور الأقمار الاصطناعية، كتب ديكر إيفليث المحلل في مجموعة الأبحاث والتحليل CNA، قائلا إن «الحقيقة الأساسية تظل أن إيران أثبتت أنها قادرة على ضرب إسرائيل بقوة إذا اختارت ذلك».
وأوضح أن «القواعد الجوية أهداف صعبة، وهي من النوع الذي من غير المرجح أن يسفر عن العديد من الضحايا.. لكن يمكن لإيران أن تختار هدفًا مختلفًا مثل قاعدة مكتظة للقوات البرية أو هدف داخل منطقة مدنية حيث تسفر أي ضربة صاروخية عن عدد كبير من الضحايا».
وهناك مشكلة أخرى قد تقف عائقا أمام إسرائيل في الدخول بسلسلة طويلة من الضربات، تتمثل في التكلفة الاقتصادية لسلسلة طويلة من الضربات المتبادلة مع إيران حيث إن مخزونات الدفاع الجوي الإسرائيلية باهظة الثمن ومحدودة، بحسب إيفليث.
فهل ستكتفي إسرائيل بضربات محدودة؟
و«نظرًا لأن إسرائيل التزمت علنًا بضرب إيران، فمن المرجح أن هذه ليست المرة الأخيرة التي سنرى فيها تبادلًا للصواريخ»، بحسب إيفليث، الذي قال إن مصدر القلق «سيكون في تبادل الضربات بشكل لن تتمكن إسرائيل من تحمله إذا تحول هذا إلى صراع طويل الأمد».
وفي الأمد البعيد، قد تستهدف إسرائيل خطوط إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية والبنية الأساسية من أجل منع الهجمات خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زعم دائما أن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني يشكل خطورة على إسرائيل مثل برنامجها النووي.
وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: «من الصعب أن نتخيل أن إسرائيل ستشن هجومًا رمزيًا ومحدودًا، وسيتعين عليها الآن أن تفعل شيئًا أعلى بدرجة أو عدة درجات».
وحذر من أن التوتر بين إسرائيل وإيران قد يخرج عن السيطرة في أي لحظة، وقد يؤدي إلى سقوط ضحايا في إسرائيل مما يؤدي إلى مزيد من التصعيد، وقد يجر الولايات المتحدة إلى التدخل مما يؤدي إلى استهداف حلفاء إيران للقوات والقواعد الأمريكية في المنطقة.
وأضاف أن إيران استخدمت في الهجوم أسلحتها الأكثر تقدمًا، ولديها مخزون كافٍ مما يمكنها من تكرار ذلك لعدة أشهر، وسيكون هذا هو العالم الذي سنعيش فيه ما لم يتوقف التصعيد، معتبرًا أن الشخص الوحيد القادر على ذلك هو الرئيس الأمريكي، لكن «سجله لا يمنحنا الكثير من الأمل».