عكس برشلونة.. لماذا لم يرث إسبانيول "العداء الكتالوني" لريال مدريد؟
يستعد ريال مدريد لخوض مباراة حاسمة أمام إسبانيول بملعب سانتياجو برنابيو في الجولة 34 من الدوري الإسباني، مساء السبت.
ريال مدريد يحتاج للتعادل فقط أمام إسبانيول من أجل حسم لقب الدوري الإسباني (2021-2022) للمرة الـ35 في تاريخه، حيث يتصدر الفريق الملكي جدول الترتيب برصيد 78 نقطة، بفارق 15 نقطة عن غريمه برشلونة في الوصافة، قبل 5 جولات من النهاية.
وبالرغم من انتماء نادي إسبانيول لإقليم كتالونيا حاله حال برشلونة، فإنه يعد من الأندية الصديقة لريال مدريد، على نقيض البارسا ألد عدو للفريق الملكي، لأسباب سياسية واجتماعية.
إسبانيول هو أحد الأندية التي يستعين بها ريال مدريد لتطوير لاعبيه الشباب، ومن بينهم ماركو أسينسيو ولوكاس فاسكيز ثنائي الفريق الملكي حاليا، الذين سبق لهما اللعب على سبيل الإعارة مع النادي الكتالوني خلال الفترة بين 2014 و2016.
سر صداقة ريال مدريد وإسبانيول
في عام 1899 تأسس برشلونة على يد السويسري هانز جامبر، وهو أحد أقدم الأندية في إسبانيا، وفي العام التالي ظهر في نفس المدينة نادي إسبانيول على يد الطالب الجامعي أنخيل رودريجيز رويز، ليصبح أول ناد في إسبانيا يتم تشكيله حصرا على يد مشجعين محليين دون أي تدخل أجنبي.
منذ نشأته كان إسبانيول مرتبطا بالهوية القومية الإسبانية، وهو ما يظهر بوضوح في اسمه، حتى أن ألوان شعاره وقميصه في سنواته الأولى كانت الأصفر والأحمر المستوحاة من علم إسبانيا، قبل تغييرها إلى الأزرق والأبيض في عام 1910.
وفي السنوات الأولى من القرن العشرين تعالت الأصوات المطالبة بانفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، وحينها انضم برشلونة للأغلبية الكتالونية المطالبة بالاستقلال، فيما اتخذ إسبانيول الجانب المضاد.
ومنذ ذلك الحين يُصنف برشلونة، الذي بذل كل جهده لدعم قضية الانفصال، كممثل للإقليم وسكانه، فيما يُعامل إسبانيول كدخيل زرعته السلطة المركزية في كتالونيا.
وازداد هذا الشعور لدى سكان كتالونيا عامة، وبرشلونة ومشجعيه بشكل خاص، بعد منح إسبانيول لقب ريال (بمعنى ملكي) من قبل الملك ألفونسو الثالث عشر في عام 1912، وهو لقب لم يحصل عليه ريال مدريد سوى عام 1920.
وفي الوقت الذي يرى فيه برشلونة أن إسبانيول دخيل على كتالونيا بسبب دعمه للدولة، فإن الأخير يعتبر أيضا أن البارسا صنيعة الأجانب، ويصفه مشجعوه بـ"النادي السويسري".
وبهذا يتفق ريال مدريد وإسبانيول على أيديولوجية واحدة، وهي دعم وحدة الدولة الإسبانية وعاصمتها المركزية مدريد، على عكس برشلونة أحد أكبر داعمي قضية انفصال كتالونيا.
التامودوزو
شهدت الكرة الإسبانية واقعة شهيرة بنهاية نسخة 2006-2007 من الدوري، حين تسبب إسبانيول في تحويل وجه اللقب من برشلونة إلى ريال مدريد.
في ذلك الموسم، استضاف برشلونة جاره إسبانيول في الجولة 37 (قبل الأخيرة)، وانتهت بالتعادل 2-2 بعدما سجل راؤول تامودو هدفا للضيوف في اللحظات الأخيرة.
بهذا التعادل تمكن ريال مدريد من التتويج بطلا للدوري الإسباني، بفضله تفوقه على برشلونة في المواجهات المباشرة، بعد تساويهما في عدد النقاط (76).
وتفخر جماهير إسبانيول بهذه المباراة التي تحكمت في مصير اللقب، وباتت تُعرف باسم "تامودوزو" نسبة إلى تامودو.
aXA6IDMuMTUuMTQuMjQ1IA== جزيرة ام اند امز