قبل استقالة إسبر.. مذكرة سرية للبيت الأبيض وتضليل للرئيس

كشفت الأيام القليلة الماضية عن توتر في العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والبنتاجون بشأن خططه لسحب القوات من سوريا وأفغانستان.
وأرسل وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك إسبر مذكرة سرية للبيت الأبيض هذا الشهر بشأن أعداد القوات الموجودة في أفغانستان.
وقال مسؤولان أمريكيان، طبقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، إنه بعد التشاور مع مسؤولين عسكريين بارزين، أرسل إسبر مذكرة سرية إلى البيت الأبيض هذا الشهر يعرب فيها عن قلقه بشأن مزيد من تقليص أعداد القوات هناك.
وكتب إسبر في المذكرة أن الأوضاع على الأرض ليست ملائمة، مشيرًا إلى أعمال العنف المتواصلة، والمخاطر المحتملة على القوات المتبقية حال الانسحاب السريع، والضرر المحتمل على التحالفات والخوف من تقويض المفاوضات.
وذكرت "واشنطن بوست" أنه في الفترة التي سبقت الانتخابات، غرد ترامب عبر "تويتر" قائلًا إن القوات الأمريكية في أفغانستان يجب أن تعود إلى أرض الوطن بحلول الكريسماس، مما أثار انزعاج مسؤولين أمريكيين بارزين كانوا يعملون على انسحاب أكثر تدرجًا.
وبعد أيام من خسارة ترامب في الانتخابات، أقال إسبر. ومنذ هذا الوقت، سمح ترامب، الذي يرفض تسليم السلطة، بتطهير سياسيين بارزين آخرين عملوا تحت قيادة إسبر، ليحل محلهم آخرون موالون للرئيس المنتهية ولايته.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الروايات الخاصة بالمداولات بشأن أفغانستان في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب تستند على مقابلات مع 21 من المسؤولين الأمريكيين والأفغان منهم حاليون وسابقون، تحدث كثير منهم شريطة عدم كشف هوياتهم بسبب حساسية المسألة.
وأوردت الصحيفة أن العلاقة بين ترامب وإسبر توترت منذ شهور بسبب عدة قضايا، لكن بعض الموجودين بدائرة الرئيس قالوا إن غضب ترامب حيال ما اعتبره مقاومة عسكرية راسخة لأهدافه لعب دورًا في الأمر. لكن نفى آخرون أن يكون موقف إسبر بشأن أفغانستان له علاقة بذلك.
وتأتي الاضطرابات في البنتاجون في ظل حالة عدم يقين عميقة بشأن كيفية مرور الفترة ما بين الوقت الراهن وحتى يوم تنصيب الرئيس الجديد في 20 يناير/كانون الثاني.
من جانبه، دعا كولين جاكسون، الذي عمل كمسؤول كبير بالبنتاجون لشؤون أفغانستان بوقت سابق في إدارة ترامب، إلى عدم الانسحاب الآن.
وأشار إلى أنه لا يوجد مثال واحد على انسحاب سار على ما يرام، لا في فيتنام ولا العراق.
وقال مسؤول سابق بالبيت الأبيض إنه ليس ممكنا للولايات المتحدة سحب جميع القوات "بدون سحق التحالف هناك"، مشيرًا إلى أنه يمكن تقليص أعداد القوات إلى 4500 ولكن "لا يمكن أن نصل صفر".
وفي سياق متصل، قال دبلوماسي أمريكي متقاعد خلال مقابلة مدوية هذا الأسبوع إن مسؤولي الدفاع ضللوا ترامب للاعتقاد بأن أعداد القوات في سوريا أقل بكثير عما هي عليه بالفعل.
وأضاف المبعوث الأمريكي إلى سوريا المستقيل جيمس جيفري، خلال مقابلة مع موقع "ديفنس ون" المتخصص في الشؤون العسكرية، أنهم دائمًا ما كانوا يلعبون ألاعيب حتى لا يكشفوا لقيادتهم عن أعداد القوات الموجودة هناك.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2019، أمر ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمالي سوريا، وهو قرار أثار الجدل بين المشرعين ومسؤولي الدفاع والدبلوماسيين.
وأوضح جيفري أن مسؤولي البنتاجون أقنعوا الرئيس بترك نحو 200 جندي لحماية حقول النفط في شرقي البلاد المعرضة لخطر الوقوع تحت سيطرة داعش، غير أن العدد الحقيقي للقوات شمالي شرق سوريا "أكثر بكثير" من الـ200 التي وافق ترامب على بقائها. وقال بعض المسؤولين إن العدد يصل لـ900 جندي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY3IA==
جزيرة ام اند امز