من القمة إلى القاع.. لماذا انهار الترجي في دوري أبطال أفريقيا؟
اقترب الترجي التونسي من توديع دوري أبطال أفريقيا بعد الخسارة الثقيلة التي تعرض لها أمام الأهلي المصري (0-3) في ذهاب نصف نهائي البطولة.
وقدم نادي العاصمة التونسية واحدة من أسوأ مبارياته في تاريخ مشاركاته بالمسابقة، كما فشل المدرب المخضرم نبيل معلول في إيجاد الحلول التكتيكية والفنية الكفيلة بإعادة الروح للفريق بعد سلسلة النتائج السلبية في الدوري التونسي.
وتبدو حظوظ الترجي صعبة للغاية لقلب الطاولة على الأهلي في مباراة العودة المقرر إقامتها يوم الجمعة المقبل، خاصة وأنه سيكون محروما من خدمات 10 لاعبين دفعة واحدة، بسبب الإصابات والتزامات منتخب تونس للشباب.
ومنذ تتويجه بنسختي عامي 2018 و2019، فشل فريق "الدم والذهب" في المنافسة بقوة على لقب دوري أبطال أفريقيا، حيث تكرر خروجه في الأدوار الإقصائية خلال النسخ الـ3 الأخيرة، والرابعة في الطريق.
وترصد "العين الرياضية" من خلال التقرير التالي، 3 عوامل وراء انهيار فريق الترجي قاريا على مدار السنوات الأخيرة.
رحيل النجوم
خسر "شيخ الأندية التونسية" خدمات عدة لاعبين مؤثرين طوال السنوات الأخيرة، دون أن ينجح في تعويضهم بعناصر جديدة بنفس القيمة الفنية والتكتيكية.
وفشل الفريق في إقناع نجومه السابق، على غرار الكاميروني فرانك كوم والجزائري يوسف بلايلي والتونسي أيمن بن محمد وكذا سعد بقير، بالبقاء بعد العروض التي وصلتهم من قبل الأندية العربية والأوروبية.
هذا الرحيل الجماعي تزامن مع اعتزال ثلاثي من أصحاب الخبرات، هم خليل شمام وسامح الدربالي وشمس الدين الذوادي، الذين شكلوا لفترة طويلة القوام الأساسي لخط الدفاع.
تعاقدات فاشلة
قامت إدارة الترجي خلال السنوات الأخيرة، بالتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين فشل معظمهم في ترك بصمة في الفريق، وهو ما انعكس سلبيا على نتائجه على الصعيد القاري.
وباستثناء عبدالقادر بدران وأمين توغاي، عجز باقي اللاعبين الجزائريين عن تقديم إضافة كبيرة للفريق، كما جاء أداء معظم المهاجمين الأفارقة، على غرار إبراهيم واتارا وخالد عبدالباسط ووليام توغي، مخيبا للآمال.
وأمام ضعف السوق المحلية، اضطر الفريق للتعاقد مع لاعبين من أصحاب الإمكانات المتوسطة لم ينجحوا في إثبات وجودهم في المنافسات القارية.
استراتيجية غامضة
فشلت إدارة النادي في وضع استراتيجية ناجحة في ظل التخبط في الخيارات والقرارات من جانب حمدي المدب رئيس مجلس إدارة الترجي.
وقرر رئيس الترجي في فترة من الفترات، التعاقد مع نجوم ينشطون في أوروبا، قبل أن يختار في مرحلة ثانية منح الفرصة للاعبين الشباب.
هذا التخبط في وضع استراتيجيات النادي لم يساعد الفريق على المنافسة بجدية على لقب دوري أبطال أفريقيا.