مؤتمر الطاقة العالمي.. رئيسة إستونيا تحث العالم على قتل الكربون
كريستي كاليولايد ألقت خطابا رئيسيا في ثاني أيام مؤتمر الطاقة العالمي، وتشارك ضمن المتحدثين في جلسة عن استخدامات البلوك تشين في الطاقة.
"كل خطوة مهما كانت صغيرة.. قد تكون الخطوة الحاسمة للمستقبل"، عبارة كتبتها كريستي كاليولايد رئيسة إستونيا في تغريدة على تويتر تلخص رؤيتها الداعية إلى "قتل الكربون".
الرسالة ذاتها حملتها كاليولايد إلى مؤتمر الطاقة العالمي في ثاني أيامه، الثلاثاء، لحث العالم على تبني تقنيات حديثة في عالم الطاقة لمكافحة التلوث والكربون.
ودعت كاليولايد العالم إلى تغيير منهجه الحالي تجاه الطاقة وتغيير طريقة الإنتاج والاستهلاك، وأضافت: "التغيير في عالم الطاقة حتمي.. علينا أن نقبل أن الشيء نفسه الذي حدث مع منتجي مصابيح الجاز عند ظهور الكهرباء سيتكرر مع نمط الطاقة الحالي".
وتابعت: "لكن التغيير سيستغرق دورة تقنية كاملة؛ لذلك سيكون هناك وقت كافٍ للمستثمرين في القطاع من أجل استعادة أموالهم".
وأوضحت رئيسة إستونيا أن بلادها أصبحت المجتمع الرقمي الأول في العالم عن طريق توفير مساحات قانونية وآمنة أمام المجتمع لاستخدام التقنيات الرقمية، وتابعت: "في ظل تحديات الطاقة الحالية نحن بحاجة إلى القيام بشيء مماثل على نطاق عالمي".
وتشارك كاليولايد في "مؤتمر الطاقة العالمي" الذي انطلقت فعاليات دورته الرابعة والعشرين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أمس الإثنين، وتستمر حتى 12 سبتمبر/أيلول 2019.
والمؤتمر هو الحدث النوعي الأبرز في قطاع الطاقة على مدار أكثر من 90 عاما، وانطلق وسط حضور قياسي وفعاليات فريدة تقدم فرصة هائلة للمهتمين بالقطاع للاستماع إلى متحدثين من عمالقة الطاقة حول العالم.
ومن المقرر أن تشارك رئيسة إستونيا، اليوم، أيضا، ضمن المتحدثين في جلسة عن استخدامات تقنيات البلوك تشين في أنظمة الطاقة، ودور التقنية في خفض التكاليف وتمكين إنترنت الأشياء وتحسين استخدام أصول القطاع، مع عرض الفرص والتحديات التي تواجهها.
وفي تغريدات سابقة، دعت كاليولايد –التي اختارتها مجلة فوربس الأمريكية ضمن أقوى 100 امرأة في 2018- إلى التوقف عن الاعتماد على التكنولوجيات التي تبقي ثاني أكسيد الكربون على قيد الحياة، وقالت إن "أولئك الذين قفزوا على التكنولوجيا القديمة واخترعوا أشياءً جديدة هم الذين سيزدهرون".
وترى رئيسة إستونيا أنه من الممكن الدفع بقطاع الطاقة إلى النمو والتطور مع الحفاظ في الوقت ذاته على المناخ.
يشار إلى أن كاليولايد تخرجت في جامعة تارتو الإستونية عام 1992 متخصصة في مجال علم الوراثة من كلية العلوم الطبيعية، وأتمت دراستها لدرجة الماجستير في كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال عام 2001.
وفي الفترة من 2001 إلى 2004، كانت كاليولايد عضوا في المجلس الإشرافي لمركز الجينوم الإستوني.
ومركز الجينوم الإستوني هو قاعدة بيانات بيولوجية قائمة على السكان وبنك حيوي أنشئ عام 2000 لتحسين الصحة العامة في إستونيا، ويحتوي المركز على سجلات صحية وعينات بيولوجية من نسبة كبيرة من سكان إستونيا.
وفي طريقها إلى الرئاسة، عملت كاليولايد في الفترة من 2004 إلى 2016 عضوا في محكمة المدققين الأوروبية، وشغلت منصب المدير المالي والرئيس التنفيذي لمحطة طاقة "أور" التابعة لشركة الطاقة الحكومية إستي إنيرجيا من 2002 إلى 2004.
ومن 1999 إلى 2002 كان كاليولايد المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء الإستوني مارت لار.
وكانت أيضا عضوا في المجلس الاستشاري لجامعة تارتو من 2009 إلى 2011 ورئيسة مجلس الجامعة من 2012 إلى 2016.
وفي عام 2016، تم انتخاب كاليولايد رئيسة لجمهورية إستونيا، لتصبح أول سيدة تترأس إستونيا ورابع رئيس للدولة منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وتُعرف كاليولايد بدعمها الرهيب للثورة الرقمية؛ حيث أشرفت على تنفيذ برنامج e-dentity وهو أول منصة على مستوى البلاد تتيح للمواطنين دفع الضرائب والتصويت عبر الإنترنت.
وتعمل رئيسة إستونيا على اجتذاب المواهب إلى بلادها عبر عدة وسائل من بينها تسهيل منح تأشيرات إلكترونية للإقامة عاما كامل في البلاد.
ورغم صغر مساحتها؛ تعد إستونيا موطنا لـ4 من شركات "اليونيكورن" وهي شركات ناشئة متخصصة في التكنولوجيا وتتخطى قيمتها مليار دولار.
يذكر أن إستونيا كانت ضيف شرف القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة، التي انعقدت في إمارة دبي خلال الفترة من 10 إلى 12 فبراير/شباط الماضي.