وزير الخارجية الإثيوبي: جبهة تحرير تجراي أهدرت فرصة السلام
قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي، دمقي مكونن، إن جبهة تحرير تجراي، أهدرت فرصة السلام في ظل وقف إطلاق النار.
وأضاف مكونن أن الجبهة المصنفة "إرهابية" اختارت إغلاق الممرات الإنسانية وشن هجمات جديدة في مناطق بإقليمي عفار وأمهرة.
وحسب بيان لوزارة الخارجية الإثيوبية أجرى مكونن محادثات بالفيديو كونفرس، اليوم الخميس، مع وزير خارجية كندا مارك جارنو.
وناقش الجانبان بشكل رئيسي الأوضاع في إقليم تجراي وسبل تعزيز العلاقة التاريخية والأخوية بين إثيوبيا وكندا.
وأوضح مكونن، خلال حديثه مع نظيره الكندي، أن قرار الحكومة الإثيوبية إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد يهدف إلى معالجة المخاوف الإنسانية في الإقليم، وإيصال المساعدات وإعطاء فرصة للمزارعين للإستفادة من الموسم الزراعي .
وأضاف وزير الخارجية الإثيوبي، مستدركا، إلا أن جبهة تحرير تجراي أضاعت فرصة السلام بموجب وقف إطلاق النار واختارت إغلاق الممرات الإنسانية وشنت هجمات جديدة في إقليمي عفار وأمهرة المجاورين لإقليم تجراي شمال إثيوبيا.
وأعرب مكونن، عن قلق بلاده إزاء فشل المجتمع الدولي في الاعتراف بجهود الحكومة الإثيوبية لتهيئة بيئة مواتية للدعم الإنساني والسلام والاستقرار في إقليم تجراي.
وقال إن إثيوبيا تتوقع من المجتمع الدولي، بما في ذلك كندا ، إجبار عناصر جبهة تحرير تجراي، على احترام وقف إطلاق النار الإنساني وإدانة الأعمال المدمرة لهذه الجماعة التي استمرت في عرقلة الدعم الإنساني.
وتابع: سبل كسب العيش التي تعطلت بسبب الهجمات الجديدة للجماعة، في إشارة إلى عناصر جبهة تحرير تجراي، تسببت في نزوح أكثر من 200 ألف شخص من منطقتي عفار وأمهرة، مضيفا: "ينبغي أن تكون مصدر قلق للمجتمع الدولي."
ولفت مكونن، الى أن الحكومة الجديدة التي ستبدأ عملها في سبتمبر/ايلول المقبل بعد نجاح غجراء الانتخابات الإثيوبية في يونيو/حزيران الماضيسيكون لديها خطة لإجراء حوارات شاملة مع أصحاب المصلحة.
وشدد على ضرورة إخبار "المجموعة غير المسؤولة" ( جبهة تحرير تجراي) بوقف محاولاتها لتصعيد الصراع على جبهات جديدة مستخدمة الأطفال كجنود.
من جانبه أشار وزير خارجية كندا مارك جارنو ، خلال حديثه مع نظيره الإثيوبي، إلى زيارة رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، لإثيوبيا العام الماضي ولقائه برئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد.
وقال إن ذلك اللقاء تبادلا فيه قيادة البلدين وجهات النظر حول الإصلاح في إثيوبيا والتزام كندا بدعم مثل هذه الجهود الإيجابية.
وخلال مناقشة الوضع السياسي والإنساني في إقليم تجراي، قال وزير الخارجية الكندي ، إن كندا تتوقع تحسنًا سريعًا في تدفق الدعم الإنساني إلى المنطقة.
والإسبوع الماضي اتهمت السلطات الإثيوبية عناصر جبهة تحرير تجراي بتعطيل وإغلاق ممرات المساعدات الإنسانية.
وقالت لجنة إدارة مخاطر الكوارث الإثيوبية (حكومية)، في بيان، إن "مجموعة من مسلحي جبهة تحرير تجراي الإرهابية أغلقت طريق المساعدات الإنسانية من خلال تنفيذ هجمات إرهابية على الممرات الإنسانية بإقليم عفار شرقي البلاد".
ونقل البيان عن متوكو كاسا، مفوض إدارة مخاطر الكوارث الإثيوبية، قوله إن الأيام الثلاثة الماضية تعرضت فيها الممرات الإنسانية بإقليم عفار (شرق) لهجمات من قِبل جبهة تحرير تجراي الإرهابية، باستهداف 189 شاحنة تحمل مساعدات غذائية وغير غذائية كانت في طريقها إلى إقليم تجراي.
وأضاف أنه نتيجة لذلك، اضطرت شاحنات المساعدات الإنسانية إلى التوقف.
وأكد أن الحكومة الإثيوبية تعمل على تسهيل إيصال المساعدات الغذائية وغير الغذائية إلى إقليم تجراي من خلال برنامج الغذاء العالمي ووكالات المعونة الدولية الأخرى، لكن الهجمات الإرهابية للجماعة تعرقل هذه الجهود.
وفي 28 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت الحكومة الإثيوبية موافقتها على وقف إطلاق النار في إقليم تجراي من جانب أحادي، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، بعد طلب من الإدارة المؤقتة في الإقليم.
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أمر آبي أحمد بتنفيذ عملية عسكرية ضد "جبهة تحرير تجراي"، بعد مهاجمتها القاعدة العسكرية الشمالية.
ونجح الجيش الإثيوبي في توجيه ضربات متتالية لجبهة تحرير تجراي وهزيمتها في الكثير من المواقع حتى وصل إلى مقلي عاصمة الإقليم في 28 من الشهر نفسه، لكن منظمات إنسانية وحقوقية تتهم أديس أبابا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في الإقليم، وهو ما تنفيه إثيوبيا.