بحيرة "بسقا" الإثيوبية.. ما تفعله الجيولوجيا بالأرض
بسقا هي بحيرة مالحة في مدينة متاهرا شرقي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تزداد مساحتها يوما بعد يوم حتى ابتلعت الطريق الرئيسي
دون مقدمات كشفت الأرض عن بحيرة مالحة في منطقة مدينة متاهرا شرق العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، وأخذت مساحتها تزداد يوما بعد يوم حتى ابتلعت الطريق الرئيسي الرابط بين أديس أبابا ومدينة هرر شرقي إثيوبيا.
يربط الطريق بين العاصمة والمواني الجيبوتية، وهو حيوي ومهم، ويوجد به الخط الحديدي القديم الذي يربط إثيوبيا بدولة جيبوتي
تعرف البحيرة باسم "بسقا"، وتحولت إلى متنزه لسكان هذه المنطقة، ما يبشر بتحويلها مستقبلا إلى مشروع سياحي.
ووفق بعض الخبراء المحليين، فإن البحيرة تكونت كامتداد طبيعي للأخدود الإفريقي العظيم، موضحين أن مياه هذه البحيرة جاءت من قناة تستمد مياهها من البحر الأحمر.
ويتوقع الخبراء أن تتسع المساحة الحالية للبحيرة إلى أضعاف ما هي عليه الآن، وقد تشكل خليجا يربط إثيوبيا بالأحمر الأحمر وفق توقعات الخبراء المحليين.
ويؤكد عدد من المواطنين أن البحيرة قبل عدة أعوام لم تكن موجودة بل بدأت تظهر وكأنها بركة مياه، ثم أخذت تتسع يوما بعد يوم حتي أصبحت في شكلها الحالي، وابتلعت الطرق الرئيسية والخط الحديدي، ما دفع إلى إقامة طريق آخر بالقرب من البحيرة على الجانب الشمالي منها.
وأصبحت البحيرة أحد المعالم التي تكونت بسبب التحركات الجيلوجية وميزت تلك المنطقة عن غيرها، خاصة أن هناك بحيرات في تلك المناطق بدأت تختفي؛ مثل بحيرة هرومايا التي تقلصت بصورة كبيرة جدا، بفضل العوامل البيئية والمناخية.
وبالقرب من موقع البحيرة توجد بعض القرى الصغيرة التي نالت شهرة بفضل البحيرة، مما ساهم في خلق حراك اقتصادي وسياحي بالمنطقة.
دراسات حول البحيرة
وتشير بعض الدراسات إلى أن البحيرة توسعت بصورة مضاعفة ووصلت مساحتها لنحو 47.3 كيلومتر مربع في منتصف القرن الماضي، وكشفت النتائج أن البحيرة قد تضر بنظام المياه الجوفية فى مناطق (سودر، وأواش، وأبادير)، ومن المتوقع أن تغمر البحيرة أجزاء من مناطق زراعية عدة خلال السنوات القليلة المقبلة.
وحذرت الدراسات من أن يصبح تمدد وتوسع البحيرة تحديا لمصانع إنتاج السكر الموجودة في المنطقة، حيث يوجد بالمنطقة مصنع سكر متاهرا .
وربما تقترن البحيرة مع توسعها بنهر أواش، أحد أهم الأنهار في تلك المنطقة، والذي ينحدر نحو الحدود الصومالية، ما يؤثر على جميع مشاريع الري في مجرى النهر في الحوض، وبالتالي سيؤثر قطعا على حياة الكثيرين من الذين ترتبط حياتهم المعيشية بالنهر وشواطئه.
ونظرًا إلى أن المنطقة تقع في الجزء العلوي من وادي ريفت فالي الإثيوبي، فمن المتوقع أن تؤدي عوامل أخرى إلى تفاقم توسعها في المستقبل القريب بشكل عام.
وهناك بعض الدراسات التي حذرت من الأضرار المحتملة التي تسببها البحيرة، مثل مرض التصلب العصبي المتعدد.
وبحسب دراسة للدكتور مقرسا أولومانا دينكا، عن البحيرة، قدمت لجامعة جوهانسبيرج بجنوب إفريقيا عام 2017، فإن توسع البحيرة يمثل تحديًا كبيرًا للاقتصاد الاجتماعي والبيئي في المنطقة.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن توسع البحيرة يعود في الغالب إلى زيادة تدفق المياه الجوفية بنحو 56٪ من إجمالي التدفقات في الفترات الأخيرة.
aXA6IDE4LjIxOC4xMDguMjQg
جزيرة ام اند امز