"أواسا" الإثيوبية.. ساحرة السيداما تحتفي بيوم السياحة العالمي
احتضنت مدينة أواسا حاضرة إقليم السيداما بجنوب إثيوبيا، احتفالات إثيوبيا باليوم العالمي للسياحة في نسخته الـ34 بالبلاد.
ويحتفل العالم في 27 سبتمبر/أيلول من كل عام باليوم العالمي للسياحة، وذلك بهدف تعزيز الوعي الاجتماعي للشعوب بأهمية السياحة وقيمتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.
وشارك في الاحتفالات التي شهدتها مدينة أواسا جنوب إثيوبيا أمس الإثنين، عدد من ممثلي الأقاليم الإثيوبية، إلى جانب وزيرة الثقافة والسياحة الإثيوبية هيروت كاساو، ووزيرة العمل والشؤون الاجتماعية الإثيوبية أرغوقي تسفاي، وحاكم إقليم السيداما وعدد من المسؤولين والمهتمين بالسياحة والثقافة والتنمية وممثلين عن الأقاليم التي لم يشارك حكامها.
وأشادت هيروت كاساو وزيرة السياحة الإثيوبية، بالتنظيم الذي شهدته الاحتفالية باليوم العالمي للسياحة في مدينة أواسا. وقالت إن قطاع السياحة يلعب دورا كبيرا في اقتصاد العالم ويساهم أيضا في تبادل الثقافات والخبرات بين شعوب.
وأوضحت الوزيرة، خلال كلمة لها بالاحتفالية، أن قطاع السياحة يأتي في المرتبة الثالثة بعد قطاع الزراعة والتصنيع من حيث خلق فرص عمل حول العالم. وأضافت أن الدول مثل إثيوبيا التي تتمتع بالثروات الطبيعية والتاريخية إذا استغلت هذا القطاع بشكل علمي يمكن أن تستفيد منها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ولفتت الوزيرة إلى أن إثيوبيا من الدول التي لم تستغل قطاعها السياحي بشكل ملائم رغم وجود القوة البشرية والثروة الطبيعية.
وشددت الوزيرة على أهمية السلام والاستقرار لقطاع السياحة، قائلة إن السلام أساس لقطاع السياحة وإثيوبيا حاليا في حاجة إلى الوحدة والمحبة ونبذ العنف والصراع.
وأرجعت الوزيرة انخفاض حركة السياحة في بلادها إلى عدم الاستقرار في بعض المناطق، إضافة إلى المخاوف في التنقل من مكان لآخر والقيود المفروضة بسبب انتشار كوفيد-19.
وصاحب الاحتفال مهرجان ثقافي لقومية السيداما كبرى قوميات شعوب جنوب إثيوبيا، بحضور عدد كبير من المسؤولين الحكوميين وكبار الشخصيات والزعماء والفرقة التقليدية لقومية السيداما. كما شهد البرنامج زيارة المسؤولين المشاركين بحيرة أواسا التي تعتبر أحد أهم المواقع السياحية بإلاقليم.
وتعد بحيرة أواسا بجنوب إثيوبيا، إحدى أهم الوجهات السياحية بالمنطقة، ومصدر سياحة لا يعرف النضوب لما تتمتع به من تأثير وجاذبية بفضل طبيعة المنطقة وتفرد البحيرة بأسماكها المشهورة والنادرة.
وهي واحدة من بحيرات الوادي المتصدع، وتمثل أهم معالم مدينة "أواسا"، ولها دور كبير في التنمية، حيث تشهد حركة سياحية نشطة لقربها من العاصمة.
من جانبه أكد حاكم إقليم السيداما، دستا ليدامو، على التزام حكومته بتوجيهات رئيس الوزراء الإثيوبي في تنمية قطاع السياحة.. قائلا "إن توجهات رئيس الوزراء الإثيوبي في تنمية قطاع السياحة أمر أساسي في جميع الأنشطة التي نقوم بها حاليا".
ولفت إلى أن قطاع السياحة في الإقليم تأثر كغيره من القطاعات بجائحة كورونا بشكل عام بجانب بعض التحديات الأخرى.
وتسلم إقليم بني شنقول جموز، من إقليم السيدام، راية إعداد احتفال يوم السياحة العالمي للعام المقبل 2022.
مدينة أواسا
تأتي أهمية "أواسا" الإثيوبية، كإحدى مناطق السياحة بالبلاد، فالمدينة المترعة بالجمال، والمسكونة بالإبداع الخلاق وبسحر الطبيعة، فضلا عن كونها بوتقة انصهرت فيها عشرات القوميات، بثقافاتها وعاداتها، مما أضفى عليها بعدا آخر لسياحة الفنون والتراث.
و"أواسا" التي تبعد 270 كلم عن العاصمة أديس أبابا، هي حاضرة إقليمي السيداما وشعوب جنوب إثيوبيا الذي تقطنه أكثر من 56 قومية من مجموع القوميات الإثيوبية التي تتجاوز الـ83.
يشار إلى أن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، اختارت لهذا العام شعار "السياحة من أجل النمو الشامل" للاحتفال بيوم العالمي للسياحة، ما يدفع جميع الدول إلى إعادة تأهيل اقتصادها وسبل العيش لمواطنيها وخاصة النساء والشباب والأقليات وأصحاب الهمم، المتأثرة بانتشار كوفيد 19.
إقليم السيداما
يعد إقليم السيداما الإقليم العاشر والحديث بإثيوبيا، حيث تسلمت قومية السيداما في الـ18 من يونيو/حزيران 2020 الاعتراف الرسمي بتأسيس إقليمهم، بعد عملية استفتاء تمت في ديسمبر/كانون الأول 2019، صوّت خلالها الناخبون بنسبة 97.7% لصالح تأسيس الإقليم وانفصالهم عن إقليم شعوب جنوبي إثيوبيا.
و"السيداما" هي إحدى القوميات جنوبي إثيوبيا، ويقدر عددهم بنحو 4 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان إقليم جنوبي البلاد (قبل أن تنفصل عنه)، والذي يقدر سكانه بـ17 مليون نسمة.
ويتحدث شعب "السيداما" لغة "سيدامو" وهي (لغة كوشية) وحافظوا على تراثهم الثقافي وأنظمتهم الإدارية الراسخة التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع.
aXA6IDMuMTQ1LjkuMjAwIA== جزيرة ام اند امز