وسط العاصمة.. مسيحيو إثيوبيا يحتفلون بعيد الصليب تحت زخات المطر
أحيا مسيحيو إثيوبيا، خاصة أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، مساء الأحد، احتفالية "داميرا" عشية عيد الصليب، المعروف محلياً بـ"مسقل"، تحت زخات المطر.
وكان على رأس المشاركين بابا الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، الأنبا ماتياس، ورئيسة إثيوبيا ساهلي ورق زودي، ووزيرة السياحة والثقافة الإثيوبية، هيروت كاسا، وعدد من المسؤولين في ميدان "مسقل" بوسط العاصمة أديس أبابا.
وشهدت احتفالية عيد الصليب، وسط العاصمة أديس أبابا؛ حضورا حاشدا على الصعيدين الشعبي والرسمي لهذا العام، بخلاف احتفالات العام الماضي، الذي سيطرت عليه التوجيهات الصحية بسبب جائحة كورونا، وتقلص معها أعداد المشاركين.
ودعا بابا الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، الأنبا ماتياس، العالم، للعمل الجاد من أجل السلام والوحدة والمحبة للجميع، وقال إن الصليب يحتوي على لغز إلاهي واسعا وعميقا يجلب السلام والمصالحة.
وأكد الأنبا ماتياس، خلال كلمة له في احتفالية عيد الصليب، أهمية الالتزام بتعاليم المسيح والعمل بها، مضيفا: "الصليب الذي على رقبتنا ليس للزينة، بل هو للحفاظ على العلاقة بين الله والبشرية".
وتضمن الاحتفال الرئيسي، الذي أقيم بميدان الصليب وسط العاصمة، إيقاد شعلة كبيرة يطلق عليها "داميرا"، وسط مشاركة واسعة من المسيحيين، خاصة أتباع الكنيسة الأرثوذكسية، بحثا منهم عن إشباع روحي وسياحة نفسية من خلال سماع الترانيم والتراتيل الدينية التي نتظم في المهرجان.
وعادة ما يشهد الاحتفال طقوسا وعادات دينية وفقرات قدمتها الكنيسة، حيث قام الكهنة الذين يرتدون الملابس المنقوشة ويحملون الصليب الفضي، بالرقص مع أتباعهم وهم يرددون الترانيم والأناشيد الروحية، وعلى أيديهم المشاعل، بينما على الطرف الآخر، ارتدى طلاب مدارس الأحد، الملابس الإثيوبية التقليدية البيضاء حاملين رايات بها العلم الإثيوبي والصليب.
وقدموا عروضا فنية تخللتها أناشيد وترانيم دينية يلهبون بها حماس الجماهير، التي احتشدت بهذه المناسبة، التي يعدها الإثيوبيون مناسبة دينية ووطنية في آن واحد.
وشهد الاحتفال عروضا موسيقية من الشرطة الفيدرالية في مشاركة رسمية، إلى جانب الحضور الكبير من البعثات الدبلوماسية، خاصة الغربية.
ويبدأ المسيحيون عيدهم بقداس، الأحد، الذي يستمر حتى وقت متأخر من الليل، ولا يعودون إلى بيوتهم قبل الساعة الـ3 صباحاً، ويأكلون اللحوم بعد العودة، محتفلين بعيد الصليب، اليوم الإثنين، وهو عطلة رسمية بالبلاد.
ويُقبِل المسيحيون في هذا العيد على شراء الخراف والأبقار والدجاج، كما يُعدِّون شعلة "داميرا" من الحطب والعصي الصغيرة والقش.
والاحتفال بعيد الصليب "مسقل" تم الاعتراف به كتراث عالمي غير ملموس من قبل اليونسكو في عام 2018.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjEwOSA= جزيرة ام اند امز