نجاسو قدادا.. أول رئيس منتخب برلمانيا في إثيوبيا يرحل في صمت
نجاسو قدادا رحل أثناء تلقيه العلاج بألمانيا، حيث كان أول رئيس إثيوبي منتخب من قبل البرلمان عقب تولي الائتلاف الحاكم مقاليد الحكم
في صمت وبعيداً عن أعين الكاميرات، رحل الرئيس الإثيوبي الأسبق، نجاسو قدادا، عن عمر يناهز الـ76، بعد رحلة سياسية واجتماعية وأدبية مثيرة، مستنداً فيها إلى خبرة دبلوماسية وبرلمانية غير عادية.
من ألمانيا كانت البداية والنهاية لـ"قدادا- 76 عاماً"، حيث بدأ نجمه في الصعود كطالب وانتهى بوفاته، أمس السبت، كرئيس أسبق بعد رحلة علاجية.
والرئيس الإثيوبي الأسبق، مولود في سبتمبر/أيلول 1943، بمنطقة ديمبي دولو بإقليم أوروميا، غربي إثيوبيا، حيث درس التاريخ في جامعة هيلا سيلاسي الأولى (جامعة أديس أبابا حالياً)، خلال الفترة من 1966 إلى1971 .
وبعد تخرجه في الجامعة بـ3 سنوات، غادر إلى ألمانيا، وتحديداً في أكتوبر/تشرين الثاني عام 1974، حيث عاش هناك حتى يوليو/تموز 1991، وخلال هذا الوقت درس التاريخ في جامعة جورج غوتي بفرانكفورت، وحصل على الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي.
وعقب تولي الائتلاف الحاكم في إثيوبيا (الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية) زمام السلطة في أديس أبابا، عام 1991، عاد "قدادا" من برلين إلى وطنه لينضم إلى حزب الأورومو الديمقراطي، الذي يترأسه حالياً رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد؛ حيث كان "قدادا" من أوائل أعضاء جبهة تحرير أورومو المعارضة في المنفى.
قدادا هو أول رئيس إثيوبي يتم انتخابه من قبل البرلمان، عقب تولي الائتلاف الحاكم في البلاد زمام السلطة في أديس أبابا في نفس العام الذي عاد خلاله من برلين.
ظل الرجل واحد من الشخصيات البارزة في الأنشطة السياسية، أوائل تسعينيات القرن العشرين، ثم أصبح عضواً في لجنة الصياغة الدستورية في عام 1994، والتي كُلفت بصياغة الدستور الحالي لجمهورية إثيوبيا الديمقراطية.
وتولى رئاسة الجمعية الدستورية، التي اعتمدت الدستور الحالي للبلاد في عام 1995، كما شغل أيضاً منصب وزير الإعلام في الحكومة الانتقالية لإثيوبيا.
مرت شهور محدودة، وأصبح نجاسو قدادا أول رئيس لإثيوبيا، خلال الفترة من 1995 وحتى 2001، حيث وقع على الإعلان الذي اعتمد النسخة النهائية من دستور البلاد الحالي.
ولكونه شخصية مثيرة للجدل أيضاً، أضحى قدادا أول رئيس إثيوبي يتزوج من أجنبية، حيث تزوج من الممرضة الألمانية ريجينا أبيلت، والتي التقاها أول مرة حين كان طالباً في ألمانيا، واكتسبت بدورها اهتماماً كبيراً.
وربما لكونها غير إثيوبية، ظلت ريجينا أبيلت زوجة رئيس إثيوبيا الراحل، بعيدة عن وسائل الإعلام في أديس أبابا، ولم تتمتع مطلقاً بلقب السيدة الأولى، والتي كانت تستخدمه أزيب مسفن زوجة رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ملس زيناوي.
وما إن دبت الخلافات الفكرية داخل الائتلاف الحاكم في إثيوبيا، آنذاك، حتى قدم قدادا استقالته، عام 2001، ثم توجه إلى مسقط رأسه في ديمبي دولو بإقليم أوروميا، وترشح لعضوية البرلمان عن دائرته ضد الائتلاف الحاكم بإثيوبيا.
وبالفعل، انتخب نجاسو في عام 2005 لعضوية البرلمان الإثيوبي كمرشح مستقل من منطقة غرب وللقا بإقليم أروميا.
وفي يوليو/تموز 2008، أصبح عضوا مؤسسا في منتدى الحوار الديمقراطي المعارض وهو تحالف جديد لأحزاب ونشطاء المعارضة، وأعلن ذلك أن انضم في نوفمبر/تشرين الثاني 2009، إلى حزب الوحدة من أجل الديمقراطية والعدالة المعارض.
وبعد مسيرة حافلة، تفرغ قدادا للكتابة عن تاريخ مسيرة حياته السياسية، وألّف كتابين وجدا رواجا كبيرا داخل المجتمع الإثيوبي.
وعقب وصول آبي أحمد إلى رئاسة الوزراء في البلاد، أبريل/نيسان 2018، تم تعيين قدادا عضوا في لجنة الحدود والهوية التي شُكلت لحل الخلافات الناشبة بين مختلف القوميات في الأقاليم الإثيوبية.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA==
جزيرة ام اند امز