عبر تسجيل الناخبين.. إقليم تجراي يرفع راية عصيان أديس أبابا
بدأت مراكز تسجيل الناخبين في إقليم تجراي اليوم الجمعة في استقبال الراغبين في التسجيل في قوائم الاقتراع في تحد لقرار السلطات المركزية.
بدأ إقليم تجراي شمالي إثيوبيا في تسجيل الناخبين في تحد لسلطات البلاد التي قررت تأجيل الانتخابات كإجراء احترازي لتفادي انتشار وباء كورونا المستجد.
وشرعت مراكز تسجيل الناخبين في إقليم تجراي اليوم الجمعة في استقبال الراغبين في التسجيل في قوائم الناخبين للانتخابات الإقليمية والتي تستمر حتى الـ27 من أغسطس الجاري.
وتسجيل الناخبين يعد حلقة جديدة من التصعيد بين إقليم تجراي التي تهمين عليه جبهة تحرير تجراي ضد الحكومة المركزية في أديس أبابا بزعامة رئيس الوزراء آبي أحمد.
وفي مطلع أغسطس/آب الجاري دعا المجلس الفيدرالي (الغرفة الثانية للبرلمان) في إثيوبيا، حكومة إقليم تجراي إلى الوقف الفوري لإجراء الانتخابات التي أعلنت عنها من طرف واحد.
وفي ديسمبر/كانون الثاني أعلنت جبهة تحرير تجراي معارضتها لحكومة آبي أحمد.
وتعد هذه الأزمة الدستورية بين إقليم تجراي والحكومة الفيدرالية سابقة في تاريخ البلاد، إذ لم يحدث أن أجرى أحد الأقاليم انتخابات منفصلة عن الانتخابات العامة التي تجرى كل 5 أعوام، ويجريها مجلس الانتخابات الإثيوبي (هيئة دستورية مستقلة).
وتستند حكومة إقليم تجراي في تمسكها بإجراء الانتخابات على ما تقول إنها خطوة "يكفلها الدستور"، حيث أعلن حاكم الإقليم ورئيس حزب جبهة تحرير تجراي دبرصيون جبراميكائيل، تمسكه بإجراء الانتخابات، معتبرا تأجيلها بسبب كورونا غير دستوري.
وقال إن الإقليم سيجري الانتخابات في موعدها أي قبيل انتهاء الفترة الدستورية للحكومة الحالية في الـ11 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وكان إقليم تجراي أنشأ مفوضية انتخابات في 17 يونيو/يونيو الماضي،
ولا يسمح الدستور الإثيوبي بإنشاء مفوضيات إقليمية للإشراف على الانتخابات بموجب المادة 102، التي تنص على إنشاء مفوضية انتخابات فيدرالية.
وكان المجلس الفيدرالي قد صادق نهائيا على تأجيل إجراء الانتخابات في 10 يونيو/حزيران الماضي كما وافق على تمديد استمرار البرلمان الفيدرالي والحكومة الحالية وجميع المجالس الفيدرالية والإقليمية في تسيير العمل في ظل تفشي كورونا وتهديده لأمن المجتمع والبلاد إلى حين انقضاء تهديدات الفيروس، على أن يتم إجراء الانتخابات في فترة لا تتجاوز ما بين 9 أشهر إلى عام من انقضاء التهديد.
والخلاف بين رئيس الوزراء آبي أحمد، وجبهة تحرير تجراي ليس وليد اللحظة بسبب الانتخابات، وإنما بدأ منذ تولي آبي أحمد، رئاسة الوزراء إبريل/نيسان 2018، عندما رأت الجبهة أن خططه الإصلاحية تستهدف قياداتها ورموزها، ثم تطور مع عودة العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا، والعلاقة الخاصة التي تربط بين آبي أحمد، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، الذي تعتبره جبهة تحرير تجراي عدوها اللدود، ليتعمق الخلاف أكثر بعد رفض الجبهة الانضمام إلى حزب الازدهار الذي شكله آبي أحمد، مؤخرا.
وإقليم تجراي هو أحد الأقاليم الإثيوبية العشرة ويتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن النظام الفيدرالي المتبع في البلاد، ويحكمه جبهة تحرير تجراي، التي قادت المشهد السياسي في البلاد خلال الفترة (1991- 2018) وانتهت قيادتها فعلياً بوصول آبي أحمد، إلى سدة السلطة إبريل/نيسان 2018، وتأسيسه تحالفاً جديداً بقيادة حزب الازدهار أعلنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتعيش إثيوبيا في الوقت الراهن حالة طوارئ بسبب كورونا تستمر حتى 5 سبتمبر/أيلول المقبل.
وتعد أزمة تأجيل الانتخابات في البلاد سابقة سياسية ودستورية، حيث لم تواجه إثيوبيا من قبل ظروفًا تحتم عليها تأجيل الاقتراع.