تسريحة "الأفرو" أبرز سمات الإثيوبيين.. تاريخ من النضال
"الأفرو" تسريحة شعر مميزة وأحد مفاخر الحضارة الإثيوبية، مشتقة من اسم القارة السمراء، وتمثل تاريخاً من النضال.
"الأفرو" اسم مشتق من القارة السمراء "أفريقيا"، وهو أسلوب من تقليعات الشعر لدى الذكور والإناث في عموم إثيوبيا، وله ارتباط تاريخي بالنضال القديم، كونه يمثل حقبة لأجيال سابقة في بداية السبعينيات.
كان منتشرا وقتها بين الرجال والنساء بشكل أكبر مقارنة بما هو عليه الآن، ويعتبر "الأفرو" من مميزات الوجه الإثيوبي قديما وحاضرا، كونه أحد مفاخر الحضارة الإثيوبية، نجده أكثر وضوحا عند الإناث قديما، اللاتي شاركن في حرب التحرير، كن يمشطن شعرهن على طريقة "الأفرو"، بسبب خوضهن غمار الحرب، ومواجهة تلك الظروف أجبرتهن على الاستغناء عن أي محاولة للاهتمام بالشعر كفطرة متلازمة لأي أنثى، نسبة للظروف التي كانت تحول دون وضع اعتبار لتصفيف الشعر، كان هم الجميع منصبا فقط في دحر العدو وتحقيق الحرية.
"الأفرو" رمز الكفاح
يعد الإثيوبيون تسريحة "الأفرو" من رموز كفاحهم قديما، قبل أن تصبح ظاهرة منتشرة في أغلب مدن وشوارع إثيوبيا، وتاريخيا لا تزال "الأفرو" تحتفظ بصداها وسط أغلب المناضلين الذين احتفظوا بتلك التقليعة، فهي الأكثر ارتباطا في ذهن الإثيوبيين ولحظات دخول الجنود العاصمة أديس أبابا في عام 1991 عقب دحر النظام السابق.
"الأفرو" في متحف الشعوب الإثيوبية
تعتبر قصة "الأفرو" من الأشياء التي تجمع بين إثيوبيا بثقافاتها المختلفة التي يفوق تعدادها الـ85 قومية وبين أصولها الأفريقية، إذ يعتبرها الإثيوبيون رمزاً للانتماء الثقافي الأفريقي، فهي منتشرة كذلك في دول أفريقية عدة، لذا تجدها ضمن معروضات "متحف الشعوب الإثيوبية".
من يزور العاصمة أديس أبابا يأسره مشهد "تناغم" الشارع الإثيوبي، في كل الحالات الابتسامة لا تفارق تلك الوجوه المتفائلة، مع اختلاف طرق قصة الشعر لدى الجميع والتي تدل جليا على تعدد الثقافات في البلاد، وتتوحد في الذوق والأدب، والكل يسير بتلقائية وثقة في نفسه ومعتدا بتقليعة شعره.
عودة إلى الشباب
اعتاد الشباب الإثيوبي أن يتصدر تقليعات الشعر المختلفة، تماشيا مع الموضة الأكثر شيوعا بحسب المناسبات المختلفة، مؤخرا ظهرت التقليعة وسط شباب الحضر بشكل لافت جدا للمارة، الأمر الذي بات مألوفا للسائح الأجنبي أن يرى "الأفرو" بشكل واسع في العاصمة أديس أبابا.
"تضفير" الشعر عادة الملوك والأباطرة
إلى جانب "الأفرو" هناك أيضا طريقة أخرى معتادة في إثيوبيا، وهي تضفير الشعر بطريقة باتت أكثر شيوعا لدى الإناث في الوقت الراهن، تاريخيا كانت تلك "الضفيرة" منتشرة وسط الرجال، تميز بها أغلب ملوك وأباطرة إثيوبيا على مر تاريخ حكمهم، أشهرهم الإمبرطور تيدروس ومنليك ويوهانس. الضفيرة أيضا تعد واحدة من تقليعات الشعر في إثيوبيا وأصبحت الظاهرة منتشرة حاليا وسط أغلب الشباب الإثيوبي.