طعام الملوك.. "الشيرو" وجبة إثيوبية يحبها العرب
"الشيرو" لا يزال يتربع على عرش المائدة الإثيوبية رغم تحديات تغير المناخ وتقلب الأحوال الاقتصادية في منطقة القرن الأفريقي وإثيوبيا.
تعد "الشيرو" من الوجبات الرئيسية في إثيوبيا، إذ يقبل عليها أغلب المواطنين وكذلك السياح خاصة العرب، وتضعها أغلب المطاعم العربية والأجنبية في العاصمة أديس أبابا ضمن قائمة أطعمتها الرئيسية.
- إنفوجراف.. أطعمة تنشط الذاكرة خلال فترة الامتحانات
- تغيير عادات تناول اللحم ربما تساعدك على العيش طويلا
وتتميز وجبة "الشيرو" بسرعة إعدادها، وهي أقرب لوجبة "الفول" لدى المصريين من حيث المكانة والمكون، وتتشابهان في الملامح والعناصر.
أصل "الشيرو" وكيفية تحضيره
تتكون الوجبة من الحمص والبسلة، يضاف إليهما قليل من البهارات غير الحارقة، وتنقسم لقسمين منها ما هو مخلوط بقليل من الشطة وآخر أبيض بدونها يفضله مرضى القولون.
وتحضر بطريقة سريعة خلال أقل من ساعة لتقدم بـ"الأنجيرا" أو"اللحوح الإثيوبي"، وهو الخبز الشعبي.
"الشيرو" أحد مظاهر وحدة المجتمع الإثيوبي
وقال الدكتور عبدالناصر علي، الفكي المختص في علم الاجتماع، لـ"العين الإخبارية"، إن "الشيرو" يتمتع بمكانة كبيرة بين الإثيوبيين، ويعد من عناصر الأمن الغذائي في البلاد خاصة في مواجهة الكوارث الطبيعية والفقر، حيث يعتز به الإثيوبيون ويحرصون على وجوده في موائدهم خلال المناسبات الدينية والوطنية.
وأضاف أن سعر وجبة "الشيرو" رخيص جدا مقارنة بالوجبات الأخرى، مضيفا أن "الشيرو" هاجر عبر الجاليات الإثيوبية إلى دول الجوار، وانتقل أيضا إلى بعض دول الخليج، وأنه من عوامل الوحدة الاجتماعية في إثيوبيا كونه يجمع الفقراء والأغنياء دون تمييز.
وأشار "أببي كحساي"، مواطن إثيوبي، إلى أن "الشيرو" يعد مفخرة المائدة الإثيوبية من حيث سرعة التحضير وقلة التكاليف وشيوعه.
ووصفت صابرين عبدالله، مواطنة إثيوبية من أصل يمني، "الشيرو" بأنه طعام الملوك الإثيوبيين المفضل حيث تناولوه في المناسبات الوطنية، تواضعا منهم ونزولا من مكانتهم السياسية كطبقة حاكمة.
ويقول "فسوم شكول" إن القيمة الغذائية "للشيرو" تكمن في قيمة ونوعية البهارات التي تخلط به، وأضاف أنه يمكن مقارنته بشعبية ومكانة وجبة "الأرز" أو الكبسة وسط المجتمع العربي، منوها بأن أسعاره تتفاوت وفقا لجودته بيد أن الفقراء والأغنياء العرب يشتركون في هذه الوجبة، ذات الحال يمكن وصف وجبة "الشيرو" عند المجتمع الإثيوبي.
الشيرو" يتحدى التغير المناخي
"الشيرو" لا يزال يتربع على عرش المائدة الإثيوبية دون منافس أو منازع، على الرغم من تحديات تغير المناخ وتقلب الأحوال الاقتصادية في منطقة القرن الأفريقي وإثيوبيا.
ووفقا لأغلب شرائح المجتمع الإثيوبي، يعد "الشيرو" العمود الفقري لغذاء المواطن الإثيوبي الذي لم يقبل على أطعمة قادمة من ثقافات أخرى مثل الشاورمة والهوت دوج والهامبورجر.