جبل قونا.. تنوع بيولوجي ومحمية جديدة بشمال إثيوبيا
على تخوم شمال إثيوبيا وبالتحديد بإقليم أمهرة شمالي البلاد، يطل عليك جبل قونا بخضرته التي لا تجدها إلا على سفوحه المترامية.
ولم ينحصر دور جبل قونا بشمال إثيوبيا على روعة الطبيعة وجمالها التي تجلت على سفوحه، وإنما أيضا يعتبر جبل قونا أحد أهم مصادر المياه التي تغذي بحيرة تانا الإثيوبية، حيث يمد قونا البحيرة التي تعد الأكبر في إثيوبيا بالمياه، التي تنحدر من جبل قونا مشكلة مصدرا رئيسيا لنهري جومارا وورب وأنهار أخرى تكون بحيرة تانا، أكبر بحيرات نهر النيل، كواحدة من أكثر النظم البيئية الفريدة للأراضي الرطبة في إفريقيا ومصدر 50% من المياه العذبة في إثيوبيا.
ويشكل جبل قونا أكبر مصدر لمستجمعات المياه في بحيرة تانا التي تغذي نهر النيل الأزرق، المتدفق عبر السودان إلى مصر بعد التقائه النيل الأبيض بمقرن النيل في الخرطوم.
وتعتبر منظمة إعادة التأهيل والتنمية في إقليم أمهرة شمال إثيوبيا، إحدى أدوات حكومة الإقليم لإعادة التأهيل والتنمية وحماية التنوع البيولوجي، التي تتمتع به عدد من مناطق الإقليم المعروف بمواقعه التاريخية ومناطقه الغنية بطبيعتها.
والمنظمة التي تنفذ مشروعات مجتمعية للحفاظ على التنوع البيولوجي، بتمويل من صندوق شراكة النظم البيئية الحرجة، التي تعمل في حماية التنوع البيولوجي من خلال تمكين المجتمع، فهي المنظمة التي لفتت الانتباه إلى جبل قونا كمنطقة ذات أهمية دولية كبيرة حيث تعتمد الملايين من المجتمعات المحلية بشكل مباشر على مستجمعات المياه ومواردها في معيشتهم.
وعلى الرغم من أهمية المنطقة وما تزخر به من موارد طبيعية وخيرات بكر لم تستثمر بعد، إلا أن منطقة جبل قونا تعتبر منطقة غير محمية ومهددة بالتحديات المتزايدة مثل التحول من أجل التوسع الزراعي والرعي الجائر.
ومنظمة إعادة التأهيل والتنمية في إقليم أمهرة، التي تأسست لتمكين المجتمعات الفقيرة وتعزيز الأمن البيئي، ساعدت على إنشاء منطقة محمية بشكل رسمي وزيادة وعي أصحاب المصلحة وقدراتهم على حماية هذه المواطن الحيوية والهامة.
ونجحت المنظمة في إشراك العديد من أصحاب المصلحة بما في ذلك الحكومة والمجتمعات المحلية لتطوير وإدارة منطقة جبل قونا، فضلا عن جهود المنظمة في دعم 110 أسر تعيش حول الجبل وإنشاء وتكوين 11 مجموعة مجتمعية لتقديم المشورة بشأن خطة إدارة المنظمة والمساعدة في تنفيذها.
كما قدمت دورات تدريبية لتحسين معرفة ومهارات أصحاب المصلحة في المجتمع والحكومة بشأن إدارة النظام البيئي لإنشاء منطقة محمية رسميًا، وذلك بهدف تعزيز استدامة المنطقة كمحمية جديدة رسميًا.
وقال هيلو منالي، منسق مركز البحوث والدراسات بجامعة دبرتابور بإقليم أمهرة، إن جبل قونا مرتبط ببحيرة تانا المحاطة بسلسلة جبلية من بينها جبل قونا، موضحا أن هناك 4 أنهار رئيسية تغذي بحيرة تانا، وهي جومارا، ريب، جيلجيل أباي، وميغش، وهذه الروافد تغطي 95% من مياه بحيرة تانا.
وأشار منالي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أن نهرين من هذه الروافد تبدأ تدفقها من جبل قونا، وهما نهرا جومارا وريب.
وأضاف أن النهرين يغطيان نسبة 42.9% من تدفق مياه بحيرة تانا سنويا.
وقال منالي، وهو أيضا محاضر في علوم الثروة الطبيعة، إن مركز البحوث والدراسات بالجامعة يعمل في مختلف الأنشطة، منها ما هو حكومي ومنها ما يتعلق بالجهات المعنية الشريكة والجامعة.
ومن بين ما تتمتع به المنطقة من خيرات تؤهلها لأن تصبح محمية طبيعية وجود مجموعات متنوعة من الطيور والحيوانات البرية بجانب النباتات على امتداد مساحات نحو 4615 هكتار من الأراضي.
وأكد الأستاذ الجامعي والباحث في مجال البيئة على أهمية مشروع الحفاظ وتنمية الطبيعية تحت مظلة برنامج سياسة البيئة الخضراء، والتي تشمل غرس الشتلات.
وقال إن هذا المشروع سيساعد المبادرة التي تهدف إلى تسجيل منطقة جبل قونا كمحمية طبيعية لإقليم أمهرة، وهو ما سيسهم في جعله محمية قومية.
وأضاف أن 10 جامعات إثيوبية بإقليم أمهرة تبذل جهودا لإجراء دراسة حول جبل قونا والتنمية الخضراء بالمنطقة.
وتعد بحيرة تانا منبع نهر النيل، أكبر البحيرات في إثيوبيا، وتشهد بصورة دائمة توافد العديد من المواطنين والأجانب كوجهة سياحية مهمة وأحد معالم مدينة بحردار حاضرة الإقليم، التي تعتبر من أهم المناطق السياحية بالبلاد.
كما تعد البحيرة وجهة للخبراء والأكاديميين والباحثين في مجال المياه والطاقة لأغراض الدراسات والبحوث والمشاركة في المنتديات والمؤتمرات بالبلاد.