الإذاعة الإثيوبية.. تاريخ من العطاء عبر 14 موجة قصيرة ولغات متعددة
احتفلت الإذاعة الإثيوبية في أديس أبابا باليوم العالمي للإذاعة، الذي يصادف 13 من فبراير كل عام بعد أن أقرته منظمة اليونسكو عام 2011.
ويهدف احتفال الإذاعة الإثيوبية إلى تسليط الضوء على هذه الوسيلة القوية غير المكلفة، والمناسبة للوصول إلى المجتمعات النائية والفئات الضعيفة، تحت شعار "إذاعة متجددة لعالم متجدد".
وأطلق اسم يوم الإذاعة الإثيوبية لهذا العام على الصحفية رومان وركو، باعتبارها أول صحفية في إثيوبيا.
وقال الدكتور جيتاشيو دينكو، المدير العام لهيئة الإذاعة الإثيوبية: "أنا أعتبر الإذاعة الإثيوبية أحد أهم أساتذتي الذين أعتز بهم دوما".
وأوضح دينكو، في كلمة مقتضبة بالاحتفالية، الإثنين، أن البث الإذاعي في إثيوبيا بدأ منذ 85 عامًا، أي قبل الكثير من البلدان الأفريقية والآسيوية وقتها، لافتا إلى أن الإقبال على مجال البث الإذاعي ما زال كبيرا فلم يفقد أهميته.
ودعا المسؤول الإثيوبي المحطات الإذاعية المرخصة إلى القيام بدورها، وأن تعمل بمسؤولية وبطريقة تبني الدولة وتفيد الناس وتعزز من ثقافة التعايش السلمي.
وتعتبر الإذاعة الإثيوبية من أقدم الإذاعات الأفريقية التي ظلت تقدم رسالتها لـ8 عقود دون توقف، وعبر 14 موجة قصيرة تم ربطها بالأقاليم المختلفة.
ووضع حجر الأساس للإذاعة في 21 يوليو 1931، عندما قررت الحكومة الإثيوبية في عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي، أن يكون لديها نظام راديو، إلا أن الحكومة الإثيوبية تسلمت المحطة رسميًا في 31 يناير 1935، لينطلق البث في 13 سبتمبر 1935، بإذاعة أول نداء للإمبراطور هيلا سيلاسي للعالم من خلالها.
وعُرف الإمبراطور هيلي سلاسي (1930– 1974) باهتمامه بالتكنولوجيا الجديدة للاتصالات اللاسلكية وقتها، وبدأ في العديد من المشاريع الإذاعية بهدف إنشاء روابط مناسبة داخل إثيوبيا وخارجها بأسرع ما يمكن، وفي العام 1935 قرر إنشاء محطة إذاعية تسمح بالاتصال المباشر مع أوروبا.
ويرى الصحفي الإثيوبي أديسألم حدغو الإذاعة الإثيوبية، التي عمل بها لأكثر من عقدين، أن سر صمود الإذاعة الإثيوبية حتى الآن يعود لحضورها الدائم وقوة برامجها التي تناسب كل المستويات، ووصف قادة إثيوبيا القدامى بأنهم كانوا يتمتعون برؤية ثاقبة لربط القارة الإفريقية فكريا، وكانت الإذاعة من المؤسسات التي تم تأسيسها لهذا الغرض.
وعمل أديسألم حدغو في مجال الصحافة مع مطلع تسعينيات القرن العشرين، ثم قام بإعداد برنامج مسجل لمشروع التعلم عبر الإذاعة بإقليم تجراي، شمال البلاد، لمدة 5 أعوام، لينتقل بعدها إلى مؤسسة راديو إثيوبيا، ويصبح أحد مقدمي البرامج الترفيهية، إلى جانب دوره في نشرة الأخبار باللغة التجرانية، وهي لغة محلية لشعب التجراي.
وناشد الصحفي المخضرم عبر "العين الإخبارية" قادة بلاده بالعمل من اجل تطوير الإذاعة لتشمل جميع لغات دول الجوار الإثيوبي على الأقل، إلى جانب اللغات العربية والفرنسية والصومالية والعفرية.
وقال إن الإذاعة الإثيوبية بدأت بثها بلغات عديدة كالسواحيلية والعربية والفرنسية والإنجليزية، بجانب اللغات المحلية مثل الصومالية والتجرانية والأمهرية والأورومية.
وأضاف أن الراديو يعد من أدوات التثقيف الذاتي في الريف، ولا يزال يتمتع بمكانة كبيرة لدى الإثيوبيين رغم التطور التكنولوجي الذي شهدته وسائل الإعلام، فظاهرة حمل الجوال واستخدمه كالراديو شائعة في إثيوبيا، خاصة حين يجري الحديث عن برامج تعنى بشؤون الزراعة وتستضيف خبراء زراعيين.
وكشف حدغو أنه يخطط لوضع خبرته العملية بمجال الإذاعة في كتاب حتى تستفيد الأجيال الجديدة منه، معبرا عن فخره بهذه التجربة الثرية.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTUuMTA1IA== جزيرة ام اند امز