متحف راسجنب.. 375 عاما في خدمة شعوب شمالي إثيوبيا
متحف راسجنب بمدينة غوندر بإقليم أمهرة شمالي إثيوبيا، هو حكاية مبنى يحتفظ بإرث وثقافة شعوب شمالي إثيوبيا لأكثر من 375 عاما، ولا يزال شعوب تلك المنطقة يشعرون بالفخر ببقائه رغم كل هذه السنوات.
وتعتبر مدينة غوندر التي تقع على بعد 772 كلم من العاصمة أديس أبابا، من أقدم مدن أقليم أمهرة ومن المعالم التاريخية بالبلاد، هذا بجانب دورها في الاحتفاظ بهذا الكنز الثقافي والتقليدي لأكثر من 375 عاما.
وتحدث عدد من المسؤولين لـ"العين الإخبارية"، لكشف المزيد من الإرث التقليدي وكيف ظل متحف راسجنب شامخا لنحو 3 قرون دون أن تطاله عوامل الدهر.
وقالت زنب طلاهون، المرشدة السياحية ومسؤولة بالمنطقة، إن مبني متحف راسجِنب بمنطقة غوندر يعد إحدى أهم المعالم التاريخية بالمدينة لأكثر من 3 قرون مضت، موضحة أن المبنى استخدم لعدة أغراض خلال تعاقب الحكومات على البلاد.
وأوضحت طلاهون، أن المبني الذي يعرف بـ"متحف راسجٍنب"، في مدينة جوندر، تم انشائه في عهد الإمبراطور فاصل صوسنيوس عام 1643 كقصر لقائد الجيش وقتها "ولد جرجس بتودد"، الذي تزوج "اسكندراوت"، ابنة الإمبراطور صوسنيوس نفسه.
وأشارت المرشدة السياحية والمسؤولة عن المتاحف بالمنطقة خلال سردها لتاريخ المبنى وإنشائه، إلى أن قائد الجيش ولد جرجس بتودد، توفي عام 1672، ولم يسكن المبني لفترة طويلة حيث كان يتنقل من مكان لآخر باعتباره قائد الجيش.
وقالت: "بعد وفاة قائد الجيش استخدم المبنى كقصر سكن لعدد من قادة مدينة جوندر التاريخية التي كانت تعد من أهم المدن الإثيوبية وقتها".
وأضافت طلاهون: "في عهد الإمبراطور هيلا سلاسي (1930-1974) كان المبني يعتبر من أهم قصوره التي ينزل بها الإمبراطور هيلا سلاسي، بل استخدمه مقرا رئيسيا لحكومته في المنطقة الشمالية.
ولفت إلى أن الإيطاليين استخدمو المبنى أيضا كمقر لهم في فترة التي بقوا فيه بمدينة غوندر، وكذا الحال في عهد نظام منقيستو هايلي ماريام "الدرج"، فقد استخدم المبنى كسجن ومكان لقضاء العقوبة لكل من كان يعارض النظام الشيوعي (1974 – 1991).
وتابعت طلاهون، قائلة: "المبنى يتكون من 4 طوابق، ويستخدم الطابق الأول لتناول الطعام وقاعة الاستراحة، فيما يستخدم الطابق الثاني للصلاة والعبادة ويوجد به غرفة للاجتماعات السرية، بجانب غرفة نوم استخدمها الإمبراطور هيلا سلاسي وزوجته، منين أسفاو، بالإضافة إلى صالة للاستقبال".
أما الطابق الثالث يحتوي على غرف مخصصة للقساوسة والحراس ومخزن للأسلحة والأدوات الموسيقية مثل الطبول الكبيرة، فضلا عن وجود غرفة عبارة عن مكتبة مخصصة للقراءة والكتابة في عصر الإمبراطور هيلا سلاسي، واستخدمها الإيطاليون أيضا كمكتبة .
فيما كان يستخدم الرابع، كمسطح لمشاهدة المدينة، ويضم أيضا استراحة.
ولفتت طلاهون، إلى أن هذا المبنى، الذي يضم متحفا عريقا، لم يجد الاهتمام بالمستوى المطلوب رغم أهميته.
وقالت: "كثير من الناس لا يعرفون هذا المبنى بسبب عدم اهتمام وسائل الإعلام، وكل من يزور المتحف يعبر عن اندهاشة لما يحتويه من مقتنيات عتيقة وطرز معمارية فريدة".
وأشارت إلى أن أغلب الزوار من الخارج يأتون من إيطاليا وفرسنا لأن هذا المتحف يرتبط بعلاقة تاريخية معهم.
وأضافت: "المبني حاليا يعتبر متحف مدينة غوندر، ويحتوي على العديد من الآثار والأدوات التاريخية، والدخل السنوي له انخفض نتيجة انتشار فيروس كورونا".
ويزخر إقليم أمهرة شمالي إثيوبيا، بالعديد من المناطق الأثرية والمحميات ما جعل منه وجهة سياحية مميزة لعشاق التاريخ والطبيعة.
aXA6IDE4LjIyMy4xMjUuMjM2IA== جزيرة ام اند امز