العم عبدالعزيز.. ملاك النادي السوداني بإثيوبيا
السودانيون يعتبرون النادي بيتهم الأول في اللقاءات الاجتماعية، خاصة أنه شهد العديد من الأحداث والتطورات خلال تعاقب سفراء السودان.
يعتبر النادي السوداني من أقدم النوادي العربية في إثيوبيا، وتأسس في ستينيات القرن الماضي بجانب اليوناني والإيطالي، تتردد عليه الجالية العربية كمتنفس وحيد لإقامة بعض المناسبات الاجتماعية والثقافية، وتقام به منافسات رياضية مختلفة.
السودانيون يعتبرونه بيتهم الأول في اللقاءات الاجتماعية، خاصة أنه شهد العديد من الأحداث والتطورات خلال تعاقب سفراء السودان على البعثة الدبلوماسية التي تشرف عليه، يمتاز النادي بموقعه اللافت وسط أديس أبابا وهو بمثابة البيت الجامع للسودانيين والإثيوبيين من أصول سودانية.
من هؤلاء السودانيين العم عبدالعزيز عبدالله، الذي التقت به "العين الإخبارية" في منزله بأديس أبابا، ليحكي ذكرياته مع النادي، إذ يوضح أنه منذ أن وطئت قدمه العاصمة أديس أبابا في السبعينيات، عمل أمينا للنادي ومسؤولا عن الخدمات الاجتماعية للرواد.
يقول "عبدالعزيز": "النادي يعتبر من أقدم النوادي العربية في العاصمة أديس أبابا، وشهدت خلال الفترة التي أقمت بها في النادي أكثر من 10 سفراء سودانيين أقدمهم كان السفير عثمان السيد، كما حضرت العديد من المناسبات الوطنية السودانية كان لها الأثر البالغ في ارتباطي الوجداني بالسودان".
كثير من السودانيين وعدوا عبدالعزيز بتقديم أي مساعدة لتسهيل سفره إلى السودان، كما كان للجالية السودانية الفضل في تسهيل سفره لأداء مناسك الحج قبل أعوام قليلة ماضية.
تعود أصول عبدالعزيز إلى غرب السودان، هاجر والده مع آخرين من دارفور إلى إثيوبيا في الثلاثينيات، ضمن حملة للقوات الإنجليزية في المنطقة آنذاك عام 1868، تزوج والده من سيدة إثيوبية وسكنوا منطقة "خميسي" بمحافظة وللو شرق إقليم أمهرا وسط إثيوبيا، وطاب لهم المقام وأنجبا البنين والبنات.
يقول عبدالعزيز: "رغم أنني سوداني لكن لم يحالفني الحظ بزيارة بلدي طيلة السنوات الماضية"، ويبغ عبدالعزيز من العمر 65 عاما، تزوج أكثر من 4 مرات، منهن إثيوبية، إريترية، ويمنية، ويعيش حاليا مع آخر زوجاته "حليمة تولا" والتي تصغره بـ30 عاما، وله منها ولد وبنت، لكنه لم يخف رغبته في الارتباط بزوجة سودانية لأنه حلم ظل يراود مخيلته لتجربة العادات والطقوس التي يعشقها الرجل السوداني.
تواصل أبنائه مع أهلهم في السودان
رغم انقطاعه الجسدي عن السودان، يقول عبدالعزيز إن قلبه يحن للسودان كثيرا ويعشق إثيوبيا بحكم النشأة، ويتمنى أن يحالفه الحظ قبل وفاته برؤية تراب بلده.
وأكد عبدالعزيز أن أبناءه ما زالوا يتواصلون بقوة مع أهلهم في السودان، حيث تعيش شقيقته "فاطمة" مع بناتها في الخرطوم وتزوره من حين لآخر في أديس أبابا، بينما يتوزع باقي أهله في منطقة "كتم" إحدى ضواحي شمال دارفور.
مواقف مر بها عبدالعزيز
كثيرة هي المواقف التي مر بها عبدالعزيز سردها لنا بشكل غير تراتبي، منها على سبيل المثال: معاناة أسرته في توفير لقمة العيش الكريم خلال حقبة الإمبراطور هيلي سلاسي حينما كان صغيرا وقتها، واستطاع بالكاد أن يدرس المرحلة الأولية، كما كان متمردا على سياسات نظام العقيد منجستو هيلي ماريام السابق، واستطاع ضمن غيره من الشباب أن يفلت من التجنيد الإجباري، وعمل في مهن كثيرة خلال تلك الفترة أغلبها يدوية، وتنقل بين مدن عدة.
بعد أكثر من 40 عاما التقى بأحد أقربائه
كم كان عبدالعزيز سعيدا بلقاء أحد أقربائه الذي جاء خصوصا لزيارته في مقر إقامته بالنادي السوداني، فهذا اللقاء جاء بعد 40 عاما من انقطاع أواصر الأسرة الواحدة، لحظات مؤثرة جدا تلك التي شهدتها "العين الإخبارية" حينما تصافحا وتجاذبا أطراف الحديث.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg
جزيرة ام اند امز