الفائزون بجائزة اتصالات لكتاب الطفل لـ"العين": المسابقة تدعم المحتوى العربي للصغار
تأسيس جيل مثقف وواع بما يدور حوله، ممتلكا لزمام أموره، متمكنا من رسم خطى المستقبل، نهج راسخ لدولة الإمارات أخذته القيادات الرشيدة على عاتقها
تأسيس جيل مثقف وواع بما يدور حوله، ممتلكا لزمام أموره، متمكنا من رسم خطى المستقبل، نهج راسخ لدولة الإمارات أخذته القيادات الرشيدة على عاتقها من خلال تشيد مؤسسات وهيئات تعنى بتأطير سياسات ترتقي بالإنسان، وهو ما ترجمه "قانون القراءة" الذي أصدر قبل أيام وغيره من المبادرات والتشريعات الداعمة للفعل الثقافي العربي على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي حضرة الكلمة حيث تحتفي الشارقة بعرسها الثقافي الأكبر المتمثل في معرض الكتاب في دورته الـ 35 أتت جائزة اتصالات لكتاب الطفل، التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وترعاها شركة "اتصالات" لتؤكد على هذه المنطلقات الأساسية من خلال تشجيعها للمبدعين العرب المهتمين بتطوير صناعة كتاب الطفل في المنطقة، ممن يرفدون أدب الطفل العربي بأفضل وأهم الإصدارات، التي تجذب ميول الأطفال واليافعين، وتزيد من إقبالهم على الكتب العربية.. في هذا الصدد تحدث لـ "العين" وليد طاهر كاتب ورسام كتب الأطفال الحاصل على جائزة اتصالات فئة الكتاب العام: "منذ أن انطلقت الجائزة بدأت تترسخ قيم جديدة للصناع الجادين في أدب الطفل، ليضع صناع كتب الأطفال في بالهم المنافس ومعايير الجودة والحرفية العالية، وهي جميعها محفزات ستنعكس إيجابًا على جودة الكتب، وبالتالي تحقق استفاده للطفل القارئ".
ويؤكد طاهر أن "الكتابة للطفل ليست بالأمر الهين رغم استسهال الكثيرين لها، فهو نص المعادلات الصعبة من خلال تحقيق التوازن طوال مراحل العمل الإبداعي ليكون العمل مناسبا للطفل دون أن يستهين بعقله، وأن يراعي خصوصيتنا العربية دون أن يغفل العين الأجنبية ومعيارها في تقيم العمل، وهنا تكمن المعادلة الصعبة".
مايا أبو الحيات مؤلفة كتاب "بركة الأسئلة الزرقاء" للأطفال الحائز على جائزتي أفضل رسم تحدثت عن دور الجائزة بقولها: "أنا سعيدة وممتنة بهذا الفوز في حقيقة الأمر، ولم أكن أتوقعه، فالقصة التي قمت بتأليفها بها كثير من الغرابة والفلسفة وتطرح عديد التساؤلات، وكنت أخشى ألا تكون ضمن المعايير، لكن بفوزها عرفت أن القائمين على الأمر ومن بعدهم لجنة التحكيم تمكنوا من فهم مغزى الحكاية، فهناك العديد من صناع أدب الطفل يستسهل النص المقدم لصغارنا، ويعتبرونه وسيله للتلقين والتوجيه المباشر بسذاجة ضحلة، على عكس ما يقوم به الغرب الذي يحترم ويراعي عقل المبدع الصغير القادر على إدراك العالم من خلال مفهومه الخاص".
إن الجائزة محفز حقيقي لكل مبدع ورسام وكاتب عربي يعمل في مجال كتب الأطفال واليافعين، وداعما مهما للارتقاء بالمحتوى العربي المقدم للصغار، هذا ما قالته أبو الحيات مضيفة: "الحقيقة هذا الفوز يمنحني دفعة قوية للمضي قدما وسبر أغوار مكامن جديدة في أدب الطفل باللغة العربية للاختبار وتجريب اللغة في سرد شيق يمتع الطفل ويفتح آفاقه ومخيلته".
ويتفق حسان مناصرة الفائز بجائزة أفضل رسوم عن كتاب "بركة الأسئلة الزرقاء" مع زميلته المؤلفة في أن الجائزة تأتي كعامل محمس للارتقاء بأدب الطفل العربي، خاصة وأن هذا النوع من الأدب لا يتم صناعته على الشكل الأمثل رغم أهميته ومدى تأثيره ورواجه، ويرى أنه بهذه النوعية من الجوائز يمكن رفع مستوى التنافسية بين صناع نشر أدب الأطفال ومبدعيه ورساميه،ما يكون حافزا معنويا وماديا على الاستمرار والتميز خارج الإطار التقليدي المعهود وهو ما أكد عليه: "لم أكن لأحصل على جائزة أفضل لو أن رسومي تقليدية، فقد لعبت غرائبية الرسوم دورا في تعميق فكرة القصة، كما أن التقنيات التي أستخدمها كان فيها من التجريب والتجديد الكثير، وهذا هو الأسلوب الذي أشتغل عليه دائما حيث أقوم بعمل عديد التجارب التي تستمر لشهور لأصل لمرحلة من الرضى، فكل نص أعمل عليه يتطلب مساحة كبيرة من وقتي ومجهودي وخيالي وطريقة وتقنية خاص للاشتغال عليه لتبدأ التجارب بشكل وتنتهي بآخر مغاير تماما، فمثلة "بركة الأسئلة الزرقاء" بدأت بتقنيات الحفر والطباعة ومن ثم توجهت بطريقة مغايرة عما بدأت عليه".
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA==
جزيرة ام اند امز