الاتحاد الأوروبي يسبح جنوبا.. قمة أوروبا وأمريكا اللاتينية
بعد هزة "الحرب الأوكرانية" يكثف الاتحاد الأوروبي تحركاته الجيوسياسية شمالا وجنوبا، فبعد قمة البلقان، يسبح التكتل إلى الأمريكتين.
وتبدأ عصر اليوم الإثنين، قمة الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بمشاركة القادة الأوروبيين وقادة الدول الضيفة، في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وتعد القمة فرصة لزيادة تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ومناقشة العمل معًا لتحقيق انتقالات خضراء ورقمنة عادلة، وإظهار التزام مشترك بدعم النظام الدولي القائم على القواعد.
وجرى تأسيس مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي عام 2010، وهي تكتل إقليمي يضم 33 دولة من دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، يهدف إلى توحيد جهود هذه الدول لتعزيز الحوار السياسي والتكامل الاجتماعي والثقافي في المنطقة، وتحسين نوعية الحياة، وتحفيز النمو الاقتصادي.
ومن المقرر أن يشارك رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في القمة التي يترأسها رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، ورئيس وزراء سانت فنسنت وجزر غرينادين، رالف غونسالفيس، والأخير يشغل الرئاسة المؤقتة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية.
كما ستشهد القمة مشاركة رئيس المفوضية الأوروبية، أرسولا فون دير لاين، والممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيف بوريل.
القمة وهي الثالثة من نوعها، ستجري في بروكسل في الفترة من 17 إلى 18 يوليو/تموز الجاري تحت شعار: "تجديد الشراكة الثنائية الإقليمية لتعزيز السلام والتنمية المستدامة".
ومنذ سنوات، أسس الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي شراكة طويلة الأمد قائمة على القيم المشتركة والالتزام المشترك بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، ويشكلان معًا أكثر من ثلث أعضاء الأمم المتحدة.
وتشترك المنطقتان أيضًا في رؤية مشتركة لحماية الكوكب من تغيرات المناخ، لذلك سيناقش القادة في القمة التي تستمر حتى غدا، الثلاثاء، كيفية تسخير الإمكانات الهائلة والفرص التي توفرها التحولات الخضراء والرقمية المزدوجة لزيادة الازدهار.
وخلال القمة أيضا، سيتناول القادة مجموعة واسعة من الموضوعات بهدف زيادة تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك:
- تعزيز التعاون في المحافل متعددة الأطراف.
- السلام والاستقرار العالميان.
- التجارة والاستثمار والازدهار الاقتصادي.
- جهود مكافحة تغير المناخ.
- البحث والابتكار.
- العدل والأمن.
وتكتسب القمة التي تنطلق اليوم أهميتها، من أنها تعقد بعد 8 سنوات كاملة من آخر قمة للاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية. كما أنها ستكون فرصة لإعادة تنشيط العلاقات الثنائية الإقليمية وتأكيد التزامات كلا الطرفين لتعزيز الحوار والتعاون بينهما للتصدي المشترك للتحديات العالمية الرئيسية.
ووفق الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي، ستلعب الشراكة والتعاون القوي بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي دورًا رئيسيًا كقوة مشتركة إيجابية لتعزيز الاستقرار والسلام في جميع أنحاء العالم والتصدي بشكل إيجابي للتحديات العالمية الأساسية، بما في ذلك مجال الأمن الإقليمي والدولي.
لكن الحرب في أوكرانيا والتغيرات الجيوسياسية الراهنة في العالم ستشغل حيزا من المناقشات في القمة، في ظل مساعي التكتل الأوروبي لتعزيز الموقف الدولي الداعم لكييف.