روسيا وأوكرانيا.. تمريرات سياسية على ملاعب "يورو 2020"
من مقاعد السياسة إلى مدرجات الرياضة، تبادلت روسيا وأوكرانيا تمريرات الأزمة بين البلدين، في شوط قد يفسد حلاوة "اللعبة النظيفة".
فقبل أيام من انطلاق بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2020"، حول اتحاد كرة القدم في أوكرانيا، الملاعب لمنصة سياسية عنوانها قمصان وخريطة.
ويوم الأحد، كشف اتحاد كرة القدم الأوكراني النقاب عن قميص منتخب البلاد في البطولة.
ولم يكن القميص عاديا، أو يحمل علم البلاد وشعار اتحاد كرة القدم فقط، بل تحول إلى رسالة سياسية، ما يثير تساؤلات حول انتهاك قرارات اتحادات تنظيم اللعبة، بالبعد عن السياسة في الملاعب.
ويحمل قميص منتخب أوكرانيا الجديد خريطة كاملة للبلاد بما فيها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل أحادي في مارس/ آذار 2016، في خطوة لم تعترف بها الدول الغربية.
ونشر رئيس اتحاد كرة القدم الأوكراني، أندريه باولكو، صورة لملابس منتخب البلاد الذي يستعد للمشاركة في اليورو الأسبوع المقبل، في مجموعة تضم منتخبات النمسا وهولندا ومقدونيا الشمالية.
وفي تدوينته التي طالعتها "العين الإخبارية" على فيسبوك، كتب باولكو : "اللاعبون يرتدون هذه المرة قمصانا خاصة"، مضيفا "نعتقد أن ظل خريطة أوكرانيا على الملابس سيمنح اللاعبين القوة للقتال من أجل البلاد بأكملها".
وبخلاف الخريطة، جرى تمييز منطقتي دونيتسك ولوغانسك الواقعتين شرقي أوكرانيا ويسيطر عليهما موالون لروسيا، على قميص منتخب البلاد.
الأكثر من ذلك، أن القميص يحمل ظل شعارات مثل "المجد لأوكرانيا.. المجد للأبطال"، وهو أحد شعارات احتجاجات 2014 التي أدت لسقوط نظام سياسي مقرب من الكرملين، وصعود النظام الحالي القريب للغرب.
الغضب الروسي "آت"
موسكو من جانبها لم تفوت الأمر، فسرعان ما عبّرت عن غضبها من التصميم الجديد لقميص منتخب أوكرانيا، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا ساخاروفا إن "أوكرانيا ربطت أراضيها بشبه جزيرة القرم الروسية".
وأضافت "يذكرنا هذا التصميم، بتقنية الخداع البصري التي تخلف أوهاما مستحيلة".
فيما اتهم عدد من نواب البرلمان الروس كييف بتسييس كرة القدم، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة بيلد الألمانية الخاصة.
وقال السياسي الروسي ديمتري سويشيف في تصريحات صحفية "هذا تصرف غير ملائم بالمرة"، متسائلا"هل يجب على لاعبينا الذهاب للملعب بقمصان تظهر خريطة الإمبراطورية الروسية والتي تشمل بولندا وأوكرانيا وفنلندا".
ويعد التصرف الأوكراني مغامرة خطيرة قد تفتح الباب أمام استغلال الملاعب الأوروبية في إرسال رسائل سياسية، خاصة في ظل وجود كثير من المشاكل السياسية والتاريخية بين بلدان القارة العجوز.
وتتهم أوكرانيا روسيا بدعم انفصاليين موالين لها بالسلاح والجنود في شرق البلاد، لزعزعة استقرارها، وهو ما ترفضه روسيا، وتنفي أي صلة بهؤلاء.
وتبدأ بطولة كأس الأمم الأوروبية في 11 يونيو/ حزيران الجاري، بعد أن كانت مقررة صيف العام الماضي، وجرى تأجيلها بسبب تفشي فيروس كورونا.