كأس أمم أوروبا 1992.. 10 أيام تقود الدنمارك للقب تاريخي
مثل منتخب الدنمارك بطل كأس أمم أوروبا 1992 إحدى الحلقات الأغرب والأعجب في تاريخ بطولات المنتخبات الكبرى عبر التاريخ.
المنتخب الدنماركي الملقب بـ"الديناميت" قضى على كل منافسيه ليتوج بلقب مثير في النسخة التاسعة من بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 1992)، رغم أنه في الأساس كان قد فشل في التأهل إلى نهائيات البطولة.
وحل المنتخب الدنماركي ثانياً في المجموعة الرابعة للتصفيات خلف يوغسلافيا، بفارق نقطة وحيدة، ليفقد حظوظه في التأهل إلى النهائيات.
لكن في الحادي والثلاثين من شهر مايو/ أيار 1992، وقبل 10 أيام فقط من انطلاق البطولة قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" استبعاد يوغوسلافيا بسبب العقوبات المفروضة عليها من قبل الأمم المتحدة نتيجة دورها في حرب البلقان، وإشراك وصيف المجموعة الرابعة الدنمارك بدلاً منها.
"يورو 2020".. هل تعيد بدلة مونديال 82 إيطاليا لمنصات التتويج؟
وبدأت الدنمارك التحضير للبطولة التي استضافتها السويد قبل 10 أيام فقط من انطلاقتها، ونجحت في أن تهزم آخر 3 أبطال للمسابقة في طريقها لإحراز اللقب، بداية من فرنسا بطلة يورو 1984، وهولندا بطلة يورو 1988، وفي النهائي ألمانيا بطلة العالم وقتها وبطلة يورو 1980، محققة واحدة من كبرى مفاجآت الساحرة المستديرة.
وافتقد المنتخب الدنماركي جهود نجمه مايكل لاودروب الذي غاب عن الفريق في هذه البطولة، لكن الفريق ضم عددا من اللاعبين المميزين الآخرين ومنهم شقيقه برايان لاودروب ومورتن أولسن وحارس المرمى العملاق بيتر شمايكل وفليمنج بوفلسن.
رحلة التتويج غير المتوقعة
لم تكن بداية المنتخب الدنماركي في البطولة بقيادة مديره الفني ريتشارد مولر نيلسن على المستوى الذي يتوقع معه أن يصل للنهائي أو يحرز اللقب.لكن المنتخب الأحمر لعب 5 مباريات في تلك البطولة، منها 4 ضد منتخبات المستوى الأول أوروبياً (إنجلترا وفرنسا وهولندا وألمانيا)، بينما كان اللقاء الخامس ضد الجار اللدود السويد، صاحب الأرض، في الديربي الإسكندنافي.
وبالطبع لم تكن النتائج مثالية خاصة في البدايات، حيث تعادل الفريق سلبيا مع إنجلترا وخسر صفر-1 أمام السويد، قبل أن ينفجر "الديناميت" في ختام دور المجموعات بالفوز 2-1 على فرنسا بطلة نسخة 1984 التي كان يقودها أسطورتها الكروية ميشيل بلاتيني كمدير فني.
وحالف الحظ المنتخب الدنماركي عندما تغلب على نظيره الهولندي حامل اللقب والمرشح الأقوى للفوز بالبطولة 5-4 بضربات الترجيح في ربع النهائي، بعد تعادلهما 2-2 في المباراة التي امتدت لوقت إضافي.
ولعب الحارس شمايكل دورا كبيرا في هذا الفوز، عندما تصدى لضربة الترجيح التي سددها النجم الهولندي ماركو فان باستن.
وضم المنتخب الهولندي في هذه البطولة فريقا يتسم بالخبرة حيث اعتمد على الثلاثي الهجومي الخطير رود خوليت وفان باستن وفرانك ريكارد ومعهم بعض العناصر الشابة مثل دينيس بيركامب، وتولى تدريب الفريق في هذه البطولة أيضا المدرب رينوس ميتشلز الذي قاده لإحراز لقب يورو 1988.
وفي النهائي، نجحت الدنمارك في حرمان ألمانيا من لقبها الأوروبي الثالث، وألحقت بها ثاني خسارة في تاريخها بنهائي البطولة بعد نسخة 1976، حيث فاز الفريق الإسكندنافي بسهولة 2- صفر في المباراة التي جرت في جوتنبرج. وسجل الهدفين اللاعبان جون ينسن وكيم فيلفورد.
بعيداً عن الدنمارك
شهدت المجموعة الأولى للبطولة تواجد المنتخبين العريقين إنجلترا رابع العالم وقتها، وفرنسا بطلة النسخة قبل الماضية بقيادة ميشيل بلاتيني.لكن المنتخبين ودعا البطولة من الدور الأول لصالح الثنائي الإسكندنافي، السويد والدنمارك، فتعادلا معاً سلبياً في الجولة الثانية، فيما خسرا في الجولة الأخيرة بنتيجة 1-2، فرنسا ضد الدنمارك وإنجلترا ضد السويد.
بينما شهدت المجموعة الثانية للبطولة تأهلا سهل لألمانيا بطلة العالم وهولندا حامل لقب اليورو، حيث تصدرت الأخيرة بـ5 نقاط مقابل 3 لألمانيا، فيما جاءت اسكتلندا ومنتخب دول الكومنولث المستقلة عن الاتحاد السوفييتي في المركزين الثالث والرابع بنقطتين لكل منتخب.
فوز هولندا على ألمانيا في ختام دور المجموعات منحها الصدارة حيث سجل للطواحين فرانك ريكارد وروبرت فيتخا ودينيس بيركامب، فيما تكفل يورجن كلينسمان بهدف ألمانيا الوحيد، وهدفه الشخصي الوحيد أيضاً في تلك النسخة.
ولقن المنتخب الهولندي نظيره الألماني درسا قاسيا، لكنهما تأهلا معا من المجموعة الثانية إلى الدور قبل النهائي قبل أن يخسرا من الدنمارك، أولاً هولندا في نصف النهائي ثم ألمانيا في النهائي.
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg
جزيرة ام اند امز