مدربو يورو 2020.. مانشيني وإيطاليا.. نحس مزدوج ومهمة غير مستحيلة
تعتبر تجربة قيادة منتخب إيطاليا أمرا استثنائيا وخاصا للغاية لمدرب متمرس في قيادة الفرق، مثل روبرتو مانشيني المدرب الحالي لـ"الآزوري".
ويتطلع مانشيني، الذي سبق له التتويج بعدة دوريات كبرى أوروبية، مثل الإيطالي مع إنتر ميلان والإنجليزي مع مانشستر سيتي، إلى الجنوح نحو المجد الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه كمدرب بعدما حقق جزءا منه كلاعب.
وكان مانشيني اللاعب تذوق جانبا من المجد الأوروبي، عندما فاز بكأس الكؤوس الأوروبية عام 1990 وخسر نهائي دوري أبطال أوروبا 1992 بين صفوف سامبدوريا الإيطالي، ثم فاز مع لاتسيو بآخر نسخة من كأس الكؤوس الأوروبية قبل إلغائها في 1999، وبعدها السوبر الأوروبي، لكنه لم يحقق كمدرب أي لقب أوروبي.
وتوج المدرب الإيطالي في مسيرته التدريبية بالألقاب في أغلب الفرق التي قادها، سواء مع فيورنتينا أو لاتسيو أو جالطة سراي التركي، لكن نجاحاته اقتصرت على الكؤوس المحلية،
وفي إنتر ميلان ومانشستر سيتي، حقق لقب الدوري المحلي، بواقع 3 مرات مع النيراتزوري ومرة مع السماوي في 2012 بفضل هدف سيرجيو أجويرو الشهير في مرمى كوينز بارك رينجرز، ليصبح كأول لقب للسيتي في البريمييرليج في عهد الإدارة الإماراتية.
التجربة الإيطالية
قيادة منتخب إيطاليا ليست بالتجربة السهلة في الظروف العادية، ولا دليل على ذلك أكثر من فشل مدربين كبار تاريخياً في مهمة قيادة الآزوري رغم نجاحاتهم العالمية، فما بالك وأنت مطالب ببناء منتخب من جديد بعد سلسلة إخفاقات آخرها وأقساها الفشل في التأهل لكأس العالم 2018.
جيوفاني تراباتوني، المدرب الشهير ليوفنتوس وبايرن ميونخ، خرج مع إيطاليا في 2002 من الدور الأول لكأس العالم، رغم أنه تسلم المهمة من دينو زوف والآزوري وصيف أوروبا.
ومؤخراً فشل أنطونيو كونتي مع إيطاليا، رغم نجاحاته قبلها في تشيلسي ويوفنتوس ثم بعدها مع الإنتر، حيث كان إنجازه الأكبر مع الآزوري في "يورو 2016" الخروج من ربع النهائي.
وعانت إيطاليا في السنوات الأخيرة من فشل ذريع وخرجت من الدور الأول في كأس العالم في آخر نسختين مع مارشيلو ليبي وسيزاري براندلي، رغم أن الأول حقق من قبل كأس العالم 2006 والثاني قاد المنتخب الأزرق في 2012 لنهائي كأس أمم أوروبا.
وتعاني إيطاليا من جانبها في الأساس من نحس كبير في بطولة كأس الأمم الأوروبية، حيث فشلت في تحقيق لقب البطولة على مدار 53 عاما حتى الآن، منذ تحقيق لقبها الوحيد على أرضها عام 1968.
مانشيني من جانبه حمل على عاتقه مسؤولية بناء منتخب جديد، وقام بعمل كبير في هذا الشأن على مدار 31 مباراة خاضها، فهو رقمياً حقق 22 انتصارا و7 تعادلات ولم يخسر إلا مرتين، وسجلت إيطاليا معه 75 هدفاً ولم تستقبل إلا 14.
مانشيني استفاد من مجموعة أسماء واعدة صاعدة تتراوح أعمارها بين العشرينات من أمثال الحارس جيانلويجي دوناروما، أفضل حراس الدوري الإيطالي هذا العام، مروراً بأليساندرو باستوني مدافع الإنتر وأليساندرو فلورنزي ظهير باريس سان جيرمان، ونيكولو باريلا من وسط النيراتزوري وجورجينيو من تشيلسي وماركو فيراتي من سان جيرمان.
وهجومياً، تضم إيطاليا صاحب الحذاء الذهبي لأفضل هدافي أوروبا العام الماضي تشيرو إيموبيلي، ومعه فيدريكو كييزا نجم يوفنتوس، وأندريا بيلوتي لاعب تورينو.
والسؤال الآن: هل تنجح تلك القائمة الواعدة المطعمة بالمخضرمين في أن تقود مانشيني المدرب إلى كسر عقدة الفشل الأوروبي المزدوج، سواء لنفسه أو لمنتخب إيطاليا، مع مساعيه لبناء منتخب جديد للآزوري؟
يذكر أن إيطاليا خسرت نهائي نهائي كأس أمم أوروبا في العقدين الأخيرين مرتين، 1-2 ضد فرنسا في 2000، و0-4 ضد إسبانيا في 2012.
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز