كيف لعبت الحرب الأهلية دورا في تتويج تاريخي باليورو؟
هناك العديد من الحكايات الرائعة والبطولية التي تمنح لأي مسابقة طعما مختلفا قبل انطلاقها، وهو ما ينطبق على كأس أمم أوروبا.
وستكون جماهير الساحرة المستديرة على موعد مع مشاهدة نسخة جديدة من كأس أمم أوروبا، والمقرر انطلاقها في ألمانيا خلال الفترة من 14 يونيو/حزيران الجاري حتى 14 يوليو/تموز المقبل.
ورغم أن البطولة تشهد مشاركة العديد من الأسماء الكبرى في القارة العجوز، إلا أن هناك بعض المنتخبات التي أحدثت مفاجآت غير متوقعة في تاريخ اليورو.
وينطبق لقب "الحصان الأسود" على منتخب الدنمارك بكل تأكيد والذي يمتلك قصة تاريخية في نسخة 1992 التي توج بها بعد تأهل غريب لم يكن في الحسبان.
سوء مستوى
سجل منتخب الدنمارك أول ظهور له في البطولة الأوروبية بعد غياب 20 عاما خلال نسخة 1984، وحقق وقتها المركز الثالث.
ومن بعدها تعرض المنتحب الدنماركي لصدمة قوية متمثلة في تراجع المستوى والخروج من الدور الأول في نسخة 1988، وفشل في التأهل لمونديال 1990.
انتقادات حادة
واصل المنتخب الدنماركي تدهوره بعدم التأهل لأمم أوروبا عام 1992، بعد احتلال المركز الثاني خلف يوغوسلافيا بفارق نقطة وحيدة بالتصفيات.
عانى ريتشارد مولر نيلسين مدرب منتخب الدنمارك من انتقادات حادة أثناء خوض التصفيات مع خروج بعض اللاعبين للهجوم عليه في الإعلام، قبل أن يتم استبعادهم.
كذلك تعرض لهجوم متواصل من الصحافة بسبب أسلوبه الدفاعي، لكنه تغلب على هذه الظروف وحقق الفوز في آخر 5 مباريات، ولسوء الحظ فشل في التأهل ليورو 1992.
وتأخرت الدنمارك خلف يوغوسلافيا المتصدرة بفارق نقطة واحدة فقط، وهو ما تسبب في حالة من الحزن للمدرب ولاعبيه.
معجزة الحرب الأهلية
اندلعت بعد ذلك حرب أهلية في يوغوسلافيا، وهنا قرر الاتحاد الأوروبي معاقبتها، بالاستبعاد من البطولة، وتم استدعاء الدنمارك للمشاركة بدلا منها قبل أيام قليلة من انطلاقة المسابقة.
ودخل المنتخب الدنماركي البطولة بدلا من يوغوسلافيا بدون أي ضغوطات، ليحقق معجزة تاريخية لا تنسى.
وقرر مدرب الدنمارك استدعاء اللاعبين من الإجازة للمشاركة في البطولة، حيث كانت تشير جميع التوقعات إلى الخروج من دور المجموعات.
وعلى عكس المتوقع، تأهل منتخب الدنمارك إلى الدور التالي في الجولة الأخيرة بالفوز على فرنسا (2-1) بعد التعادل سلبيا مع إنجلترا والخسارة من السويد بهدف دون رد.
وفي نصف النهائي، عبر المنتخب الدنماركي بالتغلب على هولندا بركلات الترجيح (5-4) بعد التعادل بهدفين لمثلهما.
وحقق منتخب الدنمارك المعجزة في النهائي بالفوز على ألمانيا (2-0)، مستفيدا من الحربة الأهلية في يوغوسلافيا، ليتوج باللقب تحت شعار "رُب ضارة نافعة".