"حديقة أوروبا" تنقلب "غابة" على بوريل.. هجوم عالمي واتهامات بالعنصرية
"أوروبا حديقة ومعظم العالم غابة يمكن أن تغزو الحديقة".. كلمات أطلقها جوزيب بوريل، تفوح بـ"عنصرية وجهل" بماهية العالم الذي يتحدث عنه.
فالممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نسي عن عمد أبسط قواعد الدبلوماسية في الحديث، وتفوه بكلمات لا تخرج من عوام الناس، وكابر في الاعتذار عنها، بحسب مسؤولين وسياسيين ورواد شبكات التواصل الاجتماعي حول العالم.
- الإمارات تستنكر تصريحات بوريل.. وتستدعي رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي
- لمحاربة العنصرية.. واشنطن تبدل أسماء 9 قواعد عسكرية
وبحسب المتابعين والمعلقين والسياسيين وغيرهم، فقد استحضر بوريل كلمات بائدة منذ حقبة الاستعمار، وفتح على نفسه "أبواب الجحيم" عبر ردود فعل شعبية ورسمية، وصلت حد استدعاء ممثليه.
بداية الأزمة
وفي تصريحات أدلى بها بوريل، خلال افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية الجديدة، في بلجيكا، الأسبوع الماضي، وصف الممثل الأعلى أوروبا بأنها "حديقة" ومعظم العالم بأنه "غابة".
وأضاف بوريل خلال تصريحاته أن "البستانيين يجب أن يعتنوا بالحديقة، لكنهم لن يحموا الحديقة ببناء الجدران".
وتابع: "حديقة صغيرة جميلة، تحيط بها الجدران العالية لمنع الغابة من الدخول لن تكون حلا".
واستطرد في تصريحاته، التي تجافي كل المدارس الدبلوماسية في العالم، قائلا: "ولأن الغابة لديها قدرة كبيرة على النمو، لن يكون الجدار عاليا بما يكفي أبدا".
واستعادة لجمل الاستعمار البائدة، قال بوريل: "يجب أن يذهب البستانيون للغابة. وأن يكونوا أكثر انخراطا مع بقية العالم، وإلا فإن الغابة ستغزونا".
ردود فعل غاضبة
وانتشرت تصريحات بوريل التي وصفت بـ"العنصرية" كالنار في الهشيم، وتم تداولها على شبكة الإنترنت على نطاق واسع، ولاقت ردود فعل غاضبة ومستنكرة.
ومن بين التعليقات ما قاله عزالدين بن زغيبة الباحث الجزائري، الذي قال: "سيد بوريل إن الشخص يصاب بالهذيان في حالتين عندما يشتد به الخوف من خطر أو عندما تحاصره الأزمات من كل مكان تضيع جميع حساباته في الماء".
وأضاف: "يبدو أن الدب الروسي قد أصابكم بالحالتين معا حتى صرتم ترون أوروبا الجنة، وغيرها الجحيم، وهي الواحة وغيرها الأدغال.. أتمنى لك الشفاء العاجل من التوهان".
ورفضا لتواجده أو زيارته للدول الذي وصفها بالغابة، علق حساب آخر قائلا: "عزيزي البستاني يرجى التزام حديقتك الخاصة.. أنت غير مرحب بك في (الغابة)".
وعلق حساب آخر على قضية الغزو قائلا: "واضح أن خوف هذه المنظمات من العرب والمسلمين لا زال قائما.. واقتراحه عن فكرة المبادرة باجتياح الأدغال قائمة.. وهم مستمرون واقعياً في اجتياحنا فكرياً وأخلاقياً وثقافياً."
فيما علق آخر قائلا: "زعم بوريل أيضًا، أن أوروبا أصبحت أقوى وأكثر استقلالية عن الولايات المتحدة، بل على العكس. أصبحت أضعف وأكثر عرضة للخطر، وخضوعا لواشنطن".
الإمارات.. أول دولة تتحرك رسميا
وفي أول تحرك دولي رسمي ضد تصريحات بوريل العنصرية، أكدت دولة دولة الإمارات، استنكارها الشديد لتلك التصريحات الأخيرة التي أدلى بها بوريل.
وأشارت في بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، إلى أن "أية تصريحات من هذا النوع غير مناسبة وتتسم بالعنصرية".
وأعربت الخارجية الإماراتية عن رفضها لتلك التصريحات، مؤكدة أنه "تسهم في تفاقم التعصب والتمييز على المستوى العالمي".
وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، استدعاء إيميل بولسن، القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات، وطُلب من مكتب الممثل الأعلى تقديم تفسير مكتوب بشأن تصريحات بوريل "المؤذية والعنصرية".
ووصف بيان الخارجية الإماراتية تعليقات بوريل بأنها "مخيبة للآمال، وتأتي في وقت تدرك جميع الأطراف فيه أهمية احترام جميع الثقافات والأديان والأعراق، إضافة إلى قيم التعددية والتعايش والتسامح".