إسرائيل تحت «نار» الدبلوماسية.. رصاص الجيش «يصيب» علاقاتها الأوروبية

في وقت يتصاعد فيه الخلاف بين إسرائيل ودول أوروبية على خلفية اشتداد الحرب في غزة وتهديد عواصم غربية بفرض عقوبات على تل أبيب انفجرت أزمة جديدة بين الطرفين.
الأزمة هذه المرة سببها إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص في اتجاه وفد دبلوماسي، بينهم ممثلون لدول أوروبية في أثناء زيارتهم لمخيم جنين في الضفة الغربية.
وأقر الجيش الإسرائيلي بالواقعة، معتبرا أن جنوده أطلقوا "طلقات تحذيرية" بعدما "انحرفت" الزيارة التي يقوم بها دبلوماسيون أجانب عن المسار المتفق عليه. وأعرب الجيش عن أسفه "للإزعاج" الذي سببه ذلك.
وأضاف "بعد الحادثة، وبعد أن اتضح أن الحديث يدور عن وفد دبلوماسي، قام قائد فرقة يهودا والسامرة (الضفة)، العميد ياكي دولف، بالتحقيق في الحادثة على الفور".
وأوضح أنه "سيجري قريباً محادثات شخصية مع الدبلوماسيين وإطلاعهم على نتائج التحقيق الأولي الذي أجري في الموضوع".
رواية فلسطينية
لكن وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" قالت إن القوات الإسرائيلية، أطلقت "الرصاص الحي بشكل مباشر وكثيف تجاه الوفد الدبلوماسي في أثناء وجوده في محيط مخيم جنين".
وأشارت إلى أن الواقعة حدثت قرب البوابة الحديدية التي نصبها الجيش الإسرائيلي عند مدخل المخيم الشرقي.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية استهداف الوفد الدبلوماسي، مؤكدة أن "هذا الفعل العدواني يُعد خرقا فجّا وخطيرا لأحكام القانون الدولي".
وأوضحت "وفا" أن الوفد ضم سفراء مصر، والأردن، والمغرب، والاتحاد الأوروبي، والبرتغال، والصين، والنمسا، والبرازيل، وبلغاريا، وتركيا، وإسبانيا، وليتوانيا، وبولندا، وروسيا، واليابان، ورومانيا، والمكسيك، وسيريلانكا، وكندا، والهند، وتشيلي، وفرنسا، وبريطانيا، وعددا من ممثلي دول أخرى.
وأكد دبلوماسي أجنبي كان ضمن الوفد، لفرانس برس، إنه سمع "إطلاق نار متكرر" من داخل المخيم. وأوضح: "كنا نقوم بزيارة مع محافظ جنين إلى حدود المخيم لمعاينة الدمار" في المنطقة التي تشهد منذ أشهر عمليات عسكرية إسرائيلية تستهدف فصائل فلسطينية.
وأضاف "كان هذا آخر جزء من الزيارة، وفجأة سمعنا طلقات نارية، كانت متكررة ليست واحدة أو اثنتين، وفي تلك اللحظة بدأنا جميعا بالركض عائدين إلى المركبات".
وانتشر مقطع مصور يظهر جنديين إسرائيليين بزيهما العسكري يصوبان بندقيتهما نحو مجموعة من الأشخاص قرب بوابة حديدية صفراء اللون كان الجيش نصبها عند أحد مداخل مخيم جنين حيث تم سماع صوت الطلقات النارية.
وكان الجيش الإسرائيلي أطلق في 21 يناير/كانون الثاني الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة.
وفي جنين التي يعدها الجيش معقلا للفصائل المسلحة، أخلت القوات الإسرائيلية المخيم بالكامل من المقيمين فيه وسيطرت عليه.
ردود فعل
وأدانت إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا والاتحاد الأوروبي، تلك الواقعة، وشجبت "تهديد" الدبلوماسيين، داعية إسرائيل إلى توضيح ملابسات ما جرى.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية استدعاء السفير الإسرائيلي في روما عقب إطلاق قوات الجيش "أعيرة تحذيرية" في اتجاه وفد دبلوماسي.
وأفاد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني على منصة إكس بأنه أصدر تعليماته "باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حدث في جنين".
من جانبه، طالب وزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو، إسرائيل بـ"توضيحات مقنعة" بعد "عيارات نارية تحذيرية أطلقها جنود إسرائيليون واستهدفت عشرين دبلوماسيا في الضفة الغربية".
وأكد أن "هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يقومون بزيارة رسمية لجنين تم تنسيقها مع الجيش الإسرائيلي ضمن موكب يضم عشرين مركبة يمكن تحديد هويتها بوضوح".
من جانبها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس: "ندعو إسرائيل بشدة للتحقيق في هذه الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عنها. أي تهديد لحياة الدبلوماسيين أمرٌ غير مقبول".
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أنه سيستدعي السفير الإسرائيلي على خلفية الواقعة التي أكد أنها "غير مقبولة"، وقال إنه سيُطلب من السفير تقديم تفسير.
وأدانت مصر بأشد العبارات الحادثة، مشددة على "رفضها المطلق" تلك الواقعة "المنافية لكافة الأعراف الدبلوماسية"، وطالبت الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابساتها.
واستنكرت وزارة الخارجية التركية "بأشد العبارات" الواقعة، مطالبة بتحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما استنكرت وزارة الخارجية الألمانية "إطلاق الجيش الإسرائيلي النار دون مبرر على الوفد".
وجاء في البيان "يجب على الحكومة الإسرائيلية توضيح ملابسات الحادث فورا واحترام حرمة الدبلوماسيين".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNDUg جزيرة ام اند امز