هل يصمد اقتصاد أوروبا أمام الحرب التجارية العالمية؟
اقتصاد منطقة اليورو يواصل النمو بشكل أسرع في الربع الثاني من 2018، على الرغم من تهديدات أمريكية بفرض رسوم جمركية.
لا يزال شبح الحرب التجارية يلوح في الأفق، حتى بعد أن تعهد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بعدم فرض رسوم جديدة ما دامت المفاوضات لتخفيض الحواجز التجارية مستمرة.
ونما اقتصاد منطقة اليورو بشكل أسرع في الربع الثاني من هذا العام ما كان متوقعا في بداية 2018، ما يشير إلى أن بعض المخاوف بشأن التوقعات في بداية العام كان مبالغا فيها.
وتم تعديل التوسع في النمو إلى 0.4% من 0.3%، وفقا لإحصاء اليوروستات، الثلاثاء، ما أدى إلى مزيد من كسب ثقة المستثمرين.
ووفقا لوكالة بلومبرج، تزايد النمو في ألمانيا وهولندا في الـ3 أشهر من أبريل/نيسان حتى يونيو/حزيران 2018، مع الحفاظ على قوة الدفع في منطقة العملة الموحدة على الرغم من التوترات التجارية العالمية والأرقام المخيبة للآمال في فرنسا وإيطاليا.
وبينما كان الطلب المحلي القوي يحمي المنطقة حتى الآن من أسوأ آثار للحرب التجارية، فإن الشركات تشعر بقلق متزايد إزاء الجمارك المفروضة على الدول والتي بدأت مناوشاتها بين الولايات المتحدة والصين. وعلى الرغم من أن الأرقام الجديدة في الصين تشير إلى التحسن التدريجي بعد منتصف العام، غير أن هناك أيضا اضطرابات في تركيا أدت إلى انخفاض الليرة هذا الشهر وانتشرت إلى الأسواق الناشئة الأخرى.
وتعزز نمو ألمانيا الذي كان أفضل من المتوقع بنسبة 0.5% بفضل الزيادة في الإنفاق الخاص والحكومي. وقال مكتب الإحصاء في البلاد إن الاستثمار في المعدات والبناء ارتفع بعض الشيء، بينما انخفض الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو 0.7% في يونيو/حزيران الماضي، وفقا لتقرير اليوروستات.
وقال البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي إنه إذا تم تنفيذ جميع التدابير المهددة، فإن متوسط معدل التعريفة الأمريكية سيرتفع إلى مستويات لم تشهدها منذ 50 عاما.
وقال أكيم وامباش رئيس مركز "زيو" للاقتصاد الأوروبي إن الاتفاق الأخير في النزاع التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أدى إلى ارتفاع كبير في التوقعات بالنسبة لألمانيا لكنه كان بدرجة أقل لمنطقة اليورو".
وقفز مؤشر الثقة في التوقعات الألمانية بمقدار 11 نقطة إلى 13.7%، وهو أعلى مستوى في 3 أشهر. ومع ذلك، قال وامباش: "التوقعات الاقتصادية لألمانيا أصبحت الآن أقل قلقا بكثير مما كانت عليه قبل 6 أشهر".
وحذرت شركات صناعة السيارات بما فيها فولكس واجن إيه جي ودايملر إيه جي وبي إم دبليو إيه من تداعيات التوترات التجارية رغم أن بعض الشركات الألمانية الأخرى عبرت عن تفاؤلها.
وزادت المؤشرات مؤخرا على هذا الزخم في اقتصاد ألمانيا، ما يحوّل البلاد إلى محرك للتوسع في المنطقة مرة أخرى. وارتفعت استطلاعات نشاط الأعمال في القطاع الخاص خلال الشهرين الماضيين، وقال البنك المركزي الألماني إنه يرى طفرة طفيفة على خلفية الاستهلاك الخاص.
في الوقت نفسه، أظهرت طلبات الاستهلاك لمنتجات المصانع -مقياس الإنتاج المستقبلي- التراجع السنوي الأول في غضون عامين تقريبا في شهر يونيو/حزيران الماضي، أي قبل شهر من إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على العمل باتجاه التوصل إلى اتفاق تجاري.
وقال الاقتصادي فلوريان هينس لوكالة بلومبرج إن الاقتصاد الألماني استطاع الصمود بشكل جيد أمام التوترات التجارية، وأدرك المصدرين الألمانيين أن استثماراتهم تسير في التقدم بوتيرة صحيحة، لذلك يجب أن يتلاشى عامل الخوف وأن تتحول بيئة الأعمال إلى الهدوء مرة أخرى.
aXA6IDMuMTM5Ljg3LjExMyA= جزيرة ام اند امز