أمن أوروبا الغذائي في خطر.. عزوف عن شراء الأسمدة
خطر يتهدد الأمن الغذائي في أوروبا، بعد عزوف المزاعين عن استهلاك الأسمدة في القطاع الزراعي نتيجة ارتفاع الأسعار.
وحذرت بيكا بسونين أمين عام منظمة كوبا-كوجيكا التي تمثل المزارعين والتعاونيات الزراعية في الاتحاد الأوروبي من أن استهلاك الأسمدة في القطاع الزراعي بأوروبا قد يتراجع بنسبة 10% سنويا.
وقال بسونين إن أغلب المزارعين يعتزمون تقليل كميات الأسمدة التي يستخدمونها والتحول إلى زراعات أقل استهلاكا للأسمدة النيتروجينية في محاولة لخفض تكلفة الإنتاج، مضيفا أن هذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مساحة زراعة القمح باعتباره من المحاصيل كثيفة استهلاك الأسمدة النيتروجينية.
وأشار بسونين إلى أن مخزونات الأسمدة حاليا أقل كثيرا من مستوياتها المعتادة في السنوات السابقة، بعد استنزاف المزارعين للاحتياطيات في الموسم الزراعي الماضي عندما ارتفعت أسعار مستلزمات الزراعة.
وبسبب ارتفاع أسعار الأسمدة، أصبح من الصعب على المزارعين إعادة تكوين مخزوناتهم، مع الحاجة إلى إمدادات جديدة لتلبية طلبات موسم الربيع. ورغم تراجع أسعار الأسمدة عن مستوياتها القياسية المسجلة في نيسان/أبريل الماضي، مازال سعر طن الأمونيا في أوروبا أكثر من 1100 دولار.
واتهم بسونين شركات صناعة الأسمدة بمواصلة جني المكاسب من الأسعار المرتفعة حتى لم يعد المزارعون قادرون على تحمل هذه الأسعار.
أعربت دول مجموعة العشرين " جي 20" عن " قلقها البالغ" بشأن أزمة الغذاء العالمية، وذلك وفقا لمسودة بيان ختامي مشترك للقمة المنعقدة في إندونيسيا.
وكتبت الدول أن الأمن الغذائي العالمي"تفاقم بسبب الصراعات والتوترات الحالية"، داعين لاستخدام " جميع الأدوات المتاحة" لمواجهة الأزمة و " حماية الأكثر ضعفا من الجوع".
وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر، دعت الأمم المتحدة دول العالم إلى إزالة العراقيل أمام صادرات الأسمدة الروسية.
وقالت بعد محادثات مع وفد روسي بقيادة نائب وزير الخارجية سيرجي فيرشينين في جنيف "لا يمكن أن يسمح العالم بتحول مشكلات الوصول إلى الاسمدة في العالم إلى نقص عالمي في الغذاء، لذلك تدعو الأمم المتحدة كل الجهات الفاعلة إلى تسريع إزالة أي عوائق لا تزال قائمة أمام تصدير ونقل الأسمدة إلى الدول التي تحتاجها بشدة".
وقد شككت روسيا في استمرار الاتفاق المبرم في تموز/يوليو والذي سمح بمرور الصادرات الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وينتهي الاتفاق الحالي في 19 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
واشتكت روسيا من عدم قدرتها على إيصال صادراتها من الأغذية والأسمدة إلى الأسواق العالمية بسبب العقوبات التي فرضها الغرب عليها نتيجة لحربها ضد أوكرانيا.
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA= جزيرة ام اند امز