نائبة أوروبية لـ"العين الإخبارية": 3 عوامل أججت احتجاجات فرنسا
احتجاجات وأعمال شغب وليالٍ ساخنة عاشتها فرنسا على مدار الأيام الماضية، عقب مقتل شاب من أصل جزائري برصاص الشرطة، ومع ذلك اعتبرت نائبة أوروبية أن هناك أسباباً أخرى أججت من الأحداث.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، قالت عضو البرلمان الأوروبي النائبة عن حزب الخضر الفرنسي، سليمة ينبو، إن الأوضاع الاجتماعية هي التي تقف وراء أحداث الشغب التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، بينما كان مقتل نائل شرارة لتفجرها.
وكانت أحياء باريسية ومدن فرنسية قد شهدت هذا الأسبوع أحداث شغب ونهب واحتجاجات على خلفية مقتل الشاب الفرنسي من أصل جزائري نائل على يد الشرطة الفرنسية خلال عملية مراقبة أمنية، وبلغ إجمالي الخسائر الناجمة عن الاحتجاجات نحو 55 مليون يورو.
ودعت عضو البرلمان الأوروبي إلى "التحلي بالشجاعة الكافية في طرح كافة الأسئلة والقضايا الأساسية بكل عمق، لفهم الأسباب المؤدية لهذه الأحداث وما تلاها من توترات اجتماعية".
وأكدت أن "الوقت قد حان من أجل إحداث تغييرات على مستوى التنشئة الاجتماعية لهؤلاء الشباب وإعادة النظر في وسائل تأطيرهم اجتماعيا".
وأشارت إلى "النقص الحاصل في التعليم، باعتبار أن المدرسة هي المنشئ الطبيعي لأطفال هذه الأحياء والفضاء التربوي الأمثل والمصدر الرئيسي لتنشئة اجتماعية في سن مبكرة، توازن بين ثقافتهم الأم وثقافة المنشأ في فرنسا".
وقالت البرلمانية الأوروبية إن "الثقافة هي الأخرى تعد رافدا أساسيا من روافد التنشئة الاجتماعية السليمة"، معتبرة أن "الثقافة تكاد تكون منعدمة في هذه الأحياء الباريسية".
وطالبت بـ"مزيد العمل من أجل إشراك هؤلاء الشباب والأطفال في برامج ثقافية من شأنها أن تمكنهم من بناء شخصية متوازنة وملمة بخصوصيات التعايش مع القيم والثقافة الفرنسية".
وأضافت: "أنا من بين هؤلاء الذين عايشوا فقرا ثقافيا مقيتا في أحد أحياء باريس، ولهذا السبب اليوم كعضوة في البرلمان الأوروبي أدعو بكل إلحاح إلى اعتماد مقاربة ثقافية لحل معضلة فشل التنشئة الاجتماعية في أحياء فرنسا المهمشة حيث يتكثف المهاجرون من أصول مغاربية".
أما العامل الثالث الذي تحدثت عنه سليمة ينبو، فهو الفقر المادي حيث أكدت أن "الأزمات المالية كثيرا ما تكون عائقا أمام تربية و تنشئة اجتماعية متوازنة وسليمة".
وأشارت إلى أن "هذه العوامل الثلاث منفردة أو مجمعة، هي المسؤولة عن فقدان هؤلاء الشباب و الأطفال من أصل مغاربي لتوازنهم الاجتماعي لاسيما إذا ما تداخلت هذه العوامل وتجمعت في شخص واحد أو فئة عمرية واحدة".
وختمت حديثها بالتأكيد على أهمية العمل على إيجاد حلول جذرية لما سمته "أزمة أطفال وشباب الأحياء المهمشة في فرنسا"، وضرورة إرجاع الأمل لهؤلاء، لأن في النهاية هم فرنسيون وليسوا مهاجرين فحسب والوقت حان لأن ننزع عنهم صفة المهاجرين، واعتبارهم باختصار، فرنسيين".
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg جزيرة ام اند امز