تجنبًا لـ«حرب تجارية».. الاتحاد الأوروبي يمنح أمريكا مهلة إضافية للتفاوض حول الرسوم

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية تمديد التفاوض مع الولايات المتحدة حول النزاع التجاري حتى أغسطس/آب، مع تأكيدها على تفضيل الحلول التفاوضية وعدم اللجوء إلى الإجراءات المضادة في الوقت الراهن.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية اليوم الأحد، حيث أشارت فون دير لاين إلى أن أداة مكافحة الإكراه التي يمتلكها الاتحاد الأوروبي تبقى خيارًا استثنائيًا لم يتم اللجوء إليه بعد، وذلك رغم التصعيد الأخير في الحرب التجارية بين الطرفين.
موقف الاتحاد الأوروبي من الأزمة التجارية
أوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية أن "أداة (مكافحة الإكراه) وجدت لحالات استثنائية، نحن لم نصل إلى هذا الحد بعد"، في إشارة إلى أداة تسمح للاتحاد الأوروبي بتجاوز الرسوم التقليدية على السلع وفرض قيود على التجارة في الخدمات أيضا.
التحذير الألماني من تصاعد الأزمة
من جانبه، قال وزير المالية الألماني لارس كلينغبايل إنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات "حاسمة" ضد الولايات المتحدة إذا فشلت مفاوضات الرسوم الجمركية، وذلك وسط حرب تجارية متصاعدة.
وقال كلينغبايل لصحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية "إذا لم يتم التوصل إلى حل عادل عبر التفاوض، فيجب علينا اتخاذ إجراءات مضادة حاسمة لحماية الوظائف والشركات في أوروبا".
وأضاف كلينغبايل الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشار في الحكومة الائتلافية "يدنا لا تزال ممدودة، لكننا لن نوافق على كل شيء".
وألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، مُصدر كبير للولايات المتحدة، إذ تصدر لها المركبات ومكونات السيارات والآلات والأدوية.
وأظهرت بيانات الحكومة الألمانية أن برلين باعت في عام 2024 بضائع بقيمة 161 مليار يورو (188 مليار دولار) إلى الولايات المتحدة، محققة فائضا تجاريا يقارب 70 مليار يورو.
وقال كلينغبايل إن سياسة ترامب للرسوم الجمركية لن تسفر إلا عن خسائر، ودعا إلى تهدئة الخلاف، الذي قال إنه يهدد الاقتصاد الأمريكي بقدر ما يهدد الشركات الأوروبية.
وأضاف "لا أحد ينقصه تهديدات أو استفزازات جديدة الآن".
وتابع "بدلا من ذلك، نحتاج إلى أن يواصل الاتحاد الأوروبي مفاوضات جادة ومحددة الأهداف مع الولايات المتحدة. أوروبا لا تزال متحدة وعازمة: نريد صفقة عادلة".
وفي وقت سابق من اليوم، قال يورجن هارت، نائب زعيم الكتلة المحافظة لحزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي بزعامة المستشار فريدريش ميرتس في البرلمان، إنه متفائل بإجراء مزيد من المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن، مع تأجيل فرض الرسوم الجمركية المرتفعة.
وقال هارت "أراهن على التوصل إلى اتفاق جزئي على الأقل وعلى تأجيل إضافي قبل الأول من أغسطس".
وأضاف "في نهاية المطاف، سيكون على المواطنين والشركات الأمريكية تحمل تكلفة دفع الرسوم الجمركية المرتفعة، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار والتضخم في الولايات المتحدة".
تفاصيل أداة مكافحة الإكراه الأوروبية
تمتلك المفوضية الأوروبية أداة "مكافحة الإكراه " قانونية متطورة تمكنها من مواجهة أي محاولات للضغط الاقتصادي على دول الاتحاد، تمنح هذه الآلية صلاحيات واسعة النطاق للرد على الدول التي تسعى إلى التأثير على السياسات الأوروبية عبر وسائل اقتصادية، وتعتبر هذه الأداة جزءًا من ترسانة الدفاع التجاري التي طورها التكتل الأوروبي في السنوات الأخيرة.
وتتجاوز هذه الأداة الإجراءات التقليدية مثل فرض الرسوم الجمركية، حيث تتيح للاتحاد الأوروبي اتخاذ تدابير متعددة الأبعاد، تشمل هذه الصلاحيات تقييد مشاركة الشركات الأجنبية في المناقصات الحكومية، وفرض قيود على تبادل الخدمات، بالإضافة إلى تنظيم تدفقات الاستثمار الأجنبي.
خلفية الأزمة التجارية وتصريحات ترامب الأخيرة
في تصريحات سابقة عبر الهاتف مع شبكة "إن بي سي"، كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن نيته إرسال رسائل تحذيرية إلى الاتحاد الأوروبي حول السياسات التجارية، وأوضح ترامب أنه يخوض مناقشات مكثفة مع ممثلي الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة عضوًا، بالإضافة إلى مفاوضات متوازية مع كندا حول نفس الموضوع.
تحذيرات بزيادات جمركية محتملة
أكد ترامب أن الدول التي لن تتلقى بلاغات رسمية منه ستكون عرضة لزيادات جمركية تتراوح بين 15% إلى 20% كحد أقصى. ولم يوضح ما إذا كانت هذه الزيادات الإضافية ستُفرض فوق الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 10% والتي تطال معظم الواردات إلى الولايات المتحدة منذ أبريل/نيسان الماضي.تحدة وشركائها التقليديين.