إنتر ميلان وليل وأتلتيكو مدريد.. كيف تغير أبطال دوريات أوروبا الكبرى؟
تغيرت هوية الأبطال المعتادين في السنوات الأخيرة في 3 من أقوى 5 دوريات بالعالم خلال الموسم الحالي، وتحديداً الإيطالي والفرنسي والإسباني.
وتوج إنتر ميلان خلال الموسم الحالي بأول لقب له في الدوري الإيطالي منذ عام 2010، وأوقف هيمنة 9 سنوات متتالية ليوفنتوس على اللقب، بينما حقق ليل أول لقب له في الدوري الفرنسي منذ 2011، منهياً هيمنة باريس سان جيرمان منذ عام 2017.
أما في إسبانيا فقد كان الوضع مختلفاً نوعاً ما، فأتلتيكو حقق لقب الدوري الإسباني بعد غياب 7 سنوات، هيمن فيها على البطولة برشلونة وريال مدريد.
وفي ظل الغياب الجماهيري بسبب الإجراءات الاحترازية فيروس كورونا، فإن أكبر الفرق الأوروبية فقدت جزءا كبيرا من عناصر الدعم، ولكن ذلك لا يتنافى مع حقيقة أن فرقا مثل إنتر ميلان وأتلتيكو أيضاً تلعب الجماهير دوراً حيوياً في مسيرتها.
لكن السؤال يبقى: كيف خسرت فرق باريس سان جيرمان ويوفنتوس وبرشلونة وريال مدريد الدوريات المحلية في بلادها؟
الدوري الإيطالي
تتويج إنتر ميلان بلقب الكاتشيو جاء بعد هيمنة طويلة الأمد من يوفنتوس وصلت لـ9 سنوات، وكانت هي الأكبر لفريق في أحد دوريات أوروبا الأربعة الكبرى تاريخياً.
وكانت هناك العديد من العوامل التي أدت لتتويج الإنتر باللقب، سواء المتعلقة بالفريق نفسه أو بالفرق الأخرى، بداية من نجاح أنطونيو كونتي مدرب النيراتزوري منذ توليه تدريب الفريق قبل عامين في ضم مجموعة مميزة من أفضل لاعبي العالم.
وضم إنتر ميلان البلجيكي روميلو لوكاكو، والدنماركي كريستيان إريكسن، والتشيلي أرتورو فيدال، والمغربي أشرف حكيمي، والصربي ألكسندر كولاروف والإيطالي ماتيو دارميان، والإنجليزي اشلي يونج، بالإضافة لوجود مهاجم مميز مثل الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز رفضت الإدارة التفريط فيه بسهولة.
وعانى إنتر ميلان في بداية الموسم من تخبط في النتائج تسبب في الخسارة ضد ميلان والتعادل مع بارما وأتالانتا، لكن هذا حدث قبل الخروج من مجموعات دوري أبطال أوروبا.
الخروج الأوروبي كان نقطة التحول لإنتر، الذي تحسنت نتائجه بشكل لافت، فحقق عقب الخروج مباشرة 5 انتصارات متتالية، وبعدها نجح في الفوز 2-0 على يوفنتوس و3-0 على ميلان.
من العوامل الأخرى أيضا عقلية أنطونيو كونتي مدرب الفريق المحفزة التي قادته من قبل للنجاح في يوفنتوس وتشيلسي في ظروف مماثلة، وكذا المرونة التكتيكية، التي جعلته يعيد إيفان بريسيتش وإريكسن لقائمة فريقه ويستفيد منهما بشكل كان غائباً في بداية الموسم.
في الجهة المقابلة، فإن هناك أسبابا بالطبع لخسارة يوفنتوس للقب، أبرزها وأهمها الفشل التكتيكي للمدرب أندريا بيرلو وعدم قدرته على إدارة المباريات الكبرى.
المدرب المخضرم زدينيك زيمان فسر خسارة البيانكونيري للقب لصالح إنتر قائلاً "من الصعب أن أتخيل أن يوفنتوس وميلان يتصارعان في اليوم الأخير على التأهل لدوري أبطال أوروبا، يوفنتوس لديه قائمة أفضل من أي فريق في الدوري، بما في ذلك إنتر".
المدرب أندريا بيرلو من جانبه ليست له أي خبرة تدريبية سواء على مستوى فرق الشباب أو الفريق الأول، وملابسات قيادته للفريق كانت مثيرة للجدل، فهو قاد فريق 23 سنة لمدة 9 أيام ثم عين مدرباً لنجوم بحجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه.
موقع "سبورتس كيدا" الإنجليزي يرى أن ابتعاد اليوفي عن الطريقة البراجماتية التي كان يعتمد عليها مدربه الأسبق ماسيميليانو أليجري، خلال فترتي ماوريسيو ساري وبيرلو هي التي تسببت في متاعب للفريق في آخر عامين.
من الأسباب الأخرى أن الدوري الإيطالي لم يكن هو أولوية رفاق رونالدو، حيث إن اللاعب البرتغالي جاء قبل 3 سنوات من ريال مدريد لإحراز ذات الأذنين التي خسر اليوفي مباراتها النهائية 5 مرات منذ 1997.
الدوري الفرنسي
جاء تحقيق فريق ليل للقب الدوري الفرنسي ليكون المفاجأة الأكبر في دوريات أوروبا هذا الموسم، بعد هيمنة باريس سان جيرمان على اللقب منذ 2017-2018 إلى الآن.
موسم 2017-2018 هو الموسم الذي شهد جلب باريس الثنائي كيليان مبابي ونيمار دا سيلفا من موناكو وباريس سان جيرمان.
لم يقم أي ناد في فرنسا بتعاقدات قريبة ولو عن بعد بتعاقدات باريس، ومع ذلك نجح ليل في إحراز لقبه المحلي الرابع والأول له منذ 10 سنوات.
الدوري الفرنسي في تقرير له حلل أسباب تتويج ليل، والتي جاء في مقدمتها المهاجم التركي بوراك يلمز، الذي سجل 16 هدفاً في رحلة تتويج الفريق بالدوري في أول موسم كروي له خارج تركيا، باستثناء تمثيل بكين خوان الصيني في 2016 و2017.
اللاعب انضم لليل وسط انتقادات حادة للصفقة لتعويض لويك ريمي، خاصة أن عمره 35 عاماً، لكنه نجح في تسجيل 16 هدفاً رغم حقيقة غيابه 9 مباريات للإصابة ما بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الماضيين.
الدفاع كان له دور في تتويج ليل باللقب استناداً إلى العبارة الشهيرة "المهاجمون يحسمون المباريات، والمدافعون يحسمون الألقاب".
ليل هو أفضل دفاع في الدوري الفرنسي باستقبال 23 هدفاً، وهو ثاني أفضل دفاع في المسابقة خلال القرن الحادي والعشرين بعد باريس في 2016 (19 هدفاً).
على الجانب الآخر، جاءت خسارة باريس للقب لتؤكد أن الفريق لا يزال يعاني رغم الإنفاق الهائل على الصفقات.
كيليان مبابي هداف الدوري الفرنسي برصيد 27 هدفاً علق على خسارة فريقه بقوله: "لا أعرف ما الذي يتوجب فعله، أنا مجرد لاعب، لكني أعتقد أن الجميع قد شاهد ما حدث، من السهل أن تحلل الأمر، علينا الآن التفكير في المستقبل".
باريس عانى على مدار الموسم الحالي من تغيير المدربين، حيث رحل توماس توخيل ليحل محله ماوريسيو بوكيتينو.
ويعاني الفريق الفرنسي ليس في الموسم الحالي فقط ولكن منذ سنوات مثل يوفنتوس من هوس التتويج بدوري أبطال أوروبا، وهو ما جعله يمنحه أهمية أكبر من مباريات الدوري.
وخسر باريس مباراتين وتعادل في واحدة في الأسابيع التي سبقت مواجهاته الحاسمة في دوري أبطال أوروبا، حيث خسر من موناكو 2-3 قبل 4 أيام من الفوز 1-0 على لايبزيج الألماني في مجموعات الأبطال، ثم تعادل 2-2 مع بوردو قبل الفوز 3-1 على مانشستر يونايتد الإنجليزي في الدور ذاته، وفي الأخير خسر 0-1 من ليل قبل فوزه 2-3 على بايرن ميونخ في ربع النهائي.
الأهم من ذلك أن الكتيبة الهجومية الكاسحة بقيادة كيليان مبابي ونيمار دا سيلفا وأنخيل دي ماريا فشلت في هز شباك ليل على مدار مباراتي الموسم بالتعادل 0-0 ثم الخسارة 0-1.
أتلتيكو.. كيف تستغل أخطاء المنافسين؟
أتلتيكو مدريد عاد للتتويج بالليجا بعد 7 سنوات في مفاجأة، لكنها كانت الأقل مقارنة بالدوريين الإيطالي والفرنسي.
أتلتيكو استغل في المقام الأول هدايا ريال مدريد وبرشلونة، ليس في سوء النتائج ولكن في اللاعبين حتى، والحديث هنا عن لويس سواريز القادم من برشلونة الصيف الماضي وقبله ماركوس يورينتي لاعب ريال مدريد.
أتلتيكو نجح في تحقيق بداية ساحقة للموسم، ورغم نجاح الريال وبرشلونة في استغلال معاناة منافسهما من الإصابات خاصة فيروس كورونا (12 حالة وقتها)، فإن حالة الريال والبارسا في المقابل لم تكن تسمح له بالسير أكثر من ذلك.
لكن برشلونة فشل في الفوز بأي لقاء من مباريات المستوى الأول سواء ضد ريال مدريد (حيث خسر مرتين) أو ضد أتلتيكو (خسر مرة وتعادل أخرى)، بالإضافة لمستواه في دوري أبطال أوروبا، ومن ثم لم يثبت رونالد كومان نفسه كمدرب قادر على قيادة حملة التغيير في الفريق الكتالوني.
برشلونة عانى كذلك من العديد من المشكلات على مدار الموسم الحالي الموسم، الذي أعقب الخسارة الشهيرة 2-8 من بايرن ميونخ الألماني في دوري أبطال أوروبا، بالإضافة للديون التي تجاوزت المليار دولار، وغيرها من الأزمات.
كما أن الفريق الكتالوني محاصر بفكرة تجديد دماء لاعبيه وتجديد عقد قائده ليونيل ميسي، وضم مهاجم من المستوى الأول.. بالإضافة لذلك فإن كومان لم يمتلك القدرة على إدارة المباريات، وهو ما تسبب في غضب اللاعبين منه وحديثهم عن هذا الأمر في غرفة خلع الملابس.
ريال مدريد بدوره عانى من تذبذب المستوى لكن بشكل أقل من برشلونة، كذلك الفريق تأثر بغياب أكثر من عنصر مهم على مدار الموسم بسبب الإصابات بداية من القائد سيرجيو راموس، مروراً برافائيل فاران والزجاجي إيدين هازارد.
وكاد الفريق الملكي رغم ذلك يحقق اللقب، لولا هدف لويس سواريز في مرمى بلد الوليد في الجولة الأخيرة، لكن الفريق بحاجة إلى تغيير بحسب شهادة رئيسه فلورنتينو بيريز، الذي ينوي إجراء العديد من التغييرات على القائمة الموسم المقبل.
وعانى ريال مدريد مالياً بسبب توابع فيروس كورونا المستجد بحسب تصريحات رئيسه، وهو ما أثر على ميركاتو الفريق وبالتالي أثر على النتائج.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA== جزيرة ام اند امز