الفطام الأوروبي عن غاز روسيا يعيد تشكيل خارطة الطاقة.. نجوم صاعدة
يبدو أن عزم الاتحاد الاتحاد تنفذ فطام عن الغاز الروسي، سيعيد تشكيل خارطة الغاز الطبيعي حول العالم، في ظل البحث عن مصادر جديدة للغاز.
ويعتبر الانفكاك عن الغاز الروسي اليوم، الصداع الأكبر لدول التكتل الأوروبي، غير القادر عن قطع إمدادات الغاز الروسي فورا، ما يجعل من عقوباته ضد موسكو منقوصة.
وتحولت دول القارة الأفريقية إلى قبلة لعديد الدول الأوروبية الباحثة عن مصادر جديدة للغاز الطبيعي، لتكون دول القارة السمراء بديلا محتملا عن الغاز الطبيعي القادم من روسيا.
يبلغ إجمالي إمدادات روسيا من الغاز الطبيعي إلى أوروبا وتركيا، بنحو 176 مليار متر مكعب سنويا، منها يتجه قرابة 155 مليار متر مكعب لدول الاتحاد الأوروبي بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
- "غازبروم" تشعل شرارة حرب الغاز من "بولندا".. وبوتين ينتقد هوس العقوبات
- انتصار ساحق لـ"بوتين" في حرب الغاز.. أوروبا ترفع الرايات البيضاء
ولطالما كانت الجزائر لاعبا متوسط المخاطر في اللعبة العالمية لصادرات النفط والغاز، لكن أزمة الطاقة في أوروبا أوجدت فرصة للبلد الواقع في شمال أفريقيا لتحقيق الهدف.
الشهر الماضي، سافر وفد إيطالي إلى الجزائر العاصمة لتوقيع اتفاق لزيادة واردات الغاز الطبيعي من الجزائر بنسبة 40% عبر خط أنابيب غير مستغل يمر تحت البحر الأبيض المتوسط.
كما أن مصدري النفط والغاز الآخرين الذين لم يكونوا من قبل في مقدمة محادثات الطاقة العالمية، مثل أنجولا ونيجيريا وجمهورية الكونغو، يبرزون أيضا كلاعبين محتملين لمستقبل أوروبا.
وتتجه الدول الأوروبية التي تسرع في فك قيود نفسها عن الغاز الروسي إلى مزودي الغاز الطبيعي المسال الأكثر موثوقية، ولكن المكلفة، مثل قطر والولايات المتحدة.
هذه التحركات هي جزء من تدافع في أوروبا للرد على أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا؛ حيث انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأيام الأخيرة خصومه في الغرب بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن بلغاريا وبولندا وفنلندا لرفضهم الدفع بالروبل.
سعى مستهلكون كبار آخرون للغاز الروسي، بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا، إلى طمأنة مواطنيهم بأنهم يبحثون عن حلول بديلة إذا قام بوتين بتوسيع الحظر كما هدد.
وقالت واشنطن بوست في تقرير لها حديثا، إنه وفي ظل كل سيناريو، ستكون الأشهر الثمانية عشر القادمة وقتا مروّعا لأوروبا، حيث تنتشر آثار ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء العالم وتكافح الحكومات من أجل تشغيل مصانعها وتدفئة منازلها والحفاظ على تشغيل محطات الكهرباء.
ولا توجد بدائل كافية على المدى القريب لتجنب معاناة اقتصادية كبيرة في الشتاء القادم إذا أوقفت روسيا الإمدادات. هذا الشهر، على سبيل المثال، حذر البنك المركزي الألماني من أن اقتصاد البلاد قد ينكمش بنسبة 2% إذا استمرت الحرب.
على المستوى العالمي، يبلغ إجمالي استهلاك الغاز الطبيعي بقرابة 3850 مليار متر مكعب سنويا، تنتج منه روسيا قرابة 638 مليون متر مكعب، ما يجعلها أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم.
في الوقت الحالي، أصبح سوق الغاز في أوروبا خليطا؛ يمكن لإيطاليا أن تتجه إلى الجزائر وبلغاريا يمكن أن تتحول إلى اليونان ويمكن لبولندا أن تركز على التوسع المخطط له منذ فترة طويلة لمحطة الغاز الطبيعي المسال.
aXA6IDMuMTMzLjEyOC4yMjcg
جزيرة ام اند امز