خفض التقييم.. حملة فلسطينية لمواجهة تعنت فيسبوك
عام 2019 شهد أكثر من ألف انتهاك ضد صفحات فلسطينية من قبل فيسبوك، دون وجود سياسة واضحة، سوى رفض المحتوى الفلسطيني المناهض للاحتلال.
في مواجهة الاستهداف المتعمد للمحتوى الفلسطيني على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أطلق نشطاء حملة لخفض تقييم الموقع على متجري جوجل وأبل.
وتحت وسمي "عاشت فلسطين" "وفيسبوك عنصري"، انطلقت عشرات التغريدات والمشاركات مطالبة الجمهور الفلسطيني والعربي بالدخول إلى صفحة التقييم الخاصة بموقع فيسبوك على متجري "جوجل"، و"أبل"، ثم تقييم الموقع بنجمة واحدة، كوسيلة احتجاج على سياسة الموقع ضد الفلسطينيين.
- مؤسس فيسبوك يدخل معركة ترامب مع تويتر بطريقة مثيرة للجدل
- فيسبوك تنافس تيك توك بتطبيق جديد.. شاهد طريقة الاستخدام
ووفق مركز صدى سوشال أحد القائمين على الحملة، فإن عشرات الآلاف من الفلسطينيين والعرب تجاوبوا مع الحملة، وقيموا شركة "فيسبوك" بنجمة واحدة بدلًا من 5 على متجري "جوجل"، و"أبل"؛ للتأكيد على رفض سياسة فيسبوك ضد المحتوى الفلسطيني.
وبحسب المركز؛ "انهار تقييم تطبيق فيسبوك في متجر "آب ستور" إلى 1.9 بفلسطين، رفضاً لسياسات فيسبوك القمعية ضد المحتوى الفلسطيني".
وقالت نور عودة، مستشارة في مجال الدبلوماسية العامة: إن حملة تخفيض تقييم فيسبوك خطوة في الاتجاه الصحيح يجب البناء عليها بالتعاون مع جهات حقوقية في الولايات المتحدة، بحيث تكون هناك قضايا ترفع ضد فيسبوك بسبب السياسة العنصرية ضد الفلسطينيين.
وأكدت عودة لـ"العين الإخبارية" أن هذا الموضوع يتم تداوله بين حقوقيين كثر في أمريكا ليس لمحاربة فيسبوك المحتوى الفلسطيني فحسب بل لأنها تحارب المحتوى الذي لا يروق لها سياسيا في كثير من الدول.
وأضافت "منذ أكثر من سنة هناك حوار معمق بين المؤسسات الحقوقية والنشطاء في أمريكا لإدانة تجاوزات إدارة فيسبوك بحق المحتوى الفلسطيني وغيره، وهذا يشير لتحول مهم في الولايات المتحدة على المستوى الشعبي تجاه السياسات العنصرية".
واشتكى إعلاميون ونشطاء فلسطينيون في الأشهر الأخيرة، من إغلاق فيسبوك لمئات الحسابات لهم، بدعوى انتهاك معايير النشر؛ لمجرد نشر أخبار تتعلق باعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، والشهداء الفلسطينيين.
رسالة احتجاج
ويوضح إياد القرا، مدير مركز الإعلامي الشبابي، أحد القائمين على الحملة، أن خفض تقييم فيسبوك يأتي كرسالة احتجاج على محاربة المحتوى الفلسطيني على فيسبوك.
وذكر أن عام 2019 شهد أكثر من ألف انتهاك ضد صفحات فلسطينية إخبارية ونشطاء وصحفيين، دون وجود سياسة واضحة، سوى رفض المحتوى الفلسطيني المناهض للاحتلال.
وربط الحرب على المحتوى الفلسطيني على فيسبوك بالاتفاق الذي جرى بين الموقع وإسرائيل قبل عدة سنوات، وهو ما استدعى القيام بحملة ضغط إلكترونية.
وقال: "نتحدث عن حملة بسيطة الدخول على متجر جوجل أو آبل ووضع نجمة واحدة بدلا من 5 نجوم، وهذه الضغطة مع الوقت ستؤثر اقتصاديا على فيسبوك لتراجع سياساتها ضد المحتوى الفلسطيني".
حكماء فيسبوك
وبحسب النشطاء الفلسطينيين؛ فإن رضوخ فيسبوك للتوجهات الإسرائيلية، والتي وصلت مؤخرا إلى حد اختيار إيمي بالمور، المديرة العامّة السابقة لوزارة القضاء الإسرائيليّة، لعضوية هيئة حكماء شركة "فيسبوك" الأمريكية، شجع على إطلاق هذه الحملة الإلكترونية.
وأكدت نور عودة، المستشارة في مجال الدبلوماسية العامة: أن وجود شخصية إسرائيلية في لجنة الإشراف على فيسبوك يؤثر على سياسات الشركة.
وقالت: "رأينا في السنوات الأخيرة ارتفاع الملاحقات على خلفية التعبير على الفيسبوك للفلسطينيين وقد اعتقلت قوات الاحتلال العشرات من الفلسطينيين من بينهم صحفيين على خلفية الكتابة على الموقع".
العبث بالوعي
ويؤكد الدكتور تحسين الأسطل، أستاذ الإعلام ونائب نقيب الصحفيين في فلسطين، أهمية هذه الحملة للضغط عن فيسبوك للتوقف على ممارسة ازدواجية المعايير فيما يتعلق بالمحتوى المنشور ومحاولة العبث بالوعي الشعبي وذاكرة التاريخ، وتغييب الرواية الفلسطينية التي تتناول الحق الفلسطيني.
وأشار الأسطل في حديثه لـ"العين الإخبارية": أن انضمام بالمور لمجلس فيسبوك، يزيد المخاوف من زيادة حدة الحرب على المحتوى الفلسطيني.
يذكر أنه خلال فترة عمل بالمور في وزارة القضاء الإسرائيليّة (2014-2019)، أقامت الوزارة وحدة السايبر الإسرائيليّة، أو وحدة إحالة الإنترنت، والتي استهدفت عن قصد عشرات الآلاف من المحتويات الفلسطينيّة وأدّت إلى إزالتها.
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg جزيرة ام اند امز