في ذكرى الجنوح بقناة السويس.. كارثة جديدة لـ"إيفر جرين"
ما أشبه الليلة بالبارحة، ففي مثل هذه الأيام جنحت سفينة "إيفر جيفن" في قناة السويس، وتسببت في غلق القناة وتعطيل حركة التجارة العالمية.
وتجدد المشهد اليوم عندما أفادت قوات خفر السواحل الأمريكية بأن سفينة الحاويات إيفر فورورد عالقة حاليا في خليج تشيسابيك بالقرب من بالتيمور، وذلك بعد قرابة عام من إغلاق سفينة أخرى تشغلها نفس الشركة قناة السويس عندما علقت لستة أيام.
فالشركة المشغلة لسفينة الحاويات العالقة هي إيفر جرين البحرية التايوانية، وهي شركة النقل نفسها المشغلة للسفينة إيفر جيفن التي علقت في مارس/آذار الماضي، مما عرقل حركة المرور في قناة السويس، أحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم وأقصر طريق للشحن بين أوروبا وآسيا.
وقال ضابط بخفر السواحل إن القوات تلقت يوم الأحد التقارير التي تفيد بأن إيفر فورورد علقت.
ويقول خفر السواحل إن السفينة عالقة خارج القناة ولا تمنع حركة مرور سفن الحاويات الأخرى.
وقالت إيفر جرين في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني إن الحادث لم يتسبب في تسرب وقود ولم يغلق قناة ملاحة أو يعطل حركة المرور من الميناء وإليه.
وقالت "إيفر جرين تجري ترتيبات للغواصين لإجراء عمليات فحص تحت الماء للتحقق من أي ضرر بالسفينة، وتنسق مع جميع الأطراف المعنية لإعادة تعويم السفينة في أسرع وقت ممكن".
وأضافت "سبب الحادث قيد التحقيق من السلطة المختصة".
نظرة للوراء.. أزمة "إيفر جيفن" في مصر
وكانت حركة الملاحة تعطلت في قناة السويس في كلا الاتجاهين لمدة 6 أيام اعتبارا من 23 مارس/آذار حين جنحت "إيفر جيفن" البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترا وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، خلال عاصفة رملية وتوقفت في عرض مجرى القناة.
و"إيفرجيفن" واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم، كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.
وخلال مقابلة تلفزيونية قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع إن مصر ستتلقى من الشركة اليابانية المالكة للسفينة، بالإضافة إلى التعويض المالي، قاطرة بحرية بقوة شدّ تبلغ 75 طناً. وتابع ربيع "لقد حافظنا على حقوقنا وحافظنا على علاقات جيّدة مع عملائنا".
وأشار رئيس هيئة القناة إلى أنّه تّم أيضاً تعويض أسرة أحد عمال الهيئة الذي توفي أثناء عملية تعويم السفينة.
"التعويضات" 540 مليون دولار وقاطرة
يذكر أن هيئة قناة السويس طالبت بتعويض يبلغ 916 مليون دولار لتغطية تكاليف أعمال الإنقاذ من تشغيل الوحدات البحرية المشاركة من قاطرات وكراكات ولنشات بحرية وروافع وحفارات وأوناش وغيرها، بجانب تكاليف مكافأة الإنقاذ المحددة وفقا لبنود القانون البحري وبما يتلاءم مع قيمة السفينة وقيمة البضائع المحمولة عليها، فضلا عن الخسائر المتمثلة في غرق إحدى اللنشات خلال أعمال الإنقاذ والذي أسفر عن وفاة أحد المشاركين بعملية الإنقاذ وغيرها من الأضرار المادية والأدبية التي لحقت بسمعة قناة السويس إثر توقف حركة الملاحة وحملة التشكيك بقدرتها على حل الأزمة واتجاه بعض العملاء لاتخاذ طرق بديلة خلال الأزمة.
وقالت مصادر إن التسوية التي تم إبرامها بين طرفي النزاع منذ جنوح السفينة إيفر جيفن، تنص على قيمة تعويض إجمالية بنحو 540 مليون دولار.
وأوضحت المصادر لـ"العين الإخبارية" أنه سيتم تسديد 240 مليون دولار فقط "كاش" لحساب هيئة قناة السويس، مع تسديد الباقي (300 مليون دولار) على أقساط لمدة عام.
كما تتضمن التسوية حصول قناة السويس على قاطرة حديثة وبعض الامتيازات الأخرى لم تفصح المصادر عنها.
زيادة رسوم قناة السويس
وأصدرت هيئة قناة السويس قرارات جديدة بشأن رسوم عبور السفن للقناة المُقرر تطبيقها خلال العام الميلادي المُقبل 2022.
وأعلن أسامة ربيع رئيس الهيئة، زيادة رسوم العبور لجميع أنواع السفن العابرة للقناة 6% خلال عام 2022 على ما كانت عليه خلال عام 2021، على أن يبدأ تطبيق الزيادة المُقررة بداية من شهر فبراير/شباط 2022.
وبحسب إحصائيات عام 2020، فإن قناة السويس يعبر من خلالها 12% من حركة التجارة العالمية، و10% من إمدادات النفط العالمية، و30% من حركة الحاويات العالمية، وبلغ إجمالي الحمولات نحو 1.2 مليار طن.