"العين الإخبارية" تنقّب عن "لصوص التاريخ" في مصر.. حلم قديم يتجدد
يداعب حلم الثراء السريع بعض المصريين، خصوصاً ممن يقيمون في محيط مناطق أثرية مثل الأقصر وأسوان والجيزة وعين شمس والمطرية وغيرها.
وسعياً لتحقيق هذا الحلم يبدأ البعض في التنقيب عن الآثار سواء داخل منازلهم أو في المناطق التي يعتقدون أن باطن الأرض فيها يضم كنزاً تركه الأجداد منذ آلاف السنين.
وتمتلك مصر ثروة أثرية ضخمة تعود إلى عصور مختلفة تبدأ مع الفراعنة، وبحسب تصريحات للدكتورة غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار.
وتضبط الجهات المعنية سنوياً آلاف القطع الأثرية قبل بيعها محلياً أو تهريبها إلى الخارج.
وأرجع الدكتور فتحي ياسين، مدير عام آثار مصر العليا، والمشرف العام على وزارة السياحة والآثار، هوس الحفر في باطن الأرض والتنقيب الشعبي عن المقابر الفرعونية إلى البحث عن الثراء السريع.
وقال ياسين لـ"العين الإخبارية" إن عمليات البحث والتنقيب عن الآثار لا تتم بصورة عشوائية وإنما مع وجود دلائل أن المكان المعني بالبحث يحوي آثاراً.
الدجل والخرافات
وكشف عن أن الخرافات وأعمال الدجل تتحكمان في كثير من تلك العمليات، إذ إن بعض الدجالين يلجأون إلى طقوس خاصة مثل إشعال بعض أنواع البخور النادر بكثافة بهدف تحديد أماكن الآثار.
وأشار إلى أن بعض المنقبين يبحثون عما يسمّى "الزئبق الأحمر" في المقابر الفرعونية لقدرته على شفائهم من الأمراض وجلب ثروات عديدة إليهم، وهو محض وهم، فلا وجود لهذا الشيء أصلاً.
من ناحيتها، حمّلت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الزقازيق، بعض المسؤولين في وزارة الآثار، مسؤولية تفاقم ظاهرة التنقيب غير القانوني عن الآثار.
وأوضحت: "هؤلاء المسؤولون وجهوا المنقبين دون قصد إلى البحث عن الآثار، من خلال تصريحات تشير إلى أن أماكن أثرية بعينها من المتوقع وجود آثار فيها".
ورأت زكريا في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الهدف الأول من التنقيب عن الآثار هو الثراء السريع "وهو سلوك بشري أكثر منه سلوك مصري خالص، غير أن انتشار الآثار في مصر أسهم بشكل أكبر في تزايد حالات التنقيب والسعي وراء الربح السهل السريع".
من جانبها، قالت نوران فؤاد، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعات المصرية، لـ"العين الإخبارية" إن بعض المنقبين يلجؤون للكسب وتحقيق الثروات سريعاً عن طريق الحصول على الآثار، ولذلك يتجهون إلى السحر والشعوذة لمساعدتهم، لافتة إلى أن هناك تحركات سريعة من الدولة في اتخاذ بعض الإجراءات لوقف عمليات التنقيب والحفر خلسة عن الآثار.
أمنياً، فإن الظاهرة مرصودة لدى أجهزة الأمن المصرية بشكل كثيف وليس من الفترة الأخيرة فقط ولكن منذ عقود، حيث يعتبر الأمر متوراثاً وثابتاً لدى شريحة غير قليلة من المواطنين، بحسب اللواء عادل عبدالعظيم، مساعد وزير الداخلية الأسبق.
وقال عبدالعظيم لـ"العين الإخبارية" إنه طوال مدة عمله التي استمرت لعقود في المجال الأمني في شرق مصر وغربها تعتبر جريمة التنقيب غير الشرعي عن الآثار من الجرائم المتداولة سواء في الوجه البحري للبلاد، أو في منطقة الصعيد.
بعض حالات التنقيب التي نجحت بالفعل في استخراج آثار كانت لها مفعول السحر لفتح شهية الطامعين للتنقيب سيما في الصعيد التي تحتوي بالفعل على مخزون أثري كبير، ولذلك فإن إلقاء القبض على متورطين بالتنقيب ما كان ليمنع غيرهم من استمرار السعي وراء البحث عن الآثار بغرض بيعها وتحقيق ربح كبير.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA==
جزيرة ام اند امز