جنَّدت المملكة العربية السعودية كل الطاقات والمقدرات، واستفادت من تجربتها الأولى في إدارة الأزمة باحترافية مع تفشي وباء كورونا.
هكذا مضى ثاني موسم حج استثنائي، تنظمه المملكة، بدقة وسلامة شديدتين يليق باسم مملكة الإنسانية.
وجاء الموسم الحالي بعددٍ من المتغيرات، والكثير من المبشرات، فتم تطعيم أكثر من (٢٢) مليون من المواطنين والمقيمين بما يحقق قدرًا كبيرًا من "المناعة المجتمعية".
ومن ثم تقرر مضاعفة العدد عشر مرات ليصل إلى 60 ألفًا من المواطنين والمقيمين بمعايير اختيار تضمن العدالة.. 60 ألف حاج، من 150 جنسية، من المقيمين داخل المملكة، أدّوا الفريضة، دون تسجيل أي إصابة وبائية خلال الموسم الثاني للجائحة.
لم يعكر صفوهم حادث، شاهدوا بأعينهم إنجازات، تنوعت أشكالها، بين ديني وأمني وصحي، روبوتات للفتاوى، والأمن، والتعقيم، وأخرى لإطفاء ظمأ العطشى.
السعودية تعلن نجاح موسم الحج صحيًا
للمرة الأولى، حجٌّ للنساء دون محرم، وفق ضوابط محددة، وسط مشاركة مجندات سعوديات في تأمين الحجاج في سابقة هي الأولى هذا العام.
يقضين نوباتهن في التجوال بالمسجد الحرام في مكة المكرمة، يشاركن في حفظ الأمن وتنظيم الحشود بين أفواج الحجاج داخل الحرم.
ومن ضمن الجهود الصحية، التي لاقت تطوراً عما سبق، وحظيت باستحسان ضيوف الرحمن، سوار ذكي لمتابعة أحوالهم الصحية، وهم الذين تطعموا بشكل كامل، خلال أيام معدودة فضلا عن تجهيز 13 مستشفى تقدم خدماتها الصحية للحجاج، 3 منها في المشاعر المقدسة، و10 داعمة لها في مكة المكرمة.
لأول مرة.. سعوديات يشاركن في تأمين الحجاج والمعتمرين بمكة والمدينة
مستشفى ميداني متنقل، يواكب مراحل تأدية مناسك الحج، بسعة سريرية بلغت 2854 سريراً للعناية، من بينها 435 سرير عناية مركزة، و382 سريراً للعزل، و239 سرير طوارئ للتعامل مع الحالات العاجلة والطارئة وأكثر من 180 سيارة إسعاف، متعددة الخدمات والأغراض، تقدم الرعاية المكثفة.
حقائق وأرقام وإنجازات كثيرة، عكست حجم الجهود الضخمة التي قدمتها المملكة، لضيوف الرحمن، صورة مثالية في التعاون والتكامل والاحترافية، لم تترك تفصيلاً صغيراً من يوميات الحجاج، إلا وتابعته، ونفذته بمحبة وإنسانية كبيرة.