4 محطات استثنائية في رحلة قطار التعاون الإماراتي الصيني
"العين الإخبارية" ترصد أبرز محطات قطار بناء العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والصين.
يبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، زيارة إلى الصين الأسبوع المقبل.
ومن المقرر أن يبحث خلال الزيارة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وكبار القادة والمسؤولين الصينيين "تعزيز العلاقات وتطوير التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي هذه الزيارة بعد عام من زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات، والإعلان من قبل القيادتين عن تأسيس الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
التقرير التالي يرصد أبرز محطات قطار بناء العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والصين.
محطة بناء العلاقات
انطلقت العلاقات التاريخية بين البلدين حين بعث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برقية إلى الرئيس الصيني "شو ان لاي" يبلغه فيها بقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد رد "شو ان لاي" ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات.
وكان هذا الاعتراف بمثابة ضربة البداية نحو تعاون قوي ومستمر، فتأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1984، حيث حرصا على تطوير علاقات الصداقة والتعاون بينهما في المجالات كافة وبإمكانات ضخمة.
في أبريل/نيسان 1985، تم افتتاح سفارة الصين بأبوظبي، كما أنشئت القنصلية العامة في دبي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 1988، فيما افتتحت سفارة الإمارات في بكين يوم 19 مارس/آذار 1987.
وأثرت هذه العلاقات والزيارات المتبادلة التي قام بها كبار القادة والمسؤولين في البلدين، وبدأت بزيارة رسمية قام بها الرئيس الصيني -آنذاك- يانج شانجكون إلى الإمارات خلال شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1989.
تعزيز التعاون المشترك
وعلى أثر هذه الزيارة قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارة الصين خلال شهر مايو/أيار عام 1990 بهدف دعم وتعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين.
كما قدّم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، منحة قدرها مليون دولار أمريكي إلى المركز لدعمه و القائمين عليه، و تغطية الاحتياجات اللازمة المتعلقة بشؤون الدراسات العربية والإسلامية.
وفي أبريل/نيسان 2000 افتتحت دولة الإمارات قنصلية عامة في مدينة هونج كونج، تلاها افتتاح قنصلية أخرى في شنغهاي في يوليو/تموز 2009، فيما تم الاتفاق على افتتاح القنصلية العامة الثالثة للدولة في مدينة جوانج جو الصينية.
وفي مارس/آذار 2008، قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بزيارة للصين بهدف تفعيل وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين التي تقوم على أساس التعاون والمنفعة المتبادلة، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في عام 2015 بزيارة إلى جمهورية الصين الشعبية التي جسّدت حرصه الكبير على تنمية علاقات الصداقة والتعاون مع جميع دول العالم.
وفي عام 2018، زار الرئيس الصيني "شي جين بينغ" الإمارات، لتمثل تلك الزيارة محطة محورية في مسار التكامل الإماراتي الصيني الذي يقدم نموذجا عالميا رائدا للعلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل.
التعاون الشامل
عام 2012، أصبحت الإمارات أول دولة خليجية أقامت علاقات شراكة استراتيجية مع الصين، الأمر الذي دفع التعاون الودي بين البلدين لتحقيق سلسلة من الإنجازات الكبيرة أولها: التعاون في مجال الطاقة إلى أعلى المستويات في عام 2017.
ففي هذا العام منح الجانب الإماراتي 12% من امتياز الحقول البرية في أبوظبي إلى شركات صينية، وهذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها بكين على امتياز طويل الأمد في الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط.
وفي مارس/آذار عام 2018 منح الجانب الإماراتي 10% من الامتياز لحقلين بحريين في أبوظبي إلى شركات صينية.
وفيما يخص الطاقة الجديدة والمتجددة، يعد مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بـ700 ميجاوات في دبي، الذي يقوم الجانبان الصيني والإماراتي بإنشائه، أكبر محطة كهروضوئية في العالم حجماً وأحدثها تقنية.
كما تعد الإمارات أكثر وجهة سياحية إقبالاً للسياح الصينيين كمحطة أولى بين الدول العربية ودول الشرق الأوسط.
و تجاوز عدد السياح الصينيين إلى الإمارات مليون نسمة للمرة الأولى في عام 2017، ويبلغ عدد السياح الصينيين الذين يقومون بالترانزيت في الإمارات 3.5 مليون نسمة.
وفي عام 2017، أصبحت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تحصل على معاملة إعفاء مواطنيها من التأشيرة لدخول الصين.
كما أقيمت بنجاح 6 دورات من فعالية "الرحلة إلى الصين" في إطار مشروع "السفراء الشباب" الإماراتي.
وخلال هذه الفعاليات، زار أكثر من 100 شاب إماراتي متفوق الصين، كما أجريت نقاشات بين متحف القصر الإمبراطوري الصيني مع متحف اللوفر أبوظبي حول إقامة معرض للآثار.
الحزام والطريق
طُرحت مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" أمام العالم العربي عام 2014، ما دفع العلاقات بين الإمارات والصين إلى آفاق أعلى.
و كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتجاوب مع المبادرة برؤيته الثاقبة، وقال عن طريق الحرير الجديد "إنه جسر جديد لتعزيز التواصل بين الصين والعالم العربي، لدينا طموحات مشتركة.. إنه إطار ضروري، رغم أن العلاقات بيننا قد حققت تطوراً سريعاً، غير أن طموحنا أكبر من ذلك".
وأكد الرئيس الصيني أن مبادرة "الحزام والطريق" تنبع من تراب طريق الحرير التاريخي، وتتماشى مع حاجات الدول العربية لتنويع الاقتصاد وعملية التصنيع.
ولا يزال قطار التعاون مستمرا بين البلدين ليصبح عنوانا لشراكة استراتيجية تفيد المنطقة العربية بالكامل.
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA= جزيرة ام اند امز