الإعدام لـ3 فرنسيين في العراق بتهمة الانتماء لتنظيم داعش
المحكوم عليهم اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، ونقلوا مع 9 فرنسيين آخرين إلى العراق في فبراير/شباط الماضي.
أصدرت محكمة في بغداد، الأحد، أحكاما بالإعدام للمرة الأولى على 3 فرنسيين أدينوا بالانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي.
- تصريحات العبادي تكشف صراع أذرع إيران في العراق
- أسبوع العراق.. حرائق واستهداف لسفارة واشنطن وملاحقة فلول داعش
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول قضائي عراقي قوله، إن المحكوم عليهم هم "كيفن جونو، وليونار لوبيز، وسليم معاشو"، الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، ونقلوا مع 9 فرنسيين آخرين إلى العراق في فبراير/شباط الماضي.
أبو إبراهيم الأندلسي
كان لوبيز وهو من سكان باريس في الثانية والثلاثين من عمره، يعمل في مكتبة لبيع الكتب خلال العقد الأول من القرن الحالي، وأحد العناصر الأكثر نشاطا في موقع "أنصار الحق"، أبرز منصات الإرهابيين الذين يتحدثون الفرنسية.
اتخذ لوبيز لنفسه لقب "أبو إبراهيم الأندلسي" بعد انتمائه إلى تنظيم داعش، وعاش مع إرهابيين شجع لديهم التطرف ونفذوا في فرنسا هجمات دامية.
غادر لوبيز فرنسا في يوليو/تموز 2015، أثناء خضوعه للمراقبة القضائية بسبب نشاطاته على الموقع، مع زوجته وطفليهما.
عاش في البدء في الموصل في شمال العراق، ثم انتقل إلى سوريا، وفق المحققين الفرنسيين.
حكم عليه في يوليو/تموز 2018 غيابيا بالسجن خمس سنوات في ملف "أنصار الحق"، وصدرت أوامر باعتقاله من قبل المحاكم الفرنسية.
لكن أجهزة المخابرات تتبعت نشاطاته خصوصا منذ تأسيسه جمعية "سنابل" التي حلتها الحكومة الفرنسية نهاية عام 2016 لمساهمتها بتحويل السجناء إلى متطرفين تحت غطاء عملها لتقديم مساعدات لهم.
وقد صرح أحد المحققين حينها بأن "جميع الذين شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في الاعتداءات منذ يناير/كانون الثاني 2015 كانوا مرتبطين بشكل مباشر أو غير مباشر بسنابل".
كيفن دخل سوريا عبر تركيا
أما كيفن جونو المولود في بلدة فيجاك جنوب غرب فرنسا (32 عاما)، واعتقل في سوريا مع أخيه غير الشقيق توماس كولانج (31 عاما) ووالدته وزوجته، ادعى في اعترافاته التي أدلى بها للسلطات في العراق، إن والده انضم إلى تنظيم داعش الإرهابي وقتل خلال معارك في الرقة، العاصمة السابقة للتنظيم في سوريا.
وقال إنه دخل إلى سوريا بشكل غير شرعي عبر تركيا والتحق فور وصوله بجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في سوريا سابقا) قبل أن يبايع زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي.
وتقول السلطات القضائية العراقية إن هذا الرجل الذي يطلق على نفسه اسم "أبو سفيان"، شارك في القتال إلى جانب الإرهابيين في سوريا والعراق.
وصدر بحقه في فرنسا حكم غيابي بالسجن تسع سنوات، حسب مركز تحليل الإرهاب في باريس.
سليم معاشو
والمحكوم الثالث سليم معاشو البالغ من العمر 41 عاماً، التحق بكتيبة "طارق بن زياد" التابعة لتنظيم داعش بقيادة عبد الإله حيميش وهو من لونيل، وفقا لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي.
وبحسب السلطات الأمريكية، ضمت هذه الكتيبة 300 عنصر من الأجانب الأوروبيين منفذي الهجمات في العراق وسوريا وغيرهما.
ووفقا لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي، استضاف معاشو في الرقة جوناثان جيفروا وهو فرنسي اعتقل في سوريا وتم تسليمه للقضاء الفرنسي.
وكشف جيفروا وهو من تولوز عن الكثير من المعلومات، خصوصا فيما يتعلق بالأخوين كلان، وأن ابنة شقيقهما متزوجة من كيفن جونو.
تسعة فرنسيين آخرون
ومن المفترض أن يحاكم قريبا تسعة فرنسيين آخرون؛ هم فاضل طاهر عويدات، ومصطفى المرزوقي، وياسي صقم، وكرم الحرشاوي، وفياني أوراغي، وإبراهيم النجارة، وبلال الكباوي، ومحمد بريري، ومراد دلهوم.
وحتى الآن أدين ثلاثة فرنسيين بالانضمام إلى تنظيم داعش في العراق، وهم ميلينا بوجدير (27 عاما)، وجميلة بوطوطعو (28 عاما)، ولحسن قبوج (58 عاما)، الذين حكم عليهم بالمؤبد، أي ما يعادل 20 عاما في العراق.
وأعلن العراق مؤخرا استعداده لمحاكمة الإرهابيين الأجانب الذين قبض عليهم في العراق أو في سوريا، خصوصا الموجودين في قبضة قوات سوريا الديمقراطية بعد استعادة السيطرة على آخر جيب لتنظيم داعش في شرق البلاد.
وتشكل عودة الإرهابيين الأجانب مسألة حساسة للغاية بالنسبة للرأي العام في الدول التي ينتمون إليها.
ويستعد العراق لمزيد من عمليات محاكمة الإرهابيين الأجانب، معتبرا أنها ستكون محاكمة ذات اختصاص استنادا إلى أن الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف، تمتد على مساحات بين سوريا والعراق.
وينص القانون على عقوبة الإعدام بتهمة الانتماء إلى الجماعات الإرهابية حتى لغير المشاركين في أعمال قتالية.