"القاضية ممكن" في إيران.. إعدام مصارع ثان يدخل طهران "حلبة" الإدانات
على الرغم من الاحتجاجات والدعوات المحلية والدولية الواسعة، نفذت إيران الإعدام بحق بطل المصارعة مهدي علي حسيني (29 عاماً)، من مدينة أنديمشك بمحافظة خوزستان، الذي اعتقل عام 2015، بمزاعم قتل أحد الأفراد في مشاجرة جماعية.
ويأتي إعدام مهدي بعد أربعة أشهر من خطوة مماثلة نفذها النظام الإيراني ضد المصارع نافيد أفكاري (27 عامًا)، داخل سجن عادل آباد في شيراز، بعد مشاركته في الاحتجاجات العارمة شهر أغسطس/ آب 2018، على الرغم من المطالبات الدولية لمنع ذلك.
وكانت لجنة الرياضة التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قد دعت في 14 يناير / كانون الثاني، المجتمع الدولي، خاصة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة واللجنة الأولمبية الدولية، إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ حياة مهدي.
من جانبها، قالت المقاومة الإيرانية في بيان نقله موقع مجاهدي خلق المعارض إن "النظام الملالي نفذ ما لا يقل عن 33 عملية إعدام في إيران خلال شهر بين 21 ديسمبر- 20 يناير".
وأضافت أن "هذا النظام الإجرامي الغارق في دوامة الأزمات الداخلية والخارجية المستعصية ولغرض خلق الرعب ومنع اندلاع الانتفاضات الشعبية لا يستطيع أن يقضي يوماً دون إعدام وتعذيب وقمع".
وجددت المقاومة مناشدتها للأمين العام والمفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه بإدانة "العمل الإجرامي بإعدام مهدي واتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ السجناء المحكوم عليهم بالإعدام".
وطالبت "بإحالة ملف الانتهاكات الوحشية والمنهجية لحقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتقديم قادة هذا النظام إلى العدالة لارتكابهم جريمة ضد الإنسانية على مدار أربعة عقود".
الجدير بالذكر أن لعبتي كرة القدم والمصارعة من الرياضات المشهورة شعبيا في إيران، وينتمي عشاق المصارعة بشكل أساسي للطبقات الاجتماعية الدنيا، والتي لطالما اعتبرتها السلطات قاعدة مؤيدة لها.
وأكد التقرير أن إعدام المصارع نويد أفكاري في سبتمبر الماضي هو نوع من الدلالة على حقيقة أن النظام الإيراني حاليا لم يعد له قاعدة شعبية بين الفقراء الذين أصبحوا ساخطين على سياساته إثر القمع والتضييق.
وإيران التي أعدمت في 2019 ما لا يقلّ عن 251 مداناً، هي الدولة الثانية في العالم، في قائمة أكثر الدول تنفيذاً لعقوبة الإعدام، وفقاً لأحدث تقرير عالمي عن عقوبة الإعدام نشرته منظمة العفو الدولية.