معرض أبوظبي للكتاب 2023.. تجارب ملهمة في "ركن الفن"
يولي معرض أبوظبي الدولي للكتاب خلال دورته الـ32 التي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض اهتماما بالغا بالفنون بمختلف مدارسها وتجلياتها.
ويأتي ذلك ليفسح المعرض لجمهوره مجالا واسعا لتذوق مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية المتميزة من جهة ويسلط الضوء على عدد من أصحاب المواهب الأصلية من مختلف الأعمار والجنسيات، متيحاً لهم فرصة تقديم إبداعاتهم الفنية لرواد المعرض والحديث عن تجاربهم وأفكارهم وطموحاتهم من جهة أخرى.
يجسد "ركن الفن" في الدورة الحالية هذا الاهتمام، إذ يجمع بين تجارب فنية متباينة تحمل رسائل إنسانية واجتماعية وتربوية عدة، ومن هذه التجارب تجربة تجمع بين الفنان الإماراتي الشاب سالم عبدالله الكعبي والفنان الهولندي أندي كارتير لتقديم أعمال فنية مبتكرة تجسد الفكرة المحورية للمعرض هذا العام، وهي الاستدامة لتحفيز طلبة المدارس والجامعات للتفاعل مع الفن والأعمال المعروضة، ونشر الوعي بالاستدامة وقضايا البيئة والمناخ وتعريفهم بجهود الدولة في هذا المجال.
ويوظف سالم الكعبي في الأعمال التي يقدمها مع الفنان أندي كارتير بالمعرض خبراته كمهندس في مجال الابتكار والمواد الكيميائية عبر لوحات ومجسمات فنية مصنوعة من منتجات معاد تدويرها وصديقة للبيئة.
كما يشهد ركن الفن مشاركة متميزة للطالبة سلمى عصام وهي فنانة تشكيلية من أصحاب الهمم استعادت قدرتها على الحركة عن طريق الفن، وترسم سلمى لوحاتها بطريقة بسيطة مع استخدام أدوات مساعدة من خامات من البيئة وتقدم خلال المعرض ورشة عمل حول الألوان الأساسية والتأثيرات اللونية وأخرى عن تقنية الطباعة بالاستنسل.
ويستقبل المعرض، الذي تستمر فعالياته على مدار 7 أيام، زواره في ستة مواقع ثقافية مختلفة، تضم إلى جانب "أدنيك" كلاً من المجمع الثقافي-أبوظبي ومنارة السعديات وجامعة السوربون وجامعة نيويورك أبوظبي وسفينة "لوجوس هوب"، أكبر معرض كتاب عائم في العالم، والتي ترسو حالياً في ميناء زايد بالتزامن مع فعاليات المعرض.
ويحتفي المعرض في نسخته لهذا العام بمفهوم الاستدامة فكرة محورية، تماشياً مع إعلان دولة الإمارات عام 2023 عاماً للاستدامة، حيث يشهد مبادرات وفعاليات وندوات متنوِّعة تهدف إلى تسليط الضوء على أفضل الممارسات العالمية لدعم توجهات الاستدامة في مجال النشر، إضافة إلى تنظيم جلسات حوارية ومناقشات حول التغير المناخي وتعزيز الأمن الغذائي.
كما يحتفي المعرض في نسخته الحالية بإنجازات الفيلسوف العربي ابن خلدون مؤسّس علم الاجتماع، بصفته "الشخصية المحورية" لهذه الدورة من خلال عقد حوارات ونقاشات تاريخية وفلسفية وأدبية تركّز على أعماله وتراثه في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية.
وتُعد هذه الدورة الأضخم في تاريخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب، من حيث المساحة التي يشغلها وعدد المواقع الثقافية التي تستضيف جدولاً حافلاً بالفعاليات الثقافية والأدبية والمعرفية والفنية، والتي ستتخطى بمجملها ألفي فعالية، كما تشهد الدورة الحالية مشاركة أكبر عدد من العارضين والناشرين، الذين يتعدى عددهم الإجمالي 1,300 عارض من أكثر من 85 دولة، يوفرون لزوار المعرض ما يربو على 500 ألف عنوان في مختلف المجالات المعرفية.
ويُعد معرض أبوظبي الدولي للكتاب من أهم وأبرز الفعاليات الأدبية والفكرية الرائدة في العالم العربي؛ حيث يوفر منصة متميزة للحوار الفكري العالمي من خلال تنظيم جلسات حوارية وندوات فكرية يُشارك فيها نخبة من الأدباء والمفكرين والكُتاب والفنانين وصناع المحتوى من الدول العربية وبقية أنحاء العالم.
وتلبي فعاليات المعرض المتنوعة تطلعات الجمهور من مختلف الفئات العمرية والتوجهات الثقافية والفكرية، وذلك من خلال برنامج متنوع يشمل خمسة محاور رئيسية: الثقافة والفنون الإبداعية والأطفال والناشئة والبرامج المهنية المتخصصة، إضافةً إلى برنامج الشركاء.