التأمل والتفاعل بين الصوت والصورة في معرض "فان غوخ: اللوحات الحية"
معرض "فان غوخ: اللوحات الحية" في المسرح الوطني بأبوظبي.
التأمل الصامت للأعمال الفنية، وتحويله إلى تجربة تفاعلية تجمع بين الصورة والصوت معاً هي تقنية استخدمها معرض "فان غوخ: اللوحات الحية" الذي افتتحته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، بالتعاون مع شركة Grande Exhibitions، و6IX Degrees Entertainment، في المسرح الوطني بأبوظبي.
ويعتمد المعرض الذي افتتح في الـ15 من يناير ويستمر حتى 26 فبراير المقبل، لينتقل بعدها إلى حي دبي للتصميم في الفترة من 11 مارس إلى 23 أبريل 2018، على إدخال محبي الفنون في دولة الإمارات في تجربة متكاملة، تنطلق مع موسيقى سيمفونية قوية تسيطر على حواسه، يصاحبها تحول جدران وأرضية المكان إلى شاشات عرض لمجموعة من أعمال الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ، وما يزيد على 3000 صورة مختلفة، مصحوبة بمعلومات عن حياة الفنان ومسيرته الفنية، وأقوال له تعكس التحولات الفنية التي مر بها، وذلك عبر تقنية «سينسوري فور»، (SENSORY4)، المتطورة للوسائط المتعددة، وباستخدام 40 جهاز إسقاط صور عالية الدقة.
ويتتبع المعرض التغيرات التي مر بها فان غوخ عبر مسيرته الفنية التي استمرت 10 سنوات، وكان يستلهم فيها أعماله من تغير المناظر الطبيعية والأشخاص المحيطين به، والأماكن التي يقيم فيها، مقسماً هذه المراحل إلى فصول، تصاحب كل منها قطعة موسيقية تعبر عنها، وعن المشاعر والتجارب التي عكسها الفنان في لوحاته في تلك الفترة، وتبدأ بسلسلة من البورتريهات الذاتية التي تعكس الأنماط المختلفة للفنان ومشاعره المتغيرة على الدوام، والاضطراب الذي يعانيه.
ويركز الفصل الأول على المرحلة التي عاشها فان غوخ في موطنه هولندا، وما تتميز به من تركيز على الألوان الداكنة والترابية في رسم المناظر الطبيعية والأشخاص والطبيعة الصامتة. ثم ينتقل العرض إلى مرحلة جديدة مع انتقال الفنان إلى فرنسا، حيث تأثر بالطاقة الباريسية وفناني المدرسة الانطباعية، حيث بدأ في استخدام ألوان مبهجة، ومعها بدأت أعماله في التحول إلى النمط الفريد الذي اشتهر به.
نقلة أخرى يتتبعها المعرض مع انتقال الفنان للعيش في "آرل" في جنوب فرنسا، وهي الأكثر إنتاجية في مسيرته على الإطلاق، وتبدأ بسلسلة لوحات "دوار الشمس"، ثم تحوله لتصوير حياته وحياة المحيطين به، وكذلك اهتمامه بالفن الياباني، كما عبرت هذه المرحلة عن تدهور فان غوخ، وإصابته بمرض عقلي.
وتعبر المرحلة الختامية من المعرض عن شعور فان غوخ بالفراغ، الذي انعكس في مساحات الطبيعة الشاسعة التي جسدها في لوحاته في تلك الفترة، كما في لوحته "حقل القمح مع الغربان"، التي تعبر عن اضطراب مشاعره في أواخر حياته.