زواج التجربة.. غرابة الاسم تشوه نوايا المبادرة
يقولون إن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة.. وهذا ما ينطبق على مبادرة "زواج التجربة" التي طرحها المحامي المصري أحمد مهران.
مهران الذي طالته سهام النقد بسبب ما هو متداول عن تفاصيل المبادرة، قال لـ "العين الإخبارية"، إن "من نقل تفاصيلها عن صفحتي الشخصية بموقع (فيس بوك) أساء فهمها، وربما شغله غرابة العنوان وهو (زواج التجربة)، وهي (عقد مشارطة على الزواج)".
وأضاف: "العقد باختصار ليس عقد زواج شرعي، فهو عقد مدني يتضمن شروطا يضعها الطرفان لاستمرار حياتهما بشكل أفضل، وليس له أي تأثير على العقد الشرعي، أي أنه لا يحرم الرجل من حقه في الطلاق إن أراد، ولا يحرم المرأة من حقها في الخلع إن أرادت".
وتعجب مهران من انشغال الإعلام بكلمة "زواج التجربة" التي أراد بها تفسير ما يقصده بـ"عقد مشارطة على الزواج"، وهي الكلمة التي يراها الدكتور محمد غريب، أستاذ الاجتماع بجامعة المنصورة (دلتا النيل بمصر) "غير موفقة"، حتى وإن كانت نوايا صاحبها سليمة، لأن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة.
وكما يظهر من العقد الذي وضعه مهران على صفحته بموقع "فيس بوك"، واطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، فإنه مبرم بين زوجين كانا يستعدان للانفصال، ولكنهما توصلا بمساعدة المحامي إلى اتفاق على استمرار الزواج بينهما 3 سنوات أخرى، شريطة أن يلتزم كل طرف بشروط تم وضعها في العقد، وتم الإقرار في مقدمة العقد أن الزوجين متزوجان بعقد شرعي على يد مأذون، وشملت بنوده أنه يحق لأي طرف الانفصال قبل انتهاء مده الـ3 سنوات في حال عدم الالتزام بالشروط.
ويقول مهران: "أطلقت عليه زواج التجربة لأن الزوجان منحا نفسهما فرصة التجربة مره أخرى، بينما كانا على مشارف الانفصال، لكنه في الواقع هو عقد مشارطة يهدف إلى إنقاذ الحياه الأسرية، ولعل التزام كل طرف بالشروط التي تم وضعها ينقذ الحياه الزوجية، فما المشكلة إذن".
ولا يرى الدكتور غريب في المضمون الحقيقي للمبادرة أي مشكلة تخالف الشرع والتقاليد، ولكنه يلوم على مهران في عنونة مبادرته بعبارة "زواج التجربة"، لأنها ستعطي رسائل غير شرعية لا تتفق مع المفهوم الحقيقي للزواج الذي تقره الأديان والقيم الإجتماعية.
ويقول لـ"العين الإخبارية": "كلمة التجربة ستشير إلى المضمون الذي جاء في بيان الأزهر الشريف، تعليقا على هذه المبادرة، وهو أنها تروج لزواج يتنافى مع نيَّة الدَّيمومة والاستمرار، ويجعل المقصد منه هو المتعة إلى أجل حدده الطرفان سلفا، ويتراوى خلف هذه الكلمة المقصد الحقيقي للمبادرة كحل لعلاج مشكلة الطلاق".
ويشير تقرير جهاز التعبئة العامة والإحصاء في مصر لعام 2019، إلى وقوع حالة طلاق كل دقيقتين و11 ثانية خلال نفس العام، بجانب وقوع 1.9 مليون حالة طلاق خلال الـ 10 سنوات الماضية، وهي المشكلة التي يؤكد مهران أنها كانت دافعه الرئيسي لإطلاق المبادرة.
وكان مهران علق على بيان الأزهر الشريف والإفتاء الخاص برفض المبادرة، بأنه يتفق شكلا وموضوعا مع ما جاء فيهما، من أن الزواج محدد المدة محرم شرعا، وأنه لا يجوز تقييد حق الزوج بالطلاق في مدة محددة.
وقال إن البيانين الصادرين بعيدين كل البعد عن المبادرة التي أنادي بها والتى هي عبارة عن عقد صلح بين زوجين مقبلين على الطلاق في محاولة للم شمل الأسرة والحفاظ على كيانها من التشتت والانهيار.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز