«درع الغابة الأخضر».. خبير يكشف أسباب تشدد كينيا مع مهربي النمل (خاص)

حذر خبير دولي في علم الحشرات من التهديدات البيئية الخطيرة المرتبطة بمحاولات تهريب أنواع نادرة من النمل الإفريقي، بعد إعلان السلطات الكينية إحباط عملية تهريب لآلاف من أفراد نمل الحصاد الإفريقي "Messor cephalotes"، على يد شابين بلجيكيين.
وقال الدكتور مصطفى رزق شرف، أستاذ علم الحشرات وأستاذ زائر بالمتحف القومي في ليفربول بالمملكة المتحدة لـ"العين الإخبارية"، إن هذا النوع من النمل يُعد من العناصر البيئية الأساسية في غابات أفريقيا، حيث يساهم في نشر البذور وتوزيع النباتات، مما يجعله درعا للغابة، وجزءا حيويا من منظومتها البيئية.
وأوضح شرف أن النوع المضبوط يتمتع بأهمية علمية وبيئية كبرى، إذ وصف لأول مرة عام 1896 من قِبل رائد علم النمل الإيطالي كارلو أيميري، ويُعرف بانتشاره المحدود في كينيا وتنزانيا فقط، ما يجعله مُصنفا كنوع يحتاج إلى حماية خاصة.
وأشار الخبير إلى أن تحليل صور الأنابيب التي عُثر بداخلها على النمل، أظهر أنها تحتوي على عدد كبير من الملكات، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لاستمرارية النوع، نظراً للدور الحيوي للملكة في تكاثر المستعمرة، مضيفًا: "القضاء على الملكات يعني القضاء على المستعمرة بأكملها".
وحذر شرف من أن تهريب مثل هذه الأنواع إلى خارج بيئتها الطبيعية قد يؤدي إلى ظهور أنواع غازية تتسبب في اضطراب التوازن البيئي، موضحا أن هناك أكثر من 500 نوع من النمل يُصنف كأنواع غازية حول العالم، تتنافس مع الأنواع الأصلية على الغذاء والموائل.
ولفت إلى أن هناك تزايدا في ظاهرة استيراد ملكات نمل من الغابات الاستوائية لأغراض تجارية، حيث تُباع الملكة الواحدة بأسعار قد تصل إلى مئات الدولارات، في ظل غياب الوعي الكافي بخطورة هذا النشاط. وقال: "للأسف، هناك من يشتري ملكة نمل فقط للتباهي أمام الأصدقاء، دون إدراك أنه يساهم في تهديد تنوعنا البيولوجي. هذا ليس اقتناءً، بل لعبٌ بالنار".
وشدد شرف على أن اتفاقية التجارة الدولية بالحياة البرية المهددة بالانقراض (CITES)، والتي وقعت عليها 183 دولة منذ عام 1963، تنظم هذه التجارة ضمن إطار قانوني صارم، يوازن بين الحماية البيئية ومتطلبات التنمية، مشيرا إلى أن الاتفاقية تُدرج آلاف الأنواع تحت تصنيفات الحماية المختلفة.
ودعا الدكتور شرف في ختام تصريحه، إلى ضرورة توفير تشريعات واضحة وموازية تسمح للعلماء والباحثين بتبادل العينات لأغراض البحث العلمي دون الإضرار بالأنواع البرية، مؤكدا أن الحفاظ على التنوع البيولوجي مسؤولية عالمية لا تقل أهمية عن حماية الأمن الغذائي أو المناخي.
aXA6IDE4LjExNi4yMzAuNDAg جزيرة ام اند امز