خبراء دوليون: «اتفاق الإمارات» خطوة مهمة لتسريع التكنولوجيات الخالية من الانبعاثات
أكد خبراء أن مخرجات مؤتمر الأطراف COP28 شكلت لحظة جوهرية ومحورية لتحقيق عدة طموحات منها الدعوة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة.
فقد استطاع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28، أن يحقق نجاحاً مبهراً، بعد رفع سقف الطموحات والآمال من خلال الحسم في عدد من الملفات والوصول إلى قرارات ونتائج ملزمة للدول المعنية من أجل التصدي لمواجهة تداعيات تغير المناخ.
ومن بين القرارات التي لقيت استحساناً وتجاوباً من طرف ممثلي الدول التي شاركت في قمة دبي، خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 43 بالمئة بحلول العام 2030، وحصر الاحترار عند 1.5 درجة وفق ما نصت عليه اتفاقية باريس في 2015.
- «اتفاق الإمارات» التاريخي للعمل المناخي ينثر الفرحة والأمل في العالم
- مريم المهيري: اتفاق الإمارات التاريخي يجدد أمل بقاء ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية
إنجاز فريد
وفي هذا الصدد، اعتبر خبراء في المناخ أن ما حققه المؤتمر من نجاح، هو انتصار عظيم للشأن المناخي، منوهين في الوقت ذاته بهذا الإنجاز الفريد.
وقال الخبراء إن اتفاق الإمارات هو لحظة جوهرية فاصلة، لتحقيق عدة طموحات لمواجهة آثار تغير المناخ، ووصفوا الدعوة إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بخطوة شجاعة ستشجع الدول على تنفيذ التزاماتها المحددة وطنيا.
ويتمنى الخبراء المناخيون، أن يشكل هذا الاتفاق استمرارا حقيقيا للعمل المناخي وتحقيق مزيد من النجاحات في المؤتمرات المقبلة المعنية بتغير المناخ.
وفي هذا الصدد، قال مصطفى بنرامل، الخبير في تغير المناخ والتنمية المستدامة، في حديث مع "العين الإخبارية"، إن مؤتمر COP28 حقق المفاجأة التي أضاءت المؤتمر بعد موافقة ممثلي الدول المشاركة على عدد من القرارات التي طال انتظارها منذ 2015.
وأضاف بنرامل، أن المؤتمر حقق انتصاراً عظيماً، من خلال اعتماد الدول الأطراف قراراً بشأن أول تقييم عالمي بموجب اتفاق باريس، الذي اعترف بالحاجة الملحة إلى تخفيضات كبيرة وسريعة ومستدامة من انبعاثات غازات الدفيئة بما يتماشى مع مسارات أقل من 1.5 درجة مئوية لحرارة الكوكب.
وتابع المتحدث نفسه، أن هذا القرار سيشجع الأطراف على التقدم في مساهماتهم المقبلة المحددة على المستوى الوطني بأهداف طموحة لخفض الانبعاثات على مستوى الاقتصاد.
تنويه بالاتفاق
وتابع الخبير ذاته: "بصفتنا خبراء في المناخ ما علينا إلا أن ننوه بهذا (اتفاق الإمارات) الذي نعتبره إنجازا عظيما في شأن المناخ، وذلك بالدعوة إلى تسريع التكنولوجيات الخالية والمنخفضة من الانبعاثات، بما في ذلك، مصادر الطاقة المتجددة، والطاقة النووية، وتقنيات التخفيض والإزالة مثل احتجاز الكربون والاستخدام والتخزين، لا سيما في القطاعات التي يصعب تخفيفها، وإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون.
وأشار بنرامل، إلى أن من مخرجات المؤتمر تكتسب أهميتها من تسريع وخفض الانبعاثات غير ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم، بما في ذلك على وجه الخصوص انبعاثات الميثان بحلول عام 2030، وتسريع خفض الانبعاثات الناجمة عن النقل البري عبر مجموعة من المسارات، من خلال تطوير البنية التحتية والنشر السريع للمركبات عديمة الانبعاثات والمنخفضة الانبعاثات، وتنفيذ إنشاء صندوق طال انتظاره، من شأنه أن يدفع تكاليف الأضرار الناجمة عن العواصف والجفاف بسبب التغير المناخي.
كما تحدث بنرامل، أيضا عن الدعوة إلى الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، وتسريع العمل في هذا العقد الحرج، وذلك لتحقيق صافي الصفر بحلول عام 2050 للحفاظ على الكوكب، والإلغاء التدريجي للوقود الأحفوري غير الفعال الذي لا يعالج فقر الطاقة أو التحولات العادلة، في أقرب وقت ممكن.
لحظة جوهرية
ومن جهتها اعتبرت أميمة خليل الفن، مهندسة وخبيرة وباحثة في تغير المناخ في حديث مع "العين الإخبارية"، إن المؤتمر يشكل لحظة جوهرية ومحورية وفاصلة، لتحقيق عدة طموحات.
وأضافت خليل الفن، أن أهم مخرجات قمة دبي، الدعوة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 43 بالمئة بحلول العام 2030.
وتابعت الخبيرة ذاتها: "أن صوت الدكتور سلطان الجابر رئيس مؤتمر الأطراف، وهو يجدد تأكيده على أن "الحد من الوقود الأحفوري والتخلي عنه أمر لا مفر منه"، سيظل عالقا بأذهان الجميع".
واسترسلت المتحدثة، بأن الدكتور سلطان الجابر هو مهندس قمة دبي حقا، لأنه حقق المستحيل وصحح مسار العمل المناخي الدولي من خلال إنجاز اتفاق الإمارات العظيم".
وذكرت أنه لا يكون هذا الاتفاق بداية العمل المناخي، بل استمرار حقيقي لتحقيق مزيد من النجاحات في المؤتمرات المعنية بتغير المناخ المقبلة.
وأبرزت المهندسة نفسها، أن المفاوضات الدولية السابقة لم تستطع تحقيق النجاح في تحقيق أهداف اتفاقية تغير المناخ، وتثبيت تركيزات غازات الدفيئة بالغلاف الجوي، وتمكين الدول المتقدمة من تحقيق التزاماتها بخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة خمسة بالمئة وفق بروتوكول كيوتو 1997، أو تفعيل اتفاق باريس للحد من ارتفاع متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية عند 2 درجة مئوية، وجعله في 1.5 درجة مئوية.