خبراء يشككون في نظرية "سوق ووهان": كورونا تطور لسنوات
النظرية المنتشرة تشير إلى أن الفيروس القاتل انتقل لأول مرة من الخفافيش إلى الإنسان، في سوق للحيوانات في ووهان، نهاية عام 2019.
شكك علماء أمريكيون بارزون في صحة نظرية أن فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19"، نشأ في سوق للمأكولات البحرية بإحدى المدن الصينية، ورجحوا أنه تطور في أجسام البشر لسنوات قبل أن يصبح أشد فتكاً.
وقال إيان ليبكين، أستاذ علم الأوبئة في كلية ميلمان للصحة العامة التابعة لجامعة كولومبيا، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "أعتقد أنه من المحتمل أنه انتشر بين البشر لبعض الوقت".
وأضاف: "في نهاية المطاف يجب أن يكون لدينا لقاح، لأن هذا الفيروس سيتوطن في البشر، وسيتكرر مجدداً".
وأظهر فحص أجراه ليبكين نتائج إيجابية للفيروس في منتصف مارس/آذار، بعد عودته من الصين في أوائل فبراير/شباط الماضي.
وعن تجربته قال: "في اليومين الأولين تشعر أن فيلًا يجثم على صدرك.. كنت في الصين في النصف الثاني من شهر يناير/كانون الثاني، وعدت في أوائل فبراير/شباط، ولم يكن لدي أي مرض على الإطلاق، على الرغم من أنني كنت في عزلة ثم مرضت في نيويورك".
ويُعتقد أن الفيروس الذي يجتاح العالم خرج من سوق للمأكولات البحرية العام الماضي في مدينة ووهان، التي شهدت نحو ثلثي إجمالي عدد الإصابات به في الصين.
والنظرية المنتشرة هي أن الفيروس القاتل انتقل لأول مرة من الخفافيش إلى الإنسان، في سوق للحيوانات في ووهان، نهاية عام 2019.
لكن علماء بارزون يلقون الآن بظلال من الشك على هذه النظرية، محذرين من أن الفيروس ربما انتقل إلى البشر قبل عدة أشهر، وحتى سنوات، قبل أن يتكيف ويصبح أكثر فتكاً.
كما أشارت دراسة حديثة نشرت في دورية "نيتشر مديسين" (Nature Medicine) إلى نظرية مماثلة؛ مفادها أن البشر ربما أصيبوا بالفيروس لسنوات دون علم.
وقال البروفيسور روبرت جاري، مؤلف الدراسة والأستاذ في كلية الطب بجامعة "تولين" في نيو أورليانز: "الشرارة التي أشعلت هذا بالتأكيد حدثت قبل بضعة أشهر فقط، ربما كانت هناك شرارات أخرى تسببت في اندلاع حرائق أصغر لم نكتشفها بعد".
وأضاف: "إنه مدى شاسع للفترات الزمنية يمكننا تحديده"، لافتاً إلى أن هناك عدة سلالات أخرى من فيروسات كورونا لم تكتشف منذ عقود، قبل أن يكتشفها خبراء طبيون.
وتابع: "هناك بعض فيروسات كورونا التي نعرفها، بعض الأنواع الأخف منها، التي انتشرت لعقود قبل أن نكتشف بالفعل الفيروس الأول".
واتفق مع هذا الرأي أندرو كانينجهام، عالم الأوبئة البيطرية في "جمعية علم الحيوان في لندن، قائلاً: "هذا ما تفعله الفيروسات".
وأضاف: "ربما أجرت بعض عمليات التكيف قبل أن تقفز إلى البشر، ولكن ربما تكيفت أكثر وأثبتت قدرتها على العدوى والانتقال بين الناس بمجرد دخولها إلى البشر".
وفي غضون ذلك، يواصل باحثون أمريكيون طرح تساؤلات حول أصل تفشي المرض الذي أصاب الآن أكثر من 320 ألفاً و828 أمريكياً، وقتل 9 آلاف و119 آخرين.
ويكافح العالم الوقت الراهن من أجل السيطرة على تفشي المرض، بعد ارتفاع عدد الوفيات حول العالم، الأحد، إلى 66 ألفاً و542، وبلوغ عدد المصابين نحو 1.26 مليون شخص، بينما تعافى 253 ألفا و864 شخصا.