الخبراء يجيبون.. لماذا يفشل مدرب الترجي في المباريات الكبرى؟
تلقى الترجي التونسي هزيمة مفاجئة أمام شباب بلوزداد الجزائري، أضعفت حظوظه في التأهل للمربع الذهبي من دوري أبطال أفريقيا.
وكان نادي العاصمة التونسية خسر موقعة "5 يوليو" بنتيجة 0-2، في مباراة فشل خلالها مدربه معين الشعباني في إيجاد الحلول التكتيكية للتغلب على نظيره الصربي زوران مانولوفيتش.
جماهير الترجي التونسي حملت مسؤولية "النكسة"، كما وصفتها على شبكات التواصل الاجتماعي، لمدربها الذي فشل في استثمار كتيبة النجوم التي يملكها الفريق على الوجه الأكمل.
الخسارة المفاجئة التي تكبدها نادي "الدم والذهب" أثارت ردود أفعال قوية لدى المتابعين لكرة القدم التونسية، حيث أجمعوا على تكرار مسلسل فشل الشعباني تكتيكيا في مباريات القمة.
"العين الرياضية" استطلعت آراء بعض خبراء الكرة في تونس لمعرفة أسباب هذا الفشل التكتيكي المتكرر للمدرب صاحب الـ39 عاما، كلما تعلق الأمر بمواجهة قوية.
نقص الخبرات
أجمع خبراء الكرة على أن عامل نقص الخبرات لعب دورا كبيرا في سوء تعامل الشعباني مع مباريات القمة التي خاضها نادي الترجي التونسي في السنتين الأخيرتين.
وقال أسامة بن حمادة، الصحفي بموقع "أورانج فوت"، في هذا الصدد: "الجميع يعلم أن الشعباني ما زال في بداية مسيرته التدريبية، وبالتالي فمن الطبيعي أن يقوم ببعض الخيارات التكتيكية الخاطئة في بعض المباريات المصيرية التي يلاقي فيها الفريق منافسين أقوياء".
ويشاطره الرأي سامي التايب، خبير الكرة التونسية، الذي قال أيضا في ذات السياق: "الشعباني ما زال يحتاج لاكتساب الخبرات التي ستسمح له في المستقبل بأن يكون مدربا كبيرا".
واستدرك: "لكن يجدر الاعتراف أنه حاليا ما زال يفتقد لبعض المقومات الي تجعل منه قادرا على التعامل بشكل تكتيكي سليم مع بعض المباريات الصعبة".
مداورة مبالغ فيها
عامل آخر حصل عليه إجماع لدى خبراء كرة القدم التونسية لتفسير الفشل التكتيكي لمدرب الترجي التونسي في بعض المباريات الحاسمة، ألا وهو المبالغة في اعتماد سياسة المداورة.
ويقول بن حمادة في هذا الصدد: "من المتعارف عليه أن سياسة المداورة تمنع الفريق من ترسيخ آليات لعب واضحة ومتطورة، بحكم أن اللاعبين الأساسيين لا يتمتعون بوقت لعب كاف يسمح لهم بتعزيز التفاهم بينهم في الملعب".
وواصل: "غياب التناسق هذا يظهر جليا في المباريات الكبرى التي يفشل فيها الفريق في تقديم أداء تكتيكي جماعي مقبول".
نفس الموقف عبر عنه زياد الجندوبي، الصحفي المختص في متابعة كرة القدم الأفريقية، حيث قال: "أعتقد أن سوء التعامل التكتيكي وعدم القدرة على رد الفعل على الصعيد الخارجي بشكل خاص ناجم عن سياسة المداورة التي أثرت بشكل سلبي على التوازن التكتيكي للفريق".
ضعف الدوري المحلي
خبراء كرة القدم التونسية رصدوا عاملا ثالثا يفسر الفشل التكتيكي للفريق تحت قيادة الشعباني في مباريات القمة، ويتمثل في ضعف المسابقة المحلية.
ويقول بن حمادة بخصوص هذه المسألة: "الدوري التونسي لا يعطي الفرصة للشعباني للتعرف على نقائص الفريق على الصعيدين الفني أو التكتيكي، نظرا لضعف المنافسة والنسق المنخفض الذي تدور فيه معظم المباريات".
ذات التحليل صدر من التايب الذي قال: "الدوري المحلي غير ذي فائدة، نظرا لكونه لا يسمح للمدرب بالتعرف على مكامن ضعف الفريق على الصعيد التكتيكي، وبالتالي العمل على تطويرها قبل بداية الأمور الجدية في مسابقة دوري أبطال أفريقيا".