أطباء بريطانيون يحذرون من "طفرة" بإصابات كورونا في رمضان
طبيب في مستشفى الملكة إليزابيث في برمنجهام قال إن 4 من كل 10 مرضى أدخلوا المستشفيات جراء إصابتهم بالفيروس كانوا من غير البيض.. التفاصيل عبر العين الإخبارية
أعرب أطباء بريطانيون عن تخوفهم من ارتفاع حاد في حالات الإصابة بفيروس فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في المملكة المتحدة خلال شهر رمضان.
وقال الطبيب عدنان شريف، استشاري زراعة الكلى في مستشفى الملكة إليزابيث برمنجهام، التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية "إن إتش إس"، إن نحو 4 من كل 10 مرضى أدخلوا المستشفيات جراء إصابتهم بالفيروس من ذوي البشرة السمراء أو الآسيويين أو الأقليات العرقية.
وأشار إلى أن ما بين 35% و40% من المصابين الذين دخلوا إلى المستشفى كانوا من المرضى من هذه الخلفيات العرقية، حسبما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية.
وحذر من خطر حدوث "طفرة كبيرة" في الإصابات، حيث يستعد المسلمين الذين يبلغ عددهم في بريطانيا 3 ملايين لشهر رمضان المبارك.
يأتي هذا التحذير بعد أن دعت الجمعية الطبية البريطانية إلى إجراء تحقيق في سبب أن الأشخاص من هذه العرقيات، بما في ذلك أول 10 أطباء تعلن وفاتهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
وسجلت المستشفى التابعة لجامعة برمنجهام، 394 حالة وفاة لمرضى مصابين بفيروس "كوفيد-19"، وهي أعلى نسبة في إنجلترا.
وعلى الرغم من عدم وجود بيانات وطنية توفر تفاصيل نحو العرقيات بين جميع المصابين، فقد وجد المركز الوطني للتدقيق والبحث في العناية المركزة أن 33.6% من نحو 3 آلاف و370 مريضا ذوي حالات حرجة كانوا من غير البيض.
وقال المركز في تقرير نشره، الأحد، إن 14% من المصابين بالفيروس في مستشفيات المملكة المتحدة كانوا آسيويين و11.9% من ذوي البشرة السمراء.
وفي تعداد عام 2011، قال 19.5% من الناس في إنجلترا وويلز إنهم من أقليات عرقية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عادة ما يكون شهر رمضان، الذي يبدأ في 23 أبريل/نيسان الجاري، وقتًا للنشاط الجماعي المتزايد للمسلمين.
وأضاف شريف: "رمضان بالنسبة لنا مصدر قلق كبير. أي شيء يؤدي إلى مزيد من التفاعل الاجتماعي هو مصدر قلق كبير ورمضان بطبيعته هو حدث اجتماعي".
وتابع: "يجتمع الناس بصورة تقليدية لإقامة الصلوات والتضرع والابتهال ويفطرون عند غروب الشمس مع الأصدقاء والجيران، ما قد يتسبب في ارتفاع كبير في الإصابات".
وأكد شريف أنه لم يتضح بعد سبب ظهور الفيروس بشكل مفرط لدى الجماعات العرقية غير البيضاء.
وأردف: "نحن لا نعرف ما إذا كانت يعزى لأسباب بيولوجية، فغالبا ما يعانون ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري ومرض الكلى أكثر من المجتمع الأبيض؛ لذا فهم أكثر عرضة للخطر أو عوامل اجتماعية وثقافية".
ومضى بالقول: "لديهم عادة منازل مزدحمة، حيث يعيش الأجداد والآباء والأطفال في نفس المنزل وهناك كثير من النشاط المجتمعي".
واقترح عقيل أحمد، محرر قسم الأديان والأخلاق في "بي بي سي"، أن تقدم المؤسسة فعاليات يومية لشهر رمضان، وكذلك للاحتفال بالعيد (الفطر) في 23 و24 مايو/أيار، بنفس الطريقة التي بثت قداس كنيسة إنجلترا بعد توقف العبادة العامة.
من جانبه، قال الطبيب تشاند ناجبول، رئيس الجمعية الطبية البريطانية، إنه يجب على الحكومة أن تحقق في سبب تأثر الأشخاص من هذه العرقيات بشكل مفرط.
وأضاف: "يبدو الأمر صعبا أن نرى كيفية أن يكون هذا عشوائيًا، أن يكون لديك أول 10 أطباء (الذين ماتوا) جميعهم من هذه العرقيات".
وقال مات هانكوك، وزير الصحة، السبت لشبكة "بي بي سي" إنه "صُدم بشكل خاص" إزاء النسبة العالية من المصابين من سكان هذه العرقيات "والأشخاص الذين قدموا إلى هذا البلد للعمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية الذين ماتوا بسبب فيروس كورونا".
وقال المجلس الإسلامي البريطاني إنه "من الضروري" الاحتفال بالشهر المبارك "بشكل مختلف تمامًا" من خلال اتباع قواعد التباعد الاجتماعي.
وقال الدكتور رياز باتل، أستاذ مساعد في قسم أمراض القلب في "كلية لندن الجامعية"، إن مرضى هذه العرقيات كانوا أكثر عرضة لوظائف أدت بهم إلى التفاعل مع الجمهور والفيروس ضرب المدن أولاً، حيث عدد سكان هذه العرقيات أعلى.
وقال البروفيسور نيشي تشاتورفيدي، أستاذ علم الأوبئة السريرية في "كلية لندن الجامعية"، إن العوامل الاجتماعية الاقتصادية "من المحتمل أن تؤدي دورًا قويًا".
وسجلت المملكة المتحدة أكثر من 78 ألفا و991 إصابة بالفيروس، وأكثر من 9 آلاف و875 وفاة، بينما تعافى 344 شخصا حتى الأحد.
ويكافح العالم الوقت الراهن من أجل السيطرة على تفشي المرض، بعد ارتفاع عدد الوفيات حول العالم، الأحد، إلى 109 آلاف و785، وبلوغ عدد المصابين نحو 1.8 مليون شخص، بينما تعافى 411 ألفا و515 شخصا.
aXA6IDE4LjExNi44NS4yMDQg جزيرة ام اند امز