خبراء يكشفون لـ«العين الإخبارية».. ما وراء تصعيد الحوثي بالبحر الأحمر؟

بعد هدوءٍ نسبي شهدته المنطقة لنحو أكثر من 7 أشهر، عادت هجمات مليشيات الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر مجددًا.
بعد هدوءٍ نسبي شهدته المنطقة لنحو أكثر من 7 أشهر، عادت هجمات مليشيات الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر مجددًا.
وبحسب خبراء يمنيين لـ"العين الإخبارية"، فإن آخر هجوم للحوثيين على سفينة تجارية في البحر الأحمر كان في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، قبل أن تتوقف الهجمات حتى يوم الأحد 6 يوليو/تموز عندما هاجمت المليشيات سفينة ماجيك سيز وأغرقتها وتعرضت سفينة "إترنيتي سي" للمصير ذاته.
وجاء استئناف مليشيات الحوثي لهجماتها البحرية عقب مرور شهرين من اتفاقها مع الولايات المتحدة في مايو/أيار الماضي، والذي تضمن وقف الهجمات على السفن الأمريكية وتهدئةً التوتر والتصعيد في البحر الأحمر.
فما الذي تغيّر؟
يرى الباحث السياسي، رئيس مركز جهود للدراسات، عبدالستار الشميري، أن استئناف مليشيات الحوثي لهجماتها جاء عقب انتهاجها سياسة توسيع جغرافية الاستهداف، واستحداث مواقع جديدة لإطلاق الصواريخ، قريبة من خليج عدن والبحر العربي.
وقال الشميري في تصريحٍ خاص لـ"العين الإخبارية": "إن انتقال منصات إطلاق الصواريخ إلى مواقع جديدة يعتبر نهجًا جديدًا للاستهدافات الجديدة في البحر"، مشيرًا إلى أن الحوثي قام مؤخرًا بحفر أنفاق واسعة في مناطق ميتم، وجبل وعل، والحشا، ومناطق التعزية، وبما كان يُعرف باللواء 22 في منطقة الجند سابقًا، وذلك منذ سنتين؛ لغرض تصعيد الهجمات البحرية.
وأضاف: هناك شهود عيان رصدوا شاحنات تقوم بإنزال منصات وصواريخ مجزأة، وشاهدوا أيضًا أنفاقًا في جبل وعل واللواء 22 بالجند وفي ميتم، كما بدأوا بتوسيع جغرافية الاستهداف، فبدلًا من أن تكون منصات الإطلاق مقتصرة على صعدة، عمران والبيضاء، بدأت تدخل مناطق مثل إب، تعز ومناطق أخرى؛ نظرًا لقربها من خليج عدن.
قوارب انتحارية
ويواصل الشميري في كشف معلومات أخرى، عن تصعيد الحوثي، لافتًا إلى أن بعض الصيادين رصدوا وصول قوارب حربية، من النوع الإيراني المُسمى "يا مهدي"، إلى أيدي الحوثيين، وهي قوارب انتحارية؛ ما يمثل طفرةً نوعيةً للاستيلاء على البحر، وهي قوارب شبيهة بالمسيرات الجوية "الطائرات المسيرة"، وربما استعملها الحوثي في هجماته الأخيرة يوم الإثنين.
ويرى الباحث السياسي أن الحوثي يوزع قوات جديدة بمقربة من تخوم السواحل اليمنية، بدءًا من مديرية الجراحي بالحديدة، ويكثف فيها وجوده حتى منطقة ميدي في حجة وجزيرة كمران، معتبرًا أن ذلك يأتي في إطار التخطيط الإيراني للإعداد لمعركةٍ بحرية تالية بين إيران وإسرائيل، أو بين إيران وأمريكا، أو حتى بين الشرعية اليمنية والحوثي.
الشميري تساءل عن مصير هذه التموضعات التي تقوم بها مليشيات الحوثي والعمل البحري الحثيث بعد خرق الاتفاق مع واشنطن في مايو/أيار الماضي؛ واحتمالات أن تعمل الولايات المتحدة على إيقاف الهجمات كمؤشرٍ جديد لطبيعة المعركة البحرية، وكيفية تعامل أمريكا مع هذه المستجدات.
وقال: ليس أمام واشنطن خيار آخر، بما أن البحر الأحمر قد اشتعل وبدأت التجارة العالمية تتراجع وباتت تحت التهديد، بعد خرق الحوثيين للاتفاق مع أمريكا، مرجحًا أن تكون هناك هجمات بحرية جديدة في الأيام المقبلة.
كما أن "التهريب الإيراني للحوثيين لم يعد يتم عبر الشريط الساحلي لليمن، بل أصبحوا يستلمون الدعم من سفن تجارية في عرض البحر، ويدخلونها إلى اليمن عبر منافذ خاصة بهم"، وفقا للشميري.
وكشف عن تخادمٍ الحوثيين مع جماعة الشباب الصومالية والقراصنة القدامى، الذين يتبادلون السيطرة على هذا الشريط والحزام البحري المتصل بالقرن الأفريقي، وجماعات أفريقية أخرى كسبتهم إيران منذ سنتين وسلحتهم.
ويتابع: "نتحدث عن شريطٍ ساحلي يبلغ 5000 كيلومتر، يتم التحكم به، ما يؤكد أن هناك شيئا ما يُحضر بحريًا، وهذا هو الرهان الإيراني الآن بعدما تكسرت مجاديف طهران عقب الحرب الأخيرة مع إسرائيل، خاصةً وأن لديها فائض قوارب انتحارية ونوعية، ما يعني أننا أمام متغير جوهري خطير في قوة مليشيات الحوثي".
ودعا رئيس مركز جهود للدراسات الولايات المتحدة إلى دعم قوات الحكومة الشرعية اليمنية وخفر السواحل بالتحديد، عبر مدّها بالسلاح النوعي والغطاء الجوي، وهو تحرك سيحل لواشنطن الكثير من المشكلات التي تُحدثها وتتسبب بها مليشيات الحوثي.
إعادة تعبئة
من جهته، قال الباحث السياسي اليمني حسام ردمان إن استئناف مليشيات الحوثي هجماتها "ليست مصادفة مع اشتداد الضغوط السياسية والأمنية على حزب الله في لبنان".
وأشار ردمان إلى أن "طهران أعادت تعبئة حلفائها الإقليميين نحو سياسة تصعيدية، وهي تسعى من وراء ذلك إلى تحقيق هدفين، أولا: تحسين موقفها التفاوضي وقد أعادت ربط ورقة نزع سلاح حزب الله وورقة أمن البحر الأحمر بملف المفاوضات النووية".
وأوضح أن الهدف الثاني "تريد إيران أن تثبت جاهزيتها لخوض جولة صراع عسكري من خلال تنشيط وكلائها الذين غابوا عن المشهد في يونيو/حزيران الماضي بسبب امتلاك تل أبيب لعنصر المفاجأة"، لافتا إلى أنه مع تنشيط الحوثيين في البحر الأحمر، تؤكد طهران جديتها في إغلاق المضائق المائية وهو ما تجنبته خلال حرب الـ12 يوما.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA5IA== جزيرة ام اند امز