إكسبو 2020 يتوج إنجازات نصف قرن للإمارات
أبوظبي تصنف المدينة الأكثر أمانا في الشرق الاوسط والمفضلة في العالم للعيش والزيارة ما جعلها تحتل مكانة رفيعة على خارطة السياحة العالمية
تتحول دبي في 20 أكتوبر/تشرين الأول إلى منارة ترشد جميع دول العالم إلى أول وأكبر معرض عالمي "إكسبو 2020 دبي"، لتصبح دبي أول دول الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم العربي تحتضن هذا الحدث العالمي.
ويلي معرض إكسبو دبي 2020 احتفال الإمارات بيوبيلها الذهبي في العام 2021 وذلك بمناسبة مرور 50 عاما على قيام الاتحاد على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، باني ومؤسس الإمارات الحديثة والذي أرسى قواعد أنجح تجربة وحدوية عربية في العصر الحديث بحصافته وحكمته وقدرته على وضع نهج البناء والتشييد والعمران والذي تجني ثمرته الإمارات وأبناؤها المخلصون الذين اصطفوا خلف القائد المؤسس.
ودائما ما يكون الاقتصاد عنوان النجاح وهو الأمر الذي تجلى فيما حققته الإمارات على مدى 5 عقود من نهضة اقتصادية، ولعل أبرز مثال في هذا الشأن نجاح الإمارات من الارتقاء من المركز الـ 77 في عام 2009 إلى المركز الـ 16 العام الماضي في "سهولة الأعمال" محققة 61 مركزا في 10 سنوات حسب إعلان الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء مؤخرا.
ولخص السائح الدنماركي وليم أنتون إعجابه بالتطور والرقي الذي تشهده الإمارات بكلمات قليلة معبرة عندما قال: "ما أنجز هنا هو المستحيل بحد ذاته فقيادة الإمارات حولت الدولة إلى واحة أمن وسلام وأضحت منفتحة ترحب بالجميع وأصبح بإمكان المواطنين التباهي ببلادهم وحياتهم.. في الحقيقة الإمارات تعيش حقا عصر النهضة".
ولا يبدو التقدم الحاصل في الإمارات جليا للعيان أكثر مما يتبدى في عاصمتها "أبوظبي" التي شيدت فوق أكبر جزر الإمارات تحدها مياه الخليج من جهاتها كافة تحفها الشواطئ والمتنزهات المطلة على البحر والتي أضحت قبلة لسكانها وزوارها.
"أبوظبي" نقطة فارقة في تاريخ الإمارات
والمتتبع لمسيرة العاصمة " أبوظبي " يعقد على الفور مقارنة بين الماضي والحاضر فبعدما كانت بعض بيوت التجار تحوي أبراجا هوائية من أعمدة يحصلون عليها من جذوع النخل وأشجار القرم لتلتقط التيار الهوائي وتقذف به نحو الأسفل ليصل إلى قاطني تلك البيوت ويلطف من درجة حرارة المكان المرتفعة.
انطلقت المدينة قبل 5 عقود نحو آفاق أرحب بدأت بمرحلة تاريخية جديدة وملحمة بطولية مذهلة مع البناء والتطور قادها بحنكة وحكمة وإصرار وعزيمة لا تلين حاكم صاحب شخصية فريدة تفهم المعنى الحقيقي لهبات الله وسط الصحراء وقدر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن يبني هذه الواحة الغناء وسط الصحراء ولتصبح عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وها هي أبوظبي اليوم تقف شامخة بتراثها وحداثتها في آن جامعة بين سحر الشرق وأسباب الحداثة، واعتبرت المدينة الأكثر أمانا في الشرق الأوسط والمفضلة في العالم للعيش والزيارة ما جعلها تحتل مكانة رفيعة على خارطة السياحة العالمية، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية في تقرير لها.
وبمتابعة ودعم من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تواصل المدينة ارتقاء مدارج التقدم والنهضة والنماء عبر تنويع اقتصادها من خلال استثمارات ضخمة في المجالين الاقتصادي والسياحي وفق رؤية تهدف إلى تنفيذ مشاريع تنمية مستدامة "أبوظبي 2030" وهي مخطط عمراني شامل لتطوير المدينة.
دبي المتلألئة مدينة عالمية على أرض إماراتية
وفي بقعة مضيئة أخرى تبرز مدينة دبي المتلألئة وهي بمثابة مدينة عالمية على أرض إماراتية وتعد إحدى أكثر مدن العالم زيارة من قبل السياح بعدما شهدت نموا مطردا في عددهم خلال عام 2018 بلغ 15.9 مليون سائح وهو العدد الذي ارتفع إلى16.7 مليون سائح خلال العام الماضي.
وتعد " مدينة دبي " مقصد الملايين و واحدة من أكثر الوجهات المفضلة التي يمكن للمرء زيارتها ودائما ما تصنف في صدارة المدن الأكثر إشغالا للفنادق والمنتجعات وتتربع على عرش المراكز المتقدمة في قوائم التنافسية العالمية.
وفي العقود الأخيرة أصبحت مدينة دبي مركزا تجاريا عالميا مهما ومثالا بارزا على الحداثة والتصميم المعماري الفريد حيث تزخر بناطحات السحاب إضافة إلى المباني المبتكرة التي تتجاوز كل حدود العمارة المتعارف عليها في التاريخ.
وتستعد دبي للترحيب بملايين الزوار من جميع أنحاء العالم للمشاركة في الحدث الأبرز على المستوى العالمي " إكسبو دبي 2020 " بعد 6 سنوات من التحضير وما يقارب 37.8 مليار درهم / 10.3 مليارات دولار/ من الاستثمارات وهو ضعف الاستثمار في معرض إكسبو 2015 في ميلانو تقريبا.
وتتجه أنظار العالم بعد قرابة 180 يوما إلى أرض الإمارات لمتابعة الحدث العالمي الأهم بوصفه المنصة الحضارية التي تجمع 192 من دول العالم لمدة 173 يوما تحت سقف واحد تعرض خلاله ثقافتها وتراثها وتاريخها أمام أكثر من 25 مليون زائر متوقع للمعرض من مختلف الجنسيات لصناعة مستقبل العالم.
الشارقة منارة الثقافة في المنطقة والعالم
ويمتد النمو المتسارع للإمارات إلى الجانب الثقافي ليسطع نجم مدينة الشارقة بقوة بين المراكز الثقافية المهمة الجديدة على مستوى المنطقة والعالم.
وتتصف الشارقة ببريقها الثقافي الذي لا ينطفئ وحضورها دائم في المحافل الدولية وربما هذا كان كافيا بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " يونسكو" لإدراجها مؤخرا ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة بعد إعلانها عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019.
وأصبحت مدينة الشارقة ضمن الـمدن الخمس الأكثر إبداعا في العالم لتتألق وتسلط عليها الأضواء ويعود الفضل في ذلك إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة المولع بالفن والشعر والأدب.
وأصبح المشهد الثقافي في الشارقة خلال السنوات الأخيرة حافلا بالفعاليات والمهرجانات الثقافية الأكثر تطورا مثل فعاليات بينالي الشارقة للفن المعاصر وبينالي التصميم الغرافيكي الذي دشن حديثا ومهرجان الفنون الإسلامية.
وفي الشارقة تكتشف عوالم الثقافة أينما توجهت فهناك ثقافة معطرة بالطابع الإسلامي وثقافة لا تقف عند حد معين والنتيجة هي مدينة تجمع خليطا ثقافيا متناغما يوطد موقع الإمارات باعتبارها نقطة التقاء بين الشرق والغرب.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA= جزيرة ام اند امز